الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أزمة الغذاء العالمية تضغط على مجموعة الثماني للتحرك من أجل أفريقيا

أزمة الغذاء العالمية تضغط على مجموعة الثماني للتحرك من أجل أفريقيا
25 يونيو 2008 01:00
مرة أخرى تحتل أفريقيا موقعا متقدما على جدول أعمال قمة مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى والمقرر في اليابان الشهر القادم في الوقت الذي تهدد فيه أزمة الغذاء العالمية بحدوث انتكاسة في التقدم الذي تحقق في القارة خلال السنوات الماضية· وتنطلق الدعوات من الهيئات المستقلة والنشطاء والمسؤولين الحكوميين إلى زيادة المساعدات العاجلة حتى لا تنزلق القارة إلى المزيد من الفقر والجوع· وقد أدى إخفاق الدول الأعضاء في المجموعة في الالتزام بأهداف مساعدات التنمية التي وضعت بالفعل إلى شعور البعض بالقلق من أن المزيد من الالتزامات المادية لن يكون أكثر من وعود جوفاء· ورسم تقرير صادر عن ''لجنة تقدم أفريقيا'' التي أسسها رئيس الوزراء السابق توني بلير صورة قاتمة لمدى ابتعاد الدول الثماني الكبرى عن الوفاء بالالتزامات التي قطعتها على نفسها في مؤتمر جلينيجلز عام 2005 · وقال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الذي يرأس اللجنة حاليا إنه مع استمرار معدلات التقدم الحالية فإن التزام الدول الثمانية بمضاعفة مساعداتها لأفريقيا بحلول عام 2010 لن يتم حيث يبلغ العجز الحالي 40 مليار دولار، ودعا عنان دول المجموعة إلى التعامل مع تلك الفجوة خلال قمة اليابان وحذر من أن: ''الوعود المهمة هي الوعود التي نفي بها''· واختارت اللجنة ألا تكشف عن أسماء أسوأ الملتزمين لكن منظمة أوكسفام الخيرية حددت ألمانيا وفرنسا واليابان·· الرئيس الحالي لمجموعة الثمانية والتي ستستضيف الاجتماع المقبل، والتقى المدير التنفيذي لأوكسفام جيرمي هوبز مع رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا في 18 يونيو الجاري للدفع باتجاه التحرك من أجل أفريقيا، ويعتقد هوبز أنه ليست الأموال فقط هي ما تحتاج إليه القارة· وقال هوبز: ''الأموال يمكن إيجادها عند الحاجة إليها·· لقد وجدوا أكثر من مليار دولار لمساعدة بنوكهم المتعثرة''، وأضاف: ''إنها مسألة تتعلق بالارادة السياسية·· ولابد لليابان أن تضغط بشكل أقوى خلال الاجتماع·· لكن معدلات المساعدات التي تقدمها لا ترقى إلى المستوى المستهدف''· وتتعرض جهود أفريقيا البطيئة للخروج من الفقر والمرض والجوع للخطر، وكان تم إلغاء نحو 60 مليار دولار من ديون القارة فيما هبطت معدلات الفقر بنحو ستة بالمئة تقريبا منذ عام 2000 كما انخفضت معدلات الوفاة بين الرضع والأطفال بحسب ما توصلت إليه لجنة تقدم أفريقيا، لكن اللجنة حذرت من أن أزمة الغذاء يمكن أن تجعل هذه التطورات بلا معنى لو لم تتحرك مجموعة الثماني بشكل ''عاجل وحاسم''· ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) فإن 21 دولة من بين 37 دولة هي الأكثر تأثرا بارتفاع أسعار الغذاء في العالم تقع في أفريقيا، وتحذر منظمات الإغاثة من أنه في تلك الدول التي ترافقت فيها زيادات الأسعار مع الصراعات والجفاف مثل الصومال فإن الملايين يواجهون خطر الجوع· وكانت رئيسة مؤسسة تنمية المجتمع جراكا ماشيل، وهي عضو في اللجنة إن تبعات عدم تحرك الدول الثمانية ستكون رهيبة، وفي الأونة الاخيرة كتبت في مقال رأي بصحيفة كينية تقول: ''إن أسعار الغذاء لا يمكن قياسها فقط بسعر القمح أو الأرز·· ولكن أيضا بارتفاع أعداد وفيات الرضع والأطفال في أنحاء أفريقيا''· لكن أصابع الاتهام لا توجه فقط إلى مجموعة الثمانية الكبار، فالدعوات تتزايد من أجل ضخ استثمارات جادة في قطاع الزراعة في أفريقيا والتي تعتبر حاليا مستورد كامل للطعام بعد أن كانت قبلا من مصدريه، وحث وزير الزراعة الكيني وليام روتو في كلمته أمام مؤتمر للفاو عقد بالعاصمة الكينية نيروبي الدول الأفريقية على الاستثمار في الزراعة وخصوصا في مجال الري· وليس روتو وحده الذي يعتقد أن هذا هو الطريق إلى الأمام، فقد قال رئيس منظمة الفاو جاك ضيوف: ''اليوم يروى حوالي 7 في المئة من الأراضي ( في أفريقيا) وهي نسبة بسيطة·· وبالمقارنة مع آسيا التي يروى 58% من أراضيها فإن أفريقيا لاتزال متأخرة كثيرا''· ويعتقد ضيوف أن أفريقيا لديها القدرة ليس فقط على إطعام نفسها ولكن أيضا على إطعام بقية العالم·· لكنه انتقد الحكومات الأفريقية بسبب عدم وفائها بتعهداتها بشأن تخصيص عشرة بالمئة من ميزانيتها للانشطة الزراعية· وستوفر المساعدات والاستثمارات الدولية نسبة كبيرة من الأموال الضرورية لتحسين الإنتاجية عبر تطوير نظم الري والسماد وجودة الحبوب والسماح للمزارعين بفرص دخول أفضل للأسواق· وتقود الصين طريق الاستثمار في أفريقيا حيث تتلقى مقابل ذلك نصيبا من الموارد الطبيعية الوفيرة في دول أفريقية مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية، لكن الكثيرين يشعرون بأن مفتاح دفع أفريقيا للأمام هو بدء الدول الثماني الكبرى في تقديم ما هو أكثر من الوعود الجوفاء· وقالت ماشيل: ''لو اتفقنا على أن القارة حققت تقدما حقيقيا خلال العقد الأخير·· واعترفنا بأن أزمة الغذاء تهدد بعكس الكثير مما حدث فإننا نكون قد وصلنا إلى نقطة حاسمة''·
المصدر: نيروبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©