السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جلسة رمضانية

20 يونيو 2016 23:18
في جلسة جمعت الأهل والجيران، بالإضافة إلى ناس لا تعرفهم ولكنهم يعرفون «هريس الوالدة»، خرج علينا صديق يدرس خارج الدولة ليسأل لماذا الوطن العربي يعاني هذا الكم من المشاكل والمصائب والتخلف ولا نجد ذلك في الدول الغربية؟ وفي مثل هذه الجلسات يظهر شخص وكأن السؤال موجه له فقط فيقول إن هذه الكوارث والمصائب بسببكم ومن أفعالكم لأنكم مقصرون ومبتعدون عن الدين، فيرد عليه جار آخر بأن يتقي الله لأننا على الرغم من تصرفات «بعضنا» فإننا نصوم ونصلي ونتصدق ونساعد إخواننا وجيراننا داخل وخارج الدولة، وأبناؤنا في القوات المسلحة يجاهدون لنصرة المظلوم وإعادة الحق لأهله ودخلت في الحلبة وكأني المصارع الشهير «هولك هوغان أو أندر تيكر»، وذكرت لهم أن إحدى المجلات الغربية نشرت دراسة مهمة عن أوضاع العالم العربي، والفشل الذي يعيشه وما يزيد الطين بلة أن هذه المأساة تقع في زمن يعيش فيه بقية العالم، بما فيه إسرائيل، في بحبوحة من السلام والازدهار، ولكن يظل السؤال ما الذي حل بالأمة؟ ومن خلال مراجعة التاريخ البشري نجد أن ما نمر به نحن اليوم قد مرت به الكثير من الشعوب من الصراعات والتقاتل والتشاحن، فمثلاً عدد الإصابات والقتلى في الحرب العالمية الأولى كان 37 مليون نسمة و60 مليوناً في الحرب العالمية الثانية، فنحن لم نشهد شيئاً يقارن بما جرى من صراعات في أوروبا والمذابح الطائفية التي قاموا بها هناك. هل يصدق أحد أن الأوروبيين فكروا في إرسال بعثة إلى الدولة العثمانية ليتعلموا من المسلمين التعايش السلمي بين الطوائف؟ هل يصدق أحد أن الديمقراطية استغرقت من الغرب قروناً لتحقيقها. إن بناء الحضارات يتطلب سنوات وليس يوماً وليلة، ومن حقنا أن نطور أنفسنا من خلال التعلم من أخطائنا، ومن أهم أخطائنا التعصب ضد الآخر واختفاء منهاج «أحب لأخيك ما تحبه لنفسك» الذي ينطبق على جيرانك من الشعوب العربية، والأساس الثالث هو السمع والطاعة لولي الأمر، فهذا مثلث التعاون الاجتماعي المشترك لعودة الرخاء للوطن العربي إذا تمسكنا به عاد لنا نجاحنا، فالنهضة الإسلامية لم يصنعها خالد بن الوليد لوحده وإنما ساعده ابن الهيثم والخوارزمي وابن سينا، وفهمكم كفاية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©