الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأشياء المستعملة.. صدقة وأهداف أخرى!

الأشياء المستعملة.. صدقة وأهداف أخرى!
22 أغسطس 2009 23:49
حلّ الشهر الفضيل وبدأت النفوس تستعيد صفوها وهدوءها والأرواح تتعانق مع بعضها ليحنو الكبير على الصغير والقوي على الضعيف والغني على الفقير. أقبل شهر رمضان الكريم محمّلا بالخير الوفير الذي لم ولن ينضب في دولة الإمارات فاتخذ كلّ من الخيرين سبيله وأسلوبه في عمل الخيرات والتصدق على المحتاجين سواء عن طريق التبرع بالمال أو الطعام أو حتى عن طريق التصدق بالملابس والأثاث المستعمل، والذي يعتبر بدوره صدقة حقيقية لا يقلّ أجرها عن غيرها طالما كانت تحمل ذات النيّة في الطاعة والتقرب لله عزّ وجلّ. أجره ولا هجره وكالكثير من الأسر فقد درجت الوالدة أم محمد على التصدق بالملابس المستعملة التي تخصّها وعائلتها بين الحين والآخر لاسيما مع قدوم الشهر الفضيل، حيث تقوم بتفقد وبتقليب الخزائن والأدراج وحتى الحقائب التي تحتوي على ملابس وأغطية وشراشف، وكذلك قطع الأثاث التي لم تعد بحاجة إليها تستصلح منها ما ينفع الآخرين، تصرّه في الأكياس وتضعه في حقيبة السيارة ثم ترسله إلى المساجد أو الجمعيات الخيرية لاسيما الهلال الأحمر الإماراتي. تقول أم محمد: «لا أحب تكديس الملابس وقطع الأثاث في المنزل، فعندما نشتري ملابس جديدة أحاول التخلص من القديم الذي لا نستعمله أو من الملابس التي أصبحت صغيرة على الأطفال، فأجمعها وأرسلها إلى المساجد أو الجمعيات الخيرية كصدقة نتقرب بها إلى الله تعالى، وهو أقل ما يمكن عمله بالنسبة للمحتاجين وخاصة الأطفال منهم». وتلفت أم محمد إلى أنها لا تتصدق بجميع الأغراض التي تتخلص منها بالعادة، فهنالك أشياء لا تصلح لاستعمال الآخرين إذ يكون قد انتهى عمرها ومكانها الصحيح هو سلة المهملات، أما ما يجب أن نتصدق به، بحسب رأيها: «فهي الأشياء التي تصلح للاستعمال ذلك أن كلّ شخص يقدم قيمته». وتعمل أم سعد، سيدة مقيمة في الإمارات منذ عشر سنوات، وفق حكمة والدتها التي تقول: «أجره ولا هجره»، بمعنى أن أخذ الأجر عن طريق التصدق بالأشياء التي لا يستخدمها الإنسان أفضل من هجرها. هذه العادة الحميدة التي ورثتها عن والدتها تقوم بتعليمها لأطفالها هي أيضا وقد تقبلوها بكل حبّ وودّ بل أنهم صاروا يحذون حذوها في التصدّق بملابسهم وحاجياتهم مثلما تفعل والدتهم، حيث تقوم ابنتها ريم، 12 عاما، بتقليب أغراضها بين فترة وأخرى طالبة من والدتها أن تتصدق بها غير آسفة عليها، أما أخوها الأصغر سعد، فقد تعلّم هو الآخر أن لا يبكي عندما تخرج والدته أغراضه وألعابه التي لم يعد يستعملها للتصدق بها وإرسالها إلى شاحنة الهلال الأحمر، قائلا: «سوف أرسلها إلى أطفال غزة لأنهم لا يملكون شيئاً». معاملة خاصة وفي حين تذهب الملابس والأغراض المستعملة المرسلة إلى المساجد للمنتفعين مباشرة كما هي، وقد تتعرض أحيانا إلى العبث أو الإتلاف من قبل أشخاص لا يحتاجونها، فإنها تلقى اهتماما ومعاملة استثنائية لدى الجمعيات الإنسانية الموجودة في الدولة، ولا سيما الهلال الأحمر الذي يخصّص قسما بحدّ ذاته لتولي مثل هذه الأمور بدءا من استلامها، وحتى تسليمها إلى المنتفعين. يقول أحد العاملين في الهلال الأحمر، والذي فضل عدم ذكر اسمه، إن هنالك مجموعة من المراكز المتعددة يمكن للناس أن يضعوا فيها أغراضهم التي ينوون التصدق بها للآخرين تتوزع على كافة إمارات الدولة، وكثير منها موجود في المراكز التجارية ،خاصة في الشهر الفضيل، حيث تكثر الصدقات والتبرعات ويزداد فعل الخير سواء عن طريق التبرع بالملابس المستعملة أو الأثاث أو الألعاب. ويشير المصدر إلى أن هذه الأشياء تخضع للفحص والتدقيق وكذلك الترميم والتجميل لتصل إلى أصحابها في أبهى حلّة، حيث يتم إرسالها أولا إلى المخازن وهناك تتولى لجنة بفرز هذه الأغراض من حيث النوعية فمثلا توضع الألعاب مع بعضها البعض والأثاث كذلك الحال وكذلك الملابس، كما يتم فرزها من حيث الحالة فهنالك قطع جديدة لم تستعمل وهنالك حاجيات بحالة جيدة وأخرى لا تصلح، فالتي لا تصلح للاستخدام يتم التخلّص منها، أما التي تصلح فيتم العناية بها عن طريق غسلها وتعقيمها وتغليفها ثم إرسالها إلى أصحاب الحاجة سواء لأشخاص محتاجين داخل الدولة أو خارجها في المناطق المنكوبة في العالم. بين الطيّب والخبيث وفي الوقت الذي أثنى فيه الإمام عثمان عبد الحفيظ على مسألة التصدّق بالملابس والأثاث المستعمل، فإنه أكد على ضرورة أن تكون الحاجيات التي تمّ التبرع والتصّدق بها صالحة للاستخدام وأن لا تكون قد بليت فإن ذلك شيء معيب ولا ينال فيه صاحبه أجرا لأنه حينئذ يكون من الخبيث الذي لا يرتضيه الإنسان لنفسه، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلّم، فإن الله طيّب لا يقبل إلاّ طيباً. أما من يطلب الأجر فعليه أن يتصدّق بشيء يضمن منفعته للآخرين وليس بالضرورة أن يكون جديدا ولكن بحالة جيدة للاستخدام، كالملابس التي تركها أو عافها الشخص لكونه وجد ما هو أفضل منها، أو لكونه كبُر عليها، ونحو ذلك. يضيف عبد الحفيظ، إن التصدّق بالملابس المستعملة أو الأثاث يعتبر كغيره من الصدقات التي يؤجر عليها المسلم، وقد جاء في الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:»ما من مسلم كسا مسلماً ثوباً إلا كان في حفظٍ من الله ما دام منه عليه»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©