الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القيم الإنسانية في مدرسة الأنبياء

القيم الإنسانية في مدرسة الأنبياء
22 أغسطس 2009 23:53
سأمضي معكم في هذه اليوميات في رحاب القيم الإنسانية التي علمها الأنبياء لأتباعهم من خلال الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ قَالَ فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ» من خلال هذا الحديث يتصور الإنسان نفسه أمام بناء حضاري كبير، متين في أساسه، شامخ في عظمته، مرصوص في بنيانه، رائع في هندسته، متناسق في ألوانه، جميل في مناظره، استغرق بناؤه أحقاباً طويلة، وتعاضدت في إنشائه خبرات المهندسين، وجهود البنّائين، وأيدي العاملين على مر العصور، وتعاقب الأجيال، إذ إنه في كل جيل يرسل الله تعالى من يبني فيه لبنة، ويزيد فيه حسنة، حتى تكامل البناء من جميع جوانبه. هذا البناء الشامخ المتكامل هو الإنسان، إذ جعله الله تعالى خليفة في الأرض، وسخر له ما في الأرض جميعاً من بحار وأنهار، وجبال وأشجار، وطير وحيوان، وسماء وهواء، ومخلوقات وكائنات؛ ليقوم بواجب عمارة الأرض وبنائها، ويحسن أداء الأمانة التي حمله الله إياها بمقتضى عبوديته الخالصة لله تعالى. وقد زود الله هذا الإنسان بقدرات هائلة، ووهبه صفات عظيمة، ومنّ عليه بالعقل والحرية، وأودع فيه ملكات تعينه على أداء مهمته المنوطة به، وأرسل إليه الرسل ليجعلوا منه الإنسان الخليفة الفاضل، فقاموا ببناء عقيدته وأخلاقه، وتهذيب سلوكه وصفاته، وتنمية عقله وملكاته، واستغلال طاقاته وقدراته، والحد من كبريائه وعنفوانه، ليعمر ولا يدمر، ويبني ولا يهدم، ويصلح ولا يفسد. وإن الدارس لسير الأنبياء ليجد أنهم قد تعاونوا جميعاً في بناء الإنسان، إذ قام كل نبي بما أوحى الله إليه ببناء لبنة في صرح الإنسانية، بدءاً من آدم - عليه السلام -وانتهاءً بخاتم النبيين سيدنا محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم- الذي وضع آخر لبنة اكتمل بها البناء، ولم يعد بعده من حاجة إلى أنبياء ومرسلين، لأن الهدف من إرسال الرسل هو بناء الإنسان، وقد اكتمل بناؤه، فانقطع الوحي، وختمت الرسالات السماوية بالإسلام. د. محمد بسام الزين drbassam@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©