الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نصف المجتمع تفاعل مع الإنجازات بدعم زايد

نصف المجتمع تفاعل مع الإنجازات بدعم زايد
18 مارس 2015 21:20
أبوظبي (الاتحاد) السنوات التي سبقت قيام دولة الإمارات، كانت خالية من أي نشاط نسائي، حيث عانت المرأة في المنطقة من الإهمال، نتيجة الظروف العامة التي لم تترك بصماتها على المرأة وحدها، بل امتدت إلى النواحي الحياتية كافة، وكانت تلك السنوات حافزاً للمرأة على العمل الدؤوب، كي تعوض في عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ما فاتها من علم، وخبرة، وثقافة، تسهم بها في بناء المجتمع الجديد الذي هو في أمس الحاجة إلى جهد خلاق وإرادة قوية. نصف المجتمع وانطلاقاً من إيمانه بدور المرأة وقناعته بأنها نصف المجتمع، وبأن صلاحها يصلح المواطن كله، لأنها المدرسة الأولى للأبناء، والمربية الأولى للأجيال، فقد شجع القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الحركة النسائية، وقدم لها الدعم الكامل، وأمر بتسخير جهود الوزارات لإنشاء مراكز رعاية الأمومة والطفولة، ودور الحضانة، لخدمة المرأة، حتى تقوم بالدور المعد لها وتحقيق أهدافها كاملة. ومنذ البداية عرفت المرأة، كما عرف الرجل، أن النهضة لا يمكن أن تتكامل وترسخ جذورها إلا بسلاح العلم، فأقبلت عليه، يدفعها الرجل أباً كان أو زوجاً أو أخاً. وعلى هذا الصعيد لم يدخر الشيخ زايد جهداً أو وسيلة لتعليم الفتيات باعتبارهن مربيات الأجيال القادمة، وانتشرت مدارس البنات في كل ركن من أركان الدولة، وكانت النتيجة مرموقة. وسنة بعد سنة أخذت المرأة في الإمارات تتحمل مسؤولياتها وتشارك في عملية بناء المجتمع من أوسع أبوابه «باب العلم»، وأصبحت المرأة مديرة، ومذيعة، وباحثة اجتماعية، وطبيبة. شخصية ثرية وشجع الشيخ زايد طيب الله ثراه، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على مزاولة العمل الاجتماعي، وقيادة النشاط النسائي، وكان بوسعها أن تستكين للدعة والهدوء، وتكتفي بالمهام الرسمية التي يحتمها عليها وضعها كسيدة أولى في الدولة، لكنها - والكلام هنا لإحدى الصحفيات اللاتي أتيح لهن لقاؤها - شخصية ثرية الجوانب، فياضة العطاء، ولهذا اختارت الطريق الأصعب، وأن تكون مثلاً وقدوة لعطاء المرأة الحقيقي لوطنها، كعطائها لبيتها، ولزوجها، ولأبنائها. ولأن الريادة ليست بالأمر السهل، ولا الهيّن، وإنما هو استعداد وموهبة، وعمل دؤوب، فإن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك كانت تعرف صعوبة الطريق، ومع ذلك خاضت التجربة، وحققت نجاحاً ملموساً. الرأي والمشورة ومنذ تولي الشيخ زايد مقاليد الحكم، فتحت سمو الشيخة فاطمة مجلسها لسيدات الدولة، لتبادل الرأي والمشورة حتى تحول المجلس إلى منتدى ثقافي، وبذلك مهدت سموها لإنشاء أول تجمع نسائي، ووهبت من ذاتها ووقتها الكثير، للأخذ بيد المرأة، لتتبوأ المكانة التي تستحقها، والتي كفلها الله لها في شريعته السمحاء. ولأن الحاجة إلى الشيء هي الدافع المتميز وراء الأعمال الكبيرة، فقد فكرت سمو الشيخة فاطمة في تأسيس جمعية نهضة المرأة الظبيانية عام 1973، ثم الاتحاد النسائي العام، عام 1975. البداية ولكن كيف كانت البداية؟ وكيف مضت التجربة لتحقيق الهدف القومي الكبير، وترجمة الأهداف إلى عمل وحقيقة في هذا القطاع الحيوي؟ تجيب سمو الشيخة فاطمة عن ذلك في أحد أحاديثها الصحفية: «عندما بدأ زايد مسيرة أبوظبي، ومن بعدها الاتحاد، كان الشيخ زايد ورجاله يسابقون الزمن للحاق بركب الحضارة، وكانت المهام الجسيمة التي يضطلعون بها تستوجب منا نحن النساء عدة واجبات: * أولاً: أن نهيئ لهم ما يحتاجون إليه من هدوء واستقرار، يدفعهم إلى المزيد من العمل. * ثانياً: أن نعاونهم بقدر ما نستطيع في بلوغ أهدافهم، فالرجال يخرجون ويسافرون، ويحتكون بالعالم، ويتطورون، والنساء لا يتطورن بنفس الدرجة، ولذلك فإن المرأة تكون عبئاً على الرجل في مسيرته إذا لم تواكب هذا التطور. ومن هنا كانت الحاجة إلى تطوير المرأة، لكي تكون عوناً للرجل، تفهم تطلعاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتعينه على المضي في طريقه نحو التقدم والارتقاء. أول جمعية وتضيف سمو الشيخة فاطمة قائلة: «وعرضت فكرة إقامة أول جمعية نسائية في دولة الإمارات على المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» لتكثيف الجهود النسائية، ووافق سموه على الفور، وبالفعل تمت في 8 فبراير عام 1973، الموافقة على تأسيس جمعية نهضة المرأة الظبيانية، وتعتبر هذه الجمعية أول تجمع نسائي في دولة الإمارات». وقامت الجمعية بحملات توعية واسعة في إمارة أبوظبي لاستقطاب النساء، وقدمت الدعم المعنوي والمادي لهن، وتركزت بعد ذلك أهداف الجمعية في النهوض بالمرأة روحياً وثقافياً واجتماعياً، مستهدية في ذلك بالقيم الدينية والروحية، وتقاليد الحضارة العربية والإسلامية. وحدة الأهداف وبعد فترة وجيزة من تأسيس جمعية نهضة المرأة الظبيانية، تأسست جمعيات نسائية في كافة أنحاء البلاد، تهدف إلى النهوض بالمرأة ومسايرة ركب التقدم ونظراً لوحدة الأهداف التي تتوخاها الحركة النسائية في كافة أنحاء الدولة، وحرصاً على تحقيق التعاون والتنسيق الكامل بين مراكزها جميعاً، تم تأسيس اتحاد نسائي عام تكون له الشخصية المعنوية المستقلة، وله نظامه الأساسي الخاص وذلك في 27 أغسطس عام 1975. وتم انتخاب سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة له، وعملت سموها جاهدة للأخذ بيد ابنتها وأختها في الإمارات . الأم والزوجة وإلى جانب، ما بذلته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من جهود من أجل المرأة في دولة الإمارات، إلا أنها لم تكن تتردد في تقديم المساعدة لأية سيدة أو فتاة في الوطن العربي والإسلامي كله. ورغم مشاغل سموها الكثيرة ومهامها المتعددة والتزاماتها الضخمة، التي تفرضها عليها واجباتها، إلا أن سموها بشيء من تنظيم الوقت، أدارت دفة الأمور بطريقة تستوعب كل المهام الملقاة على عاتقها، بما أتاح لها أن ترعى شؤون بيتها، وزوجها، وأولادها، كما ينبغي أن تفعل كل سيدة، وتقوم بنفسها بمراجعة دروس أبنائها، ومتابعة تحصيلهم، والإشراف على شؤون القصر كله، وتقضي عدة ساعات في متابعة وقراءة ودراسة اللغة الإنجليزية، وهي تحفظ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، والعديد من قصائد الشعر العربي القديم والحديث. وتقول السيدات اللاتي يعرفن سمو الشيخة فاطمة إنها سيدة يتسم سلوكها بالاتزان الشديد، وتصرفاتها بالحكمة، وتتحلى بذلك الإيمان العميق الذي يضيء النفس، ويمنح صاحبه الرضا والأمن والسكينة، وهي تؤثر أن يكون إيمانها علاقة خاصة بينها وربها، من منطلق هذا الشعور الديني العميق نشأ لديها ذلك الحب الجارف للإنسانية، وذلك النبع الذي يفيض بالرحمة والحنان، عبر دور الحضانة التي ترعاها بنفسها، ومن خلال كل أعمالها الخيرية المعلن عنها وغير المعلن عنها الكثير. وتتحدث سمو الشيخة فاطمة عن آمالها وأحلامها الشخصية والعائلية كلها فتقول: «إنها تلاحمت واندمجت في آمالها وأحلامها من أجل الوطن». * المصادر - كتاب: «زايد بن سلطان آل نهيان.. القائد والمسيرة» - 1986 للكاتب الصحفي حمدي تمام
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©