الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الحرفيات الأوليات.. منجم الحكايات الشعبية والتقاليد الشفهية

الحرفيات الأوليات.. منجم الحكايات الشعبية والتقاليد الشفهية
11 ابريل 2018 22:12
أحمد النجار (الشارقة) حرفيات إماراتيات فوق 60 عاماً، جمعتهن أيام الشارقة التراثية في دورتها السادسة عشرة، في منصة واحدة تحت عنوان «بركة التراث» وهي مبادرة تراثية تحتفي بكبار السن، بصفتهن ذاكرة المجتمع، والكنز البشري الذي يضيء للأجيال القادمة، وتأتي مشاركتهن في فعاليات المهرجان الذي يستمر حتى 21 من الشهر الحالي، من منطلق أنهن راويات وشاهدات على حقبة تاريخية مهمة من حياة الأوليين، حيث يوصفن بأنهن «وعاء الماضي» بكل محتوياته وأصالته وعراقته، ومنجم العادات والتقاليد الشفهية، وتكريماً لقيمة ما يمتلكنه من حرف شعبية ومعارف وقصائد شعرية ومهن وحكايات، ويساهم تواجدهن في ساحة الأيام في خلق جسور حوارية وثقافية تربط الزوار والعائلات المحلية من الأجيال الحالية بماضيهم، من خلال حرفيات يتحدثن عن مهنهن ومنتجاتهن واستعمالاتها اليومية، سواء في الملبس، أو التجميل على طريقة القدامى والعلاج من الأمراض السائدة، إلى جانب التداوي بالأعشاب التي تعد الجبال المحلية بيئة خصبة لزراعتها واستخراجها. الوقاية من الحسد في منصة «بركة التراث»، التقينا 4 حرفيات في مهن مختلفة، وكانت بدايتنا مع حليمة خميس (61 عاماً)، متخصصة في صناعة الأعشاب لأغراض التداوي والتجميل والبخور وغيرها، حيث تفترش أمامها خلطات متنوعة من الأعشاب والنباتات المحلية، فمنها الحرمل، الذي تتم زراعته في الضواحي، والسدر الذي يستخدم في الطهور والاستحمام، ويسمى باللهجة المحلية «كنار»، وهناك معتقد بأنه يقي من المسّ والسحر وعين الحسد. التداوي بالأعشاب في بسطة حليمة، نباتات عطرية أخرى، منها الريحان أو «المشموم»، ويستعمل في الزينة وإضفاء رائحة زكية على ملابس النساء، كما يمكن الاغتسال به بعد تجفيفه وطحنه، ولديها نباتات للتداوي فمنها «عشرج» التي تستخدم كخلطة للكسور وتجبير العظام، فضلاً عن علاج أمراض المعدة عن طريق شربها مع الماء، و«الشريش» الذي يستعمل لأمراض الحصبة وانتفاخ المعدة والغازات ويعالج مرض الجدري والحساسية، ويتم طبخها وشربها كدواء. صناعة البرقع قصة حرفية أخرى، ترويها موزة راشد علي (62 عاماً)، متخصصة في صناعة البراقع وصناعة الكحل المحلي، وتعمل فيهما منذ 15 عاماً، وقالت موزة إن البرقع يعد من أهم عناصر الأزياء الشعبية لكبيرات السن، حيث لا يزلن يحتفظن بهذا الموروث كرمز للعادات والتقاليد الشعبية، ويستغرق تفصيله نحو ساعتين، حيث يتم دعكه بصابون أحمر لتسهيل تمرير الإبرة عبره لخياطته، أما السيف فيتم استخراجه من سعف النخيل ويوضع في منتصف البرقع على الوجه. زينة النساء وبالحديث عن حرفة صناعة الكحل، أوضحت موزة أنه ينقسم إلى نوعين، «الإثمد» الذي يتزين به الرجال والنساء، والكحل التقليدي الذي يستخدم لزينة النساء، والإثمد عبارة عن حجر يستخرج من جبال مكة بالسعودية، ويتم طحنه وخطله بماء زمزم، ثم يجفف لمدة شهرين ويوضع في علب صغيرة لاستخدامه. حياكة النول وبالانتقال إلى حرفة جديدة، نجد راية خميس (63 عاماً)، تعمل في حرفة حياكة النول، الذي يتم استخراجه من صوف الماعز، لصناعة المفارش والسجاد ومقاعد الجمال، وتستغرق القطعة نحو 3 أشهر والسجادة نحو 20 يوماً، كما تمتلك راية حرفة صناعة الحقائب التراثية، وتصنع النعال من ليف النخل والخوص، وديكورات وأدوات للزينة، وتحف ومقتنيات، وتصنع المكبة وعلب للهدايا وحفظ الحلويات واستخدام التلي. إحياء التراث الشفاهي قالت عائشة غابش، المنسق العام لمبادرة «بركة التراث»، إن فكرة المبادرة جاءت بعد اختيار الشارقة مدينة مراعية لكبار السن عام 2016، ووصفت الحرفيات المشاركات بأنهن «كنز بشري لذاكرة الموروث المحلي»، مضيفة: «نركز على كبار السن ممن يمتلكن حرفاً شعبية ومهن قديمة، ونسعى إلى إشراكهن في معارض ومناسبات تراثية، للاستفادة من معارفهن وخبراتهن بكونهن يعتبرن مصدراً مهماً لإحياء التراث الشفاهي». «الحمرية» تستعد لاستقبال فعاليات «الشارقة التراثية» كشفت بلدية الحمرية عن استعداداتها، لاستقبال أيام الشارقة التراثية بقرية التراث الجديدة، المطلة على خور الحمرية، وأكدت انتهاء الاستعدادات وجاهزيتها لانطلاق فعاليات التراث، وذلك في التاسع عشر من شهر أبريل الحالي، وتتواصل حتى الثامن والعشرين بزخم كبير من الفعاليات واستعراض التراث المحلي والعروض المختلفة. أشار مبارك راشد الشامسي مدير بلدية الحمرية إلى اكتمال الجهود لإطلاق الفعاليات، وأثنى على اللجنة العليا للأيام برئاسة د. عبد العزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث. وأكد الشامسي أن القرية التراثية بتصميمها الجديد ورحابتها وما بها من خدمات ومباني، تعكس حياة الماضي بجميع تفاصيله، لمختلف البيئات الإماراتية من حيث موقع البيئة البحرية، والبيئة البرية وتنوعها، التي تموج به الحمرية من تراث تليد، علاوة على تخصيص العديد من الأركان، لإبراز الهوية التراثية الإماراتية والفعاليات المتنوعة بجانب الألعاب الشعبية، وغيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©