محللون: زيادة إنتاج النفط غير كافية لكبح جماح الأسعار

قال محللون إن خطة السعودية لزيادة انتاج النفط قد لا تكون كافية لوقف الاتجاه الصعودي للاسعار وتخفيف العبء عن اقتصاد الدول المستهلكة التي تعاني من ارتفاع تكلفة الوقود· وأعلنت السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم خططاً لزيادة الانتاج إلى 9,7 مليون برميل يومياً ليسجل أعلى وتيرة منذ نحو ثلاثة عقود وذلك في اجتماع عقد في جدة يوم الاحد الماضي ضم مستهلكي النفط ومنتجيه· كما قالت وكالة الانباء الكويتية نقلاً عن وزير النفط محمد العليم أمس: إن الكويت ستزيد انتاجها النفطي بمقدار 300 ألف برميل يومياً ابتداء من منتصف عام ،2009 وأضافت الوكالة قائلة: ''إن العليم أكد قدرة الكويت على زيادة انتاجها النفطي متسائلاً إن كان السوق يحتاج لهذه الزيادة أم لا''· كما تصر شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية على أن أضخم حقولها الجديدة ضمن خططها لزيادة طاقة إنتاج الخام سيدشن في موعده المقرر في يونيو من العام المقبل· واصطفت نخبة من كبار المسؤولين أمس الأول الصحفيين إلى مشروع خريص جنوبي الرياض، حيث قالوا: إن زيادة الإنتاج 1,2 مليون برميل يومياً ستتجنب التأخيرات المتفشية في قطاع الطاقة العالمي· وقال أمين الناصر أحد كبار المسؤولين لدى ''أرامكو'': ''نحن واثقون 100% أن خريص (الذي تبلغ استثماراته عشرة مليارات دولار) سيدخل الإنتاج كما هو مقرر في يونيو ·''2009 ويقول محللون: إن زيادة بمقدار 200 ألف برميل يومياً فضلاً عن تعهد سابق بزيادة الانتاج 300 ألف برميل يومياً ربما لا يكفيان لوقف الاتجاه الصعودي الذي قاد لارتفاع الاسعار نحو 40% هذا العام لمستويات قريبة من 140 دولاراً للبرميل· ويقول رئيس كاميرون هانوفر بيتر بوتل: ''حتى افضل ما لديهم (السعوديين) ليس كافياً هذه المرة''، وارتفعت أسعار النفط سبع مرات منذ عام 2002 بفضل طلب من أسواق ناشئة مثل الصين والهند مما يفرض ضغطاً على نمو الطلب· وارتفعت أسعار النفط الخام أمس ليصل سعر الخام الاميركي الخفيف إلى 137,74 دولار للبرميل، وفي الساعة 07:36 بتوقيت جرينتش بلغ سعر الخام الاميركي لعقود التسليم في أغسطس المقبل 137,62 دولار بارتفاع 88 سنتاً عن سعره في أمس الأول، كما ارتفع سعر مزيج برنت 1,8 دولار إلى 136,99 دولار للبرميل، ويتوقع البعض أن يصل إلى 150 دولاراً قريباً· وأدهش الارتفاع السريع للنفط منذ بداية العام خبراء كثيرين وعزا البعض ومن بينهم أوبك هذا الارتفاع إلى تدفق المال من مستثمرين غير تقليديين مثل صناديق معاشات التقاعد مما أدى لبلوغ الاسعار مستوى لا يدعمه العرض والطلب، ويصر آخرون في القطاع من بينهم وزير الطاقة الاميركي سام بودمان على أن نقص الامدادات هو المحرك الوحيد للاسعار· وأعلنت السعودية أنها عرضت كميات إضافية من النفط ولكن لم تجد اهتماماً يذكر من العملاء، وقبل الاجتماع قال بعض الخبراء إنه يمكن للسعودية بيع النفط بسعر مخفض جداً لتشجيع المصافي على تكوين مخزون يساعد على هبوط الاسعار· ويمكن لمثل هذه الخطوة الملموسة أن تبعد المضاربين الذين دخلوا سوق النفط هذا العام للتحوط في مواجهة ارتفاع نسبة التضخم وانخفاض الدولار، وذكر بنك سوسيتيه جنرال في بيان: ''إذا كان السعوديون جادين حقاً بشأن خفض الاسعار وبيع أكثر من 9,7 مليون برميل يومياً فعليهم خفض فروق الاسعار''· ويرى محللون آخرون أن الخطوة السعودية ربما لا تؤدي لتهدئة الأسعار على المدى القصير لكنها مؤشر على التزام جاد من المملكة بخفض أسعار الوقود الملتهبة التي قادت لاحتجاجات عالمية حتى وإن أصر أعضاء آخرون في منظمة أوبك على أنه ليس هناك ما يمكنهم عمله، وقال محلل الطاقة في سيتي فيوتشرز برسبكتيف تيم ايفانز: ''إنه اجتماع سعودي·· هم من دعوا إليه؛ كان لديهم ما يعلنونه، أعدوا المسرح، ودعوا العالم وأعلنوا زيادة الانتاج''، وتابع ''يتحدثون فعلياً عن زيادة تصل إلى 500 ألف برميل يومياً في غضون شهرين، وهذا يعكس درجة من الجدية في استجابة السعودية لأسعار النفط المرتفعة؛ إنهم جادون''·