الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مسيرة حاشدة في درعا بعد تشييع متظاهر

مسيرة حاشدة في درعا بعد تشييع متظاهر
22 مارس 2011 00:31
شارك آلاف الأشخاص أمس في مسيرة في درعا جنوب سوريا في أعقاب تشييع متظاهر قتل أمس الأول، كما أفاد شهود لوكالة فرانس برس. وأفاد أحد الشهود أن "المتظاهرين بدأوا بالسير من المقبرة إلى المسجد العمري بعد دفن" رائد اكراد الذي قتل الأحد بيد قوات الأمن أثناء تظاهرة. وقال هذا الشاهد وهو من سكان درعا إن المتظاهرين رددوا هتافات مثل "ثورة، ثورة" و"الله، سوريا، حرية وبس"، وأوضح أن عناصر مسلحين تمركزوا عند مداخل المدينة القديمة. ونقلت مراسلة فرانس برس في المكان أن المتظاهرين هتفوا “بالروح بالدم نفديك يا شهيد” في إشارة إلى القتيل الذي سقط في مواجهات الأحد. وقال شاهد آخر لفرانس برس بينما كان إلى جوار المسجد العمري “سجلت حالات اختناق عدة بسبب الغازات المسيلة للدموع كما أن قوات الأمن المنتشرة بكثافة اعتقلت العديد من الأشخاص”. وأضاف “حاولت قوات الأمن الحؤول دون مشاركة حشود كبيرة في الجنازة إلا أن آلاف الأشخاص شاركوا فيها مع ذلك” مضيفا أن “قوات الأمن انتشرت أيضا بكثافة عند مداخل المدينة”. واتجه المتظاهرون بعد الجنازة باتجاه المسجد العمري وهم يهتفون “حرية حرية” و”ثورة ثورة”. وقال أحد المشاركين في التظاهرة لفرانس برس “سنبقى في الشارع معتصمين حتى تحقيق كافة مطالبنا بالحرية”. وتشهد درعا لليوم الرابع على التوالي تظاهرات رغم قانون الطوارئ في سوريا المعتمد منذ عام 1963 والذي يمنع التظاهر. وكان مئات المتظاهرين أحرقوا الأحد القصر العدلي في درعا ومقرين لشركتي هاتف خليوي إضافة إلى سيارات إثر مواجهات مع قوات الأمن أوقعت قتيلا ونحو مئة جريح. وفي مدينة جاسم التي تبعد نحو 50 كلم شمال درعا أفاد أحد الشهود بأن المدينة شهدت تظاهرة شارك فيها المئات رفعوا صورة القتيل الذي سقط في درعا وأطلقوا هتافات مثل “ما في خوف ما في خوف” و”سلمية سلمية” في إشارة إلى أن تظاهرتهم سلمية ، و”بالروح بالدم نفديك يا شهيد”. كما تجمع بضع مئات من الأشخاص في مدينة إنخل الواقعة على بعد 40 كلم من درعا حيث هاجموا مقر الشرطة وخربوه وهم يطلقون هتافات. وكانت حركة الاحتجاج في سوريا انطلقت في الخامس عشر من الشهر الحالي من دمشق بناء على دعوة على موقع الفيسبوك حملت عنوان “الثورة السورية ضد بشار الأسد”. ونسبت وكالة "رويترز" للأنباء إلى سكان قولهم إن الجيش السوري انتشر أمس عند مداخل درعا في الوقت الذي حاول فيه مسؤولون تهدئة المشاعر في أعقاب احتجاجات مطالبة بالحرية سقط فيها خمسة قتلى مدنيين. وطبقا للوكالة شارك الآلاف في تشييع جنازة المحتج الذي يبلغ من العمر 23 عاما الذي قتلته قوات الأمن أمس الأول ليكون خامس محتج على الأقل يقتل بأيدي قوات الأمن. وطبقا لـ"رويترز" ردد المشيعون شعارات مطالبة بالحرية السياسية وإنهاء الفساد. وهتفوا قائلين "الله سوريا الحرية. الشعب يريد إسقاط الفساد" في ترديد لشعارات الانتفاضتين في تونس ومصر، والتي امتدت إلى دول أخرى في العالم العربي. وتجمع المشيعون بعد ذلك عند المسجد العمري في الحي القديم بدرعا قرب الحدود مع الأردن. وأقام جنود نقاط تفتيش عند مداخل درعا ويفحصون بطاقات الهوية. ووصل وزير العدل السوري إلى مجلس المدينة. إلى ذلك، نددت فرنسا مجددا أمس على لسان وزارة الخارجية بأعمال العنف التي وقعت في سوريا ضد المتظاهرين وطالبت بالإفراج عن كل الذين اعتقلوا لمشاركتهم في حركة الاحتجاج. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحفي إن "فرنسا تدين أعمال العنف التي أدت إلى العديد من القتلى والجرحى بين المتظاهرين المتجمعين الجمعة والسبت والأحد في درعا" بجنوب سوريا. وأضاف أن "فرنسا تدعو السلطات السورية إلى الإفراج عن جميع المعتقلين الذين شاركوا في تظاهرات بسبب آرائهم أو ما قاموا به لمصلحة الدفاع عن حقوق الإنسان". وتابع أن باريس "تحض الحكومة (السورية) على التعامل مع التطلعات التي عبر عنها الشعب السوري بإجراء إصلاحات". وذكر فاليرو بتمسك فرنسا "بحرية التظاهر سلميا في كل الدول"، داعيا "سوريا إلى تنفيذ التزاماتها الدولية على صعيد حقوق الإنسان وحرية التعبير". وأسفرت التظاهرات التي اندلعت في مدن سورية الجمعة عن مقتل أربعة أشخاص وجرح المئات على أيدي قوات الأمن السورية في مدينة درعا بجنوب البلاد، وفق مصادر حقوقية، في حين أكد مصدر رسمي أن عناصر الأمن تدخلت بعد أن الحق "مندسون أضرارا بالممتلكات العامة والخاصة". من جانب آخر، أكدت منظمة سورية غير حكومية أمس أن قوات الأمن السورية عمدت في الأيام الأخيرة إلى اعتقالات "تعسفية" في مناطق سورية عدة شهدت تظاهرات ضد النظام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن "السلطات الأمنية اعتقلت خلال مظاهرة الجامع الأموي بدمشق (الجمعة الفائت) 11 شخصا واعتقلت الأجهزة الأمنية ثلاثة أشخاص في مدينة بانياس الساحلية في اليوم التالي للمظاهرة التي حدثت في المدينة الجمعة الماضي". وأضاف أن "أجهزة الأمن في ريف دمشق اعتقلت قبل عشرة أيام أربعة طلاب في الصف الحادي عشر من مدرسة الباسل في دوما على خلفية كتابتهم شعارات على الجدران وأخرجتهم مكبلي الأيدي من صفوف دراستهم". وأشار المرصد أيضا إلى "اعتقال ستة أشخاص خلال اعتصام وزارة الداخلية" الخميس الفائت "ولا زال مصيرهم مجهولا"، إضافة إلى "32 ناشطة وناشطا اعتقلوا في التاريخ نفسه وأحيلوا على القضاء بتهم النيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات العنصرية والمذهبية وتعكير العلاقة بين عناصر الأمة".
المصدر: دمشق، باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©