الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أبوظبي تنشئ مركزاً عالمياً لأبحاث الطاقة والطب والتكنولوجيا

أبوظبي تنشئ مركزاً عالمياً لأبحاث الطاقة والطب والتكنولوجيا
18 مارس 2013 22:30
يوسف البستنجي (أبوظبي) – تعتزم أبوظبي إنشاء مركز عالمي للأبحاث والتطوير بالتعاون مع اليابان، يركز على قطاعات استراتيجية أبرزها الطاقة البديلة والتكنولوجيا المتطورة والطب، بحسب ما أعلن مسؤولون في دائرة التنمية الاقتصادية أمس. وستشكل “اقتصادية أبوظبي” لجنة مشتركة مع الجهات الأكاديمية والعلمية والصناعية المتخصصة باليابان، لتحديد الآليات التنفيذية المطلوبة لإنشاء المركز. ولم تحدد الدائرة موعداً لبدء تدشين المركز، أو تكلفته، ولكنها أكدت أنه سيركز على أبحاث متخصصة في المسائل المشتركة التي تهم الجانبين، مثل أبحاث الطاقة البديلة والمتجددة، وقطاع المواصلات والأنظمة والتكنولوجيا المتصلة بها، وعلوم الفضاء والأبحاث الطبية، لاسيما ما يتعلق بتقنيات تشخيص وعلاج السرطان. ويأتي الإعلان عن التوجه الجديد ترجمة لمذكرات التفاهم التي وقعها الجانبان في فبراير الماضي. وفي هذا الصدد، عقد معالي ناصر أحمد السويدي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي، اجتماعاً بمكتبه أمس، مع وفد ياباني برئاسة البروفسور كيوشي كوروكاوا، رئيس جامعة طوكيو، بحضور يوشيهيكو كامو، سفير اليابان لدى الدولة، ونحو 20 شخصاً يمثلون عددا من المعاهد ومراكز البحوث العلمية في اليابان. وبحث الجانبان أوجه التعاون المشترك في مجال التعليم العالي، وذلك في إطار ما يربط الجانبين من مذكرات تفاهم واتفاقيات ثنائية، كان آخرها الشهر الماضي، متمثلاً بالتعاون بين مجلس أبوظبي للتعليم ومركز اليابان للتعاون الدولي في مجال البرامج الأكاديمية، وجامعة الإمارات ومركز الامتياز الطبي الياباني، حول تقديم أنظمة متطورة وخدمات طبية حديثة. وأكد السويدي خلال اللقاء أن العلاقات بين إمارة أبوظبي واليابان تتميز بطبيعتها وعمقها الاستراتيجي، وباتت تتفرع في العديد من المجالات الاقتصادية والاستثمارية. ونوه السويدي بنتائج ملتقى أبوظبي اليابان الاقتصادي الذي نظمته دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي في فبراير، وأسفرت عن توقيع 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين عدد من الجهات الحكومية وشبه الحكومية في أبوظبي واليابان، في مجالات البحوث والدراسات والتعليم والصحة والطاقة والاستثمار. كوادر متخصصة قال السويدي إن أبوظبي باتت تزخر بأفضل مرافق التعليم العالي، ومراكز البحوث، حيث عملت على استقطاب أفضل وأبرز الخبراء الأكاديميين في العالم، إضافة إلى الكوادر المتخصصة في العملية التعليمية، وأبرز الجامعات العالمية، مثل نيويورك والسوربون. وأكد أن أبوظبي تتطلع إلى أن تصبح مركزاً إقليمياً للعلم والثقافة، يتوافر فيها مؤسسات للتعليم العالي والمراكز والبحوث بمواصفات عالمية. وقال عيضة صالح البريكي، رئيس قسم العلاقات الدولية في الدائرة إن الطرفين تفاهما على إنشاء لجنة مشتركة لتفعيل أوجه التعاون التي تم توقيع مذكرات تفاهم بخصوصها. وأكد لـ”الاتحاد” أن الاجتماع اشتمل على مشاركة ممثلين عن جامعة طوكيو، ومركز الأبحاث والعلوم المتقدمة في الجامعة، إلى جانب جهات أكاديمية من جامعات بأبوظبي. من جهته، قال البروفسور سهام الدين كلداري، أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية الطب بجامعة الإمارات، والمشارك في الاجتماعات، إن المباحثات مع الوفد الياباني تركز على بناء الأرضية الضرورية اللازمة لإطلاق التعاون البحثي والعلمي في مجالات عدة، تخدم تحقيق أهداف رؤية أبوظبي 2030. وقال “إنها فرصة مهمة للاستفادة من التقدم العلمي والصناعي والتكنولوجي والعمل على اكتساب الخبرة والمعرفة”. بالمقابل، فإن الجانب الياباني سيستفيد من تطوير أبحاث ودراسات مشتركة مع الجهات المعنية في أبوظبي، حول الجو والبيئة وغيرها من العوامل الأخرى. وقال “دولة الإمارات توفر بيئة جاذبة للعلماء من جميع دول العالم، وتقدم بيئة تفاعلية خلاقة، تسهم في نقل المعرفة والتكنولوجيا والخبرة إلى السوق المحلية”. وأوضح أنه يجري بحث تبادل البعثات الطلابية بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في كل من أبوظبي واليابان، في مجال التدريب والتعليم. وقال “دائرة التنمية الاقتصادية توفر فرصاً مهمة للتعاون مع الكثير من الشركاء في العالم”. وأضاف “نحن نريد أن نكون شركاء في الإنتاج والاستهلاك وليس في الاستهلاك فقط”. ركيزة أساسية من جهته، أشار رئيس الوفد الياباني البروفسور كيوش كوروكادو إلى أبرز الخطط التعليمية التي تنتهجها بلاده في مجال التعليم العالي، لاسيما إنشاء مراكز البحوث التابعة للجامعات، والتي باتت تشكل ركيزة أساسية في تحقيق العديد من الإنجازات على المستوى العلمي والتقني، في عدة مجالات كالصناعة والتكنولوجيا وغيرها. وأبدى رئيس الوفد الياباني حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع أبوظبي في مجال التعليم وتقديم خبراتها العلمية. وقال كوروكادوا لـ”الاتحاد” إن حجر الزاوية في تحقيق التقدم العلمي والصناعي والاقتصادي هو تطوير التعليم، وهو الأمر الذي يشكل جزءاً مهماً من المباحثات الحالية مع أبوظبي. وأوضح أن الآلية التي تتم صياغتها حالياً، ستسمح بابتعاث الطلاب الإماراتيين للتدريب في الجامعات اليابانية ومراكز الأبحاث التابعة لها، وكذلك في المصانع ومراكز التطوير التابعة لها. وقال “إن النفط مصدر طبيعي ناضب، وأبوظبي تتبنى خططاً بعيدة المدى لتنويع مصادر الدخل، والتعليم هو مفتاح المستقبل في هذا المجال”. وحضر معالي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية جانباً من اجتماعات وفدي ابوظبي واليابان، حيث ألقت نورة النويس مديرة إدارة الأعمال بالدائرة كلمة قالت فيها إن العلاقات بين أبوظبي واليابان تزداد تطوراً وتقدماً خلال السنوات الأخيرة في ظل الجهود المبذولة لتعزيز الشراكة في مجالات الاقتصاد والتعليم والثقافة. وأضافت “اليابان تعد من أكبر المستوردين للنفط الخام من دولة الإمارات، وفي ذات الوقت فإن التجارة غير النفطية بين البلدين تنمو وتتزايد بشكل مطرد في ظل اهتمام الحكومتين بقضايا البيئة والتعليم والصحة، والتنمية المستدامة”. ولفتت إلى إن دولة الإمارات تستضيف أكبر مجموعة من الشركات اليابانية في منطقة الشرق الأوسط، وتمثل سوقاً تجارياً كبيراً للمنتجات اليابانية. وقالت النويس إن أبوظبي تركز جهودها نحو تحقيق التحول من اقتصاد يعتمد على النفط إلى اقتصاد قائم على المعرفة، حيث تعمل اليوم على تطوير مجال التعليم، وهو مجال من مجالات التعاون والشراكة المتميزة والواعدة مع اليابان. رؤية أبوظبي 2030 اطلع الوفد الياباني خلال الاجتماع على عرض عن رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، وأبرز أهدافها، المتمثلة في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة واقتصاد قائم على المعرفة، الأمر الذي يستدعي تعزيز التعاون بين أبوظبي والدول التي تمتلك التكنولوجيا والمعرفة العلمية وهي من ممكنات تحقيق هذه الرؤية. كما تضمن العرض توجهات حكومة إمارة أبوظبي في تحقيق العديد من الإنجازات على المستوى الاقتصادي والتنموي بشكل عام، وذلك بالتركيز على عدد من القطاعات الاستراتيجية والتي تعد أحد أهم محركات النمو لتحقيق رؤية 2030 من أبرزها التعليم والإعلام. واطلع الوفد الياباني خلال اللقاء على عرضين من جامعتي الإمارات وزايد، تضمنا العديد من المعلومات التي تعكس توجه التعليم العالي في إمارة أبوظبي نحو مواكبة تطورات وتخصصات المناهج العلمية التي تركز على قطاع الأعمال والتنمية الاقتصادية والصناعة والطيران، من المجالات التي تركز عليها رؤية 2030. بدوره، قدم الجانب الياباني عروضاً لعدد من الجامعات والمراكز البحثية والدراسات باليابان، مستعرضاً الفرص العلمية والأكاديمية التي يمكن أن تشكل أساساً وركيزة مهمة لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجال التعليم. أبوظبي تنتقل إلى الإطار العملي في التعاون الدولي قال عيد سيف المزروعي مستشار رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، إن أبوظبي تسعى للخروج من الإطار النظري للتعاون مع شركائها في العالم، إلى الإطار العملي، من خلال وضع الآليات والبرامج اللازمة لتحقيق المصالح المشتركة. وأوضح لـ”الاتحاد” أن أبوظبي تبحث حالياً مع الوفد الياباني الزائر الآليات الضرورية للبدء في إنشاء مركز للأبحاث والتطوير، وفقاً للمعايير الدولية، ولتحقيق التعاون والتكامل مع مراكز الأبحاث والتطوير في اليابان، وذلك لخدمة المسائل ذات الاهتمام المشترك. وأشار المزروعي إلى أن مركز الأبحاث والتطوير سيركز مجال نشاطه على عدة قطاعات، لكل منها هيكلته الخاصة به. وقال المزروعي إن الدولة تعمل على الاستفادة من القدرات والإرث التاريخي في علاقاتها مع شركائها في العالم، مشيراً إلى العلاقات التاريخية الطويلة مع اليابان، لاسيما في قطاع الطاقة والنفط والغاز. وأضاف “بعد تداعيات الأزمة المالية العالمية عام 2008، بدأ الكثير من الدول في العالم يبحث عن المصالح المشتركة ويقوم برعايتها وتطويرها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©