سلطان الحجار (جاكرتا)
إندونيسيا تسبح فوق 17.508 من الجزر الطبيعية، والبركانية أيضاً، وتعزف لحن السحر والجمال في كل ربوعها، تتغنى بقيم التسامح والتعايش مع الآخر، فهي رغم أنها أكبر دولة إسلامية على مستوى العالم من حيث عدد السكان المسلمين بها، إلا أنها تضم أدياناً أخرى مثل المسيحية والبوذية، ومع ذلك يعيش مواطنوها في تناغم وتصالح مع النفس.. هذه الدولة التي تقع في جنوب شرق آسيا، تمتلك الكثير من مقومات سياحية تجعلها وجهة مفضلة لدى الكثير من الخليجيين والإماراتيين أيضاً، نظراً لما تمتلكه من ثروات طبيعية وبيئية جاذبة، وجزر وشواطئ ساحرة وحيوانات ونباتات نادرة.
فهناك ما يقرب من 6000 جزيرة مأهولة بالسكان، ومبعثرة على جانبي خط الاستواء، أكبرها العاصمة جاكرتا، التي تشهد نهضة عمرانية وحضارية غير مسبوقة، إضافة إلى جزر جاوة وسومطرة وبورنيو وغينيا الجديدة، وسولاوسي، تليها سورابايا وباندونج ومدان وسمارانج.
721 لغة
يبلغ عدد سكان إندونيسيا، نحو 250 مليون نسمة، وهي رابع دولة من حيث عدد السكان، بعد الصين والهند والولايات المتحدة، وهي تشترك بحدود برية مع بابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية وماليزيا، وقريبة من سنغافورة والفلبين وأستراليا والأراضي الهندية. كما أنها أحد الأعضاء المؤسسين للآسيان وعضو في مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية، واقتصادها يحتل المركز الثامن عشر عالمياً من حيث الناتج المحلي، والخامس عشر من حيث القوة الشرائية.
ويُوجد في إندونيسيا نحو 721 لغة، لكن اللغة الوطنية الرسمية هي اللغة الإندونيسية، وهي إحدى لغات الملايو، وتدرس بشكل واسع في المدارس، وبالتالي يتحدث بها أغلب الإندونيسيين، أما الجاوية فهي الأكثر انتشاراً كلغة أكبر جماعة عرقية، ومن ناحية أخرى، يوجد في بابوا أكثر من 270 لغة للسكان الأصليين وتتنوع هذه اللغات إلى أصول بابوية وأسترونيزية، ويعيش في هذه المنطقة نحو 2.7 مليون شخص.
نباتات وحيوانات نادرة
مناخ إندونيسيا الاستوائي والجغرافيا الأرخبيلية، جعلت منها ثاني أعلى مستوى للتنوع البيولوجي في العالم (بعد البرازيل)، فجزر سومطرة وجاوة وبورنيو وبالي، لديها ثروة غنية وكبيرة من الحيوانات الآسيوية أهمها الببر ووحيد القرن، وإنسان الغاب السومطري المهدد بالانقراض، والفيل والفهد، وتعد جزيرة بابوا موطناً لحيوانات فريدة من نوعها ونباتات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالقارة الأسترالية، بما في ذلك أكثر من 600 نوع من الطيور، كما تغطي الغابات نحو 60% من مساحة البلاد، إلا أنه تم إزالة الكثير منها للتوسع في الزراعة والمساكن.
وإندونيسيا لديها مجموعة من النظم البيئية البحرية والساحلية تشمل الشواطئ والكثبان الرملية والأخوار وأشجار المانجروف والشعاب المرجانية والحشائش البحرية والسواحل الطينية وشقق المد والجزر والطحالب والنظم الإيكولوجية الجزرية الصغيرة. كما أنها واحدة من البلدان التي تقع في مثلث المرجان وفيها أكبر تنوع في العالم من أسماك الشعاب المرجانية بأكثر من 1650 نوعاً في شرق إندونيسيا فقط.
أما من ناحية النباتات، فتمثل زهرة الفل، الزهرة الوطنية لإندونيسيا، إضافة إلى زهور أخرى شهيرة مثل أوركيدة الشهر السحلبية، وزهرة رافليسيا أرنولدية، وقد تم اختيار الأزهار الثلاثة في يوم البيئة العالمي عام 1990، وفي مناسبة أخرى أضيفت إليهم أيضاً زهرة الجثة.
جزيرتا سومطرة وجاوة
تقع جزيرة سومطرة في أقصى غربي الجزر الإندونيسية الرئيسية، وذلك إلى الشمال الغربي من جزيرة جاوة وإلى الجنوب الغربي من شبه جزيرة الملايو. وتمتد سلسلة هائلة من الجبال البركانية التي تسمى جبال بوكيت باريسان مع امتداد الساحل الغربي من سومطرة، وفي هذه السلسلة الجبلية 93 قمة. وتنحدر هذه الجبال تدريجياً من جهة الشرق نحو سهل فسيح. أما من جهة الغرب، فتنحدر بشدة نحو المحيط الهندي، وتتكون من سلسلتين متوازيتين تفصل بينهما الوديان.
أما جزيرة جاوة، فتضم «جاكرتا» عاصمة البلاد، وتعد الجزيرة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم، فعدد سكانها يقترب من 127 مليون نسمة، وأغلبهم «93%» ديانتهم الإسلام. ونحو 3% منهم مسيحيون. أما البقية، فلهم أديان أخرى كالبوذية، وتستخدم مياه الأنهار للسقاية بالجزيرة بشكل رئيس، وتمتاز تربتها بالخصوبة، وتعد هذه الأجزاء في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، أما السلاسل الجبلية الأخرى فهي كلسية، أما الأجزاء الشمالية من الجزيرة فهي مسطحة ومنخفضة وفيها مستنقعات كثيرة، وتنتشر في الأجزاء الجنوبية من سهول الشواطئ الجنوبية السبخات والتلال الرملية والسهول البركانية، وتكثر البراكين في جزيرة جاوة، ففيها أكثر من 100 بركان، منها 35 نشطاً، وقد شكلت فوهات البراكين بحيرات بسبب الأمطار السنوية الغزيرة.
استعمار واستقلال
كانت السيطرة الهولندية خلال معظم الفترة الاستعمارية مقتصرة على المناطق الساحلية، بينما كان النفوذ ضعيفاً داخل الجزر، لكن في أوائل القرن العشرين امتدت الهيمنة الهولندية لتشمل حدود إندونيسيا الحالية، حتى انتهى الاستعمار الهولندي بغزو اليابان لإندونيسيا خلال الحرب العالمية الثانية. وقد ساند الغزو ثورة استقلال إندونيسيا المقموعة سابقاً، وبعد يومين من استسلام اليابان في 17 أغسطس 1945، قام الزعيم الوطني المؤسس سوكارنو بإعلان الاستقلال وأصبح رئيساً للبلاد. وعندما حاولت هولندا إعادة سيطرتها جوبهت بكفاح مسلح وجهود دبلوماسية استمرت حتى عام 1949، حتى اعترفت على إثرها رسمياً باستقلال إندونيسيا بعد مواجهة ضغوط دولية، باستثناء بعض الأراضي التي استمرت السيطرة الهولندية عليها في غرب غينيا الجديدة والتي أعيدت لإندونيسيا بعد اتفاقية نيويورك عام 1962، وقانون حرية الاختيار بتفويض من الأمم المتحدة في عام 1969.
معالم إندونيسية
هناك معالم إندونيسية تشهد على اليوم الذي حصل فيه الإندونيسيون على استقلالهم وحريتهم، ومنها النصب التذكاري الوطني ويطلق عليه «موناس»، ويصل طوله إلى 132 متراً وسط جاكرتا، وله قمة من البرونز المطلي بالذهب تزن 50 كيلوجراماً، وبالقرب من هذا المعلم هناك جامع الاستقلال، والذي يعد من أكبر مساجد إندونيسيا.. وقد اتخذت الدولة شعارها من طائر يطلق عليه «كوندور» والذي يتوسط العلم الإندونيسي.
وفي وسط جاكرتا يحتل المتحف الوطني الإندونيسي مساحة شاسعة، وبداخله العديد من المقتنيات الأثرية والتاريخية التي تعود إلى قرون عدة، كما يحوي المتحف العديد من المقتنيات المختلفة التي تعود لعصر الاحتلال الهولندي، منها طاولات خشبية، قاعة للاجتماعات، غرفة للسجن لمعاقبة المجرمين والمتمردين وتضم عشرات الكور الحديدية التي كانت توضع بأيدي وأقدام السجناء، ومجسم للكنائس القديمة، إضافة إلى متحف صغير بجواره، ويضم مجسمات تعبر عن الحياة القديمة للإنسان الإندونيسي.
حديقة «بوابة الجحيم»
حديقة «بوكيت لوانج الوطنية»، هي إحدى ثلاث حدائق طبيعية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في إندونيسيا، والتي تندرج تحت قائمة التراث العالمي للغابات الاستوائية المطيرة. واكتسبت الحديقة شهرتها من الترجمة الحرفية لاسمها، والذي يعني «بوابة الجحيم»، بينما تعد الحديقة في الأساس محمية طبيعية لحيوان إنسان الغاب الذي يمثل عامل جذب سياحي كبير، حيث إن الحديقة هي المكان الوحيد في العالم الذي يمكن فيه رؤية حيوان إنسان الغاب بهذا القدر من الحيوية، وتقع الحديقة على بعد 90 كيلومترا شمال غرب مدينة «ميدان» عاصمة إقليم سومطرة.
دخول الإسلام
دخل الإسلام إندونيسيا عن طريق التجار في وقت مبكر من العصر الإسلامي، ووجود السكان المسلمين في إندونيسيا يعود إلى القرن الثالث عشر في شمال سومطرة. وكانت النسبة الأكبر من الداخلين في الإسلام لديهم عادات مختلطة متأثرة بالثقافة والدين، وهذه العادات والتقاليد شكلت النموذج السائد للإسلام في إندونيسيا، خاصة في جاوة.
حديقة «تامان سفاري»
حديقة «تامان سفاري»، تقع بالقرب من الطريق السريع بين العاصمة الإندونيسية جاكرتا وباندونج غرب جاوة بمنطقة «بوجور»، وتبعد نحو 77 كيلومتراً إلى الجنوب من جاكرتا، وعلى ارتفاع ما بين 900 حتى 1800 متر فوق مستوى سطح البحر.
وتضم أكثر من 2500 حيوان، تتوزع على 271 نوعاً من الحيوانات، من بينها بعض الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض، فالزائر يستطيع أن يشاهد النمور البنغالية، الزراف، دب الملايو، القرود، فرس النهر، الحمار الوحشي، الفهد، والفيلة، وذلك وسط أجواء الطبيعة الخلابة الممتزجة بروح المتعة والإثارة.
وجميع الحيوانات بهذه الحديقة، حرة طليقة تتجول في أرجاء المكان دون قيد أو شرط، ويشاهدها الزائر من داخل الحافلات، ليشعر بالألفة والقرب والتفاعل المباشر مع هذه الحيوانات الأليفة والمفترسة، التي تسير بجواره وسط الطبيعة دون حواجز.
عدد اليوم
