الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

من أحاديث رائدة النهضة النسائية

من أحاديث رائدة النهضة النسائية
18 مارس 2015 21:34
المرأة شريكة الكفاح وأساس الأسرة ** المرأة هي شريكة الكفاح في الماضي والحاضر والمستقبل أيضاً، وليس هناك شيء حققه اتحاد دولتنا، لم يضع فيه المرأة في اعتباره، وليس هناك شيء حققه اتحاد دولتنا لم تستفد منه المرأة، فلقد عاش كل إنسان على هذه الأرض تجربة الماضي القريب، حيث كانت المرأة هي عماد الأسرة، وهي التي تحمل العبء الأكبر في الصراع مع إمكانات الواقع المحدودة الصعبة تحت أقسى الظروف. ولم يكن من الممكن إحداث التغيير الاجتماعي من دون النهوض بالمرأة وخروجها إلى الحياة العامة بصورة لا تؤدي إلى الإخلال بالتقاليد العربية الإسلامية الأصيلة، وفعلاً حدث في مجتمعنا تحول إنساني وحضاري يتفق وشريعتنا الإسلامية تماماً، وأبرز مكاسب المرأة في ظل الاتحاد، التعلم الذي أصبح حقاً واجباً من حقوقها تتاح لها فرصة متساوية تماماً مع الرجل حتى أعلى الدرجات العلمية في الداخل والخارج، العمل والوصول فيه إلى كل المناصب التي تؤهلها، لها إمكاناتها الشخصية حتى أصبحت وكيلة وزارة وطبيبة ومهندسة وإذاعية وخبيرة كمبيوتر، وفي قانون العمل مواد كثيرة خصصت لتضمن حقوق المرأة العاملة وتحميها وتصون كرامتها وتحدد واجباتها، مثل المواد التي تحظر تشغيلها ليلاً أو تشغيلها في الأعمال الخطرة أو الشاقة أو الضارة صحياً، والمواد التي تمنحها حق الحصول على إجازة وضع بأجر كامل لرعاية وليدها وفترتي راحة يومياً لإرضاعه، بالإضافة إلى مساواتها في الأجور والعلاوات والترقيات مع الرجل، وقبل هذا أيضاً هناك نصوص الدستور التي حرص أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى على أن تضمن للمرأة جميع الحقوق والواجبات التي تساويها بالرجل وتزيدها عليه أحياناً، لأن المرأة أساس الأسرة، فهي الأم والأخت والزوجة والبنت، وهي الركن الأساسي في اللبنة الأولى لأي مجتمع، وهكذا جاءت المواد 15 و16 و17 من الدستور لتجعل الأسرة أساس المجتمع ورعاية الطفولة والأمومة والقصر، وغيرها من العاجزين عن رعاية أنفسهم مسؤولية الدولة والمجتمع. التعليم يحل كل مشكلات المرأة ** «إنني أضع تجربتي الشخصية أمام بناتي، لقد وقفت ظروف الماضي بيني وبين التعلم مثلما حدث مع كل بنات جيلي، كانت الفتاة تعد قبل الزواج لتكون زوجة وربة بيت فقط لا غير، ولكنني اكتشفت بعد الزواج أنني لن أستطيع أن أكسب احترام زوجي وأحتفظ بحبه وتقديره إذا بقيت أنا في وادٍ وهو في وادٍ آخر، وقررت أن أكون الشريكة التي يفتخر بها في كل شيء، ولم أجد غير العلم طريقاً أمامي ووسيلة، وبدأت، لم أكتف باللغة العربية والرياضيات والتاريخ والجغرافيا، وغيرها من المواد الدراسية المعروفة بل درست أيضاً اللغات الأجنبية، ونوعت ثقافتي في كل فروع المعرفة والعلم والأدب وتاريخ الشعوب والسياسة والشعر النبطي الذي أحفظ منه الشيء الكثير، وهكذا وجدت أنني أصبحت أتحمل مسؤوليتي كربة بيت وأم وقرينة لرئيس الدولة بشكل أفضل بكثير، لم أعد أهاب المواقف المختلفة، بل أصبحت أملك حسن التصرف والفهم لكل ما يدور حولنا من أحداث، ولم تعد تخفى عليّ هموم زوجي داخل البلاد وخارجها، فأنا معه بوعي وفهم وإدراك، والفضل كله للتعلم.. ولهذا سأظل دائماً وأبداً أجعل من القضاء على الأمية هدفاً حضارياً كبيراً، ولهذا أيضاً أهتم بتعليم الكبار وأفرح من كل قلبي بالمتفوقات من بنات بلدي، وأحضر الاحتفال بهن في المدارس، وأحتفل بهن مرة أخرى في بيتي، التعلم هو وحده الذي يجعل الفتاة عضواً عاملاً في المجتمع وزوجة فاضلة تعرف أصول دينها وتعاليمه وتوجيهاته لها في رعاية أسرتها وصيانة نفسها والحفاظ على تقاليدها، والتعلم أيضاً هو الذي يرفع كفاءة الأم في العناية بأطفالها وصحتهم والعمل من خلال ذلك كله على خفض نسبة وفيات الأطفال في بلدنا، وفي اعتقادي أن التعليم لا يحل هذه المشكلة فقط، ولكنه يحل أيضاً الكثير من المشكلات التي تؤثر تأثيراً مباشراً على حركة النمو والتطور في مجتمعنا، كالزواج من أجنبيات.. غلاء المهور.. الطلاق.. وتعدد الزوجات بلا سبب منطقي، وغيرها من المشكلات. رؤية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، رائدة النهضة النسائية في الإمارات، يمكن الوصول إلى جوهرها عبر قراءة متأنية لمجموعة الأحاديث الصحفية، التي أدلت بها سموها منذ أن قادت مسيرة العمل النسائي في الإمارات، لتؤسس لنهضة رائدة، وتغييرات إيجابية صنعت من خلالها واقعاً تفخر به المرأة الإماراتية، وفي السطور المقبلة مقتطفات من أحاديث سموها عبر سنوات من الإرادة والنجاح... نوفمبر1980 «الأمية» العدو الأول للمرأة والمجتمع ** أتمنى أن تتخلص المرأة من أميتها، فأنا أعتبر الأمية العدو الأول للمرأة والمجتمع، وأحلم بيوم تصل فيه نسبة الأمية في الإمارات وفي كل عالمنا العربي إلى الصفر، وأتمنى أن أرى بنات الإمارات المتعلمات يشاركن بوعي وجدية في كل مجال، ويأخذن بيد أخواتهن اللاتي فاتتهن الفرصة، وأتمنى أن تنتهي مشكلاتنا الاجتماعية وأخطرها مشكلات الطلاق، لأن سلامة الأسرة تعني سلامة المجتمع. طفل الإمارات أسعد أطفال العالم ** طفل الإمارات من أسعد أطفال العالم، فقد أتيحت له مجانية التعليم والعلاج وجميع الخدمات الاجتماعية، حتى الحدائق المجهزة بأحدث الألعاب، وفي رأيي أن الدولة قامت بواجبها نحو الطفل ولكن ما زال دور الأسرة ناقصاً، وبعض الأسر بحاجة إلى التوعية الغذائية الصحيحة التي تقدمها للطفل، وأيضاً بحاجة إلى التوعية الصحية. الأسرة ما زالت في حاجة إلى هذه التوعية لتكتمل الحلقة، ويستطيع الطفل أن يستفيد من هذه الخدمات. ديسمبر1984 أحب بلادي وأحترم تقاليدها ** أحب بلادي بكل عواطفي، أشعر بأن كل ذرات جسمي مختلطة بصحراء بلادي، أحترم تقاليدي ولا أتخلى عنها في أي مكان أو زمان، تراثنا زاخر فأتمسك به.. عطوري هي عطورنا الشعبية القديمة، ملابسي يميزها الخط العربي الأصيل، وما زال الثوب العربي أجمل ملابسي، أفضل الأغاني الشعبية وأحب الصحراء، وأتذكر في كل لحظة بيوتنا القديمة، ومنزلي يميزه الطابع العربي القديم، الواقع أن جيلنا على الرغم من قسوة ظروفه إلا أنه أحب بلاده كل الحب.. أبنائي وبناتي ورئيس الدولة، كلنا يتمسك بعاداتنا القديمة الأصيلة، ولا نطرب إلا لأغانينا القديمة، ولا نهوى سوى الشعر النبطي والعربي وأشعارنا البدوية، نحن نتاج هذه الأرض وارتبطنا بها وهي حياتنا لا نستطيع الابتعاد عنها، وعن تقاليدها وعاداتها، ما زالت الصحراء بحدودها المترامية تشدني إليها. مارس2015 «الاستقرار والترابط» أساس تقدم الأمم يـُمثل تحقيق الأمن والاستقرار للأسرة الإماراتية أولوية قصوى في سياسة ونهج دولة الإمارات منذ قيامها، إضافة إلى أنه التزام كفله الدستور برعاية الأسرة وحمايتها والنهوض بها، ومنحت القيادة الرشيدة قضايا الأسرة حيزاً رئيساً من اهتمامها في برامجها التنموية لبناء الإنسان والمجتمع، إيماناً منها بأن تقدم الأمم لا يتم بالشكل المطلوب إلا إذا قام على ركيزة الاستقرار والترابط والتماسك المجتمعي، لما للأسرة والأم خصوصاً من أهمية ودور في تشكيل الخلايا الرئيسة لبناء المجتمع، وتنشئة الأجيال وإعدادها، والحفاظ على التماسك الأسري، وترسيخ الهوية الوطنية. أكتوبر2009 مكاسب كبيرة في العقود الثلاثة الماضية لقد حققت ابنة الإمارات مكاسب كبيرة في العقود الثلاثة الماضية، والآن وبعد مسيرة حافلة بالعطاء انطلقت مع تأسيس دولة الإمارات على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نشعر بالارتياح والاعتزاز بما حققته المرأة الإماراتية، في إطار برنامج وخطط التمكين السياسي، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث أصبحت المرأة تشارك اليوم في السلطات السيادية الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، وارتفع تمثيلها في مجلس الوزراء عام 2008 من مقعدين إلى أربعة. يوليو1985 للإعلام دوره في تغيير المفاهيم الخاطئة ** لكل مجتمع ظروفه ومعوقات التطور فيه، ومجتمع الإمارات يعيش تطوراً حضارياً مذهلاً وتحولاً اجتماعياً سريعاً، وفي تاريخ كل المجتمعات تقريباً لا يمكن إحداث تغيير حقيقي في الأفكار والقيم والتقاليد التي تحكم حياة الناس وسلوكهم إلا على مدى سنوات طويلة، وإذا كان بعض الناس في مجتمعنا ما زالوا متمسكين بمفاهيم سلبية لدور المرأة وحقوقها، فإن تغيير هذا الوضع يحتاج إلى مزيد من الجهد، سواء من جانب المرأة نفسها أو من جانب الجهات المعنية بهذه القضية، خاصة وسائل الإعلام التي تتحمل مسؤولية خاصة، لما لها من تأثير ملموس في الرأي العام، فمن الواجب على الصحافة والإذاعة والتليفزيون أن تتبنى بوعي واهتمام كاملين قضية التغيير الاجتماعي، وتعمل على نشر الأفكار الجديدة والمفاهيم المطلوبة لإحداث هذا التغير. مارس1985 خطوات المرأة العاملة.. سريعة وواثقة ** خطوات المرأة العاملة في بلادنا سريعة وواثقة وموفقة بكل المقاييس والمعايير، ومن المؤكد أنها حققت الكثير من الطموحات والآمال لكن ليس كل الطموحات ولا كل الآمال، فما زالت أمامها مجالات كثيرة لم تطرقها، وما زالت أمامها مواقع كثيرة لم تدق أبوابها، ليس السلم الوظيفي أو الدرجة العلمية أو المنصب هو ما يهمني بالنسبة للمرأة العاملة، ما يهمني حقاً هو طموحي الأكبر في أن تلبي المرأة العاملة احتياجات المجتمع من عملها فلا تتكتل في مجال واحد من مجالات العمل، لأن هذا أفضل بالنسبة لها أو لأن هذا أكثر راحة كما يحدث مع الكثير من الخريجات ولكن على المرأة العاملة أن تبحث عن كل ما يريده الوطن في أي موقع وأي مكان وتقدمه له مهما كان تعبها ومهما كان قدر تضحيتها، فالوطن لم يبخل علينا بشيء وليس من العدل أو الحق أن نبخل نحن عليه بأي شيء مهما كان حتى لو كان نور العين أو حبة القلب أو الحياة نفسها، وقتها فقط تكتمل سعادتي ببنت بلدي العاملة، وأستطيع أن أقول إنها حققت بالفعل طموحاتي في مسيرتها العملية. مارس1985 الجمعيات النسائية وسيلة الاتصال الآمنة ** تحمل الاتحادات النسائية، عبئاً كبيراً من أجل التنمية، فهي الجهات الأكثر التصاقاً بحياة الناس اليومية بصفة عامة وحياة المرأة بصفة خاصة، بل إنني أؤكد أن الجمعية النسائية تكاد تكون هي وسيلة الاتصال الآمنة والمضمونة والناجحة بين المرأة والمجتمع، من خلالها تستطيع أن تتعلم وتدرس وتنمي قدراتها وتكتسب الخبرات التي تعينها في حياتها وتغير نظرتها للأمور، وتجعلها أكثر ارتباطاً بالمجتمع، وأكثر استعداداً لخدمته، وأكثر تفانياً في رفع شأنه وحمايته، ومراكز الصناعات البيئية وإحياء التراث والدورات الدراسية المختلفة في التمريض، وفي تعليم اللغات، وفي محو الأمية، وفي الاقتصاد المنزلي، وفي الآلة الكاتبة، والمحاضرات الثقافية والدينية.. كل هذا أوضح دليل على أهمية هذا الدور الذي يمكن أن تلعبه الجمعية النسائية أو يقوم به الاتحاد النسائي العام في حياة الناس وفي تنمية المجتمع، والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن بلادنا تشهد نهضة نسائية واسعة في محاولة الارتفاع بالمستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمواطنات، كما أن القيادات النسائية لا تدخر جهداً في مواصلة خدمات الرعاية الاجتماعية ونشرها في الحضر والبادية، ويظل هناك تحٍد أكبر أمام العاملات في هذا القطاع، وهو الوصول إلى المرأة البدوية بشكل أعمق، وإخراجها من عزلتها، وإقناعها بتغيير حياتها، وبأهمية التعلم والدورات التدريبية. أغسطس1988 غلاء المهور.. خيوط الحل بيد الجيل المثقف ** غلاء المهور ظاهرة طارئة على حياتنا، وإن كنت أرى خيوط الحل بيد الجيل المثقف من الفتيات والشباب الذين يمكنهم بالتفاهم والصبر إقناع الأهل بما يترتب على هذه الظاهرة من مخاطر على الأبناء أنفسهم وعلى المجتمع ككل، فليس الزواج بأجنبية بأكثر خطراً من العزوف عن الزواج، الزواج بأجنبية يأتي لنا بجيل من الأطفال لا انتماء له للأرض أو للقيم أو للمثل والتقاليد العربية.. والعزوف عن الزواج يدفع بالشباب إلى الانحراف، فلماذا ندفع بأبنائنا لهذه الهاوية ونسيء - بإرادتنا - لوطننا ومجتمعنا؟.. والحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع، أن الوجه الآخر للمشكلة هو البذخ في حفلات الزفاف بشكل لا طائل من ورائه إلا المظهرية والتفاخر، ولو عرف الجميع أن المهر الغالي لا يشتري سعادة للأسرة، وحفلات البذخ في الزفاف التي تؤدي أحياناً للتورط في الدين، والمشكلات المالية لا يمكن أن تحقق استقراراً للشباب، لعدلوا موقفهم، واتجهوا إلى البساطة في كل شيء، والاتحاد النسائي لا يدخر وسعاً في التوعية بهذه المشكلة وجوانبها المختلفة سواء بالمحاضرات أو من خلال اللقاء الميدانية مع الناس على الطبيعة، وهناك مبادرات شخصية كثيرة من بعض العائلات أظهرت استجابة مشجعة لجهود الاتحاد النسائي العام في هذا المجال، والأمر كله مرهون بالزمن، والشيء نفسه، يمكن أن يقال عن خدم البيوت، وإذا كنت لا أمانع في وجود من يساعد المرأة في الأعمال المنزلية فإنني ضد وجود من يحمل عنها عبء الأمومة ورعاية الأطفال، فلا أحد يعوض دور الأم في هذا المجال أو يستطيع أن يشغل مكانها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©