القوات الليبية ترتكب مجزرة في مصراتة توقع 40 قتيلاً

ارتكبت القوات الموالية للعقيد معمر القذافي مجزرة أمس في مدينة مصراته الخاضعة لسيطرة المعارضة حيث أطلقت النار على حشد من المدنيين العزل مما أسفر عن سقوط 40 قتيلا وإصابة المئات بجروح. وقال مقيم"إن السكان خرجوا الى الشوارع والى وسط المدينة دون سلاح في محاولة لمنع قوات القذافي من الدخول، وعندما تجمعوا في وسط المدينة بدأت قوات القذافي في إطلاق النار عليهم بالبنادق والمدفعية". وأضاف "لقد ارتكبوا مذبحة..أبلغنا المستشفى أن 40 على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 50 بجروح". وكان متحدث باسم المعارضة قد قال في وقت سابق "إن قوات القذافي تأتي بمدنيين من بلدات مجاورة لمصراتة لاستخدامهم كدروع بشرية"، وأضاف "قوات القذافي تخرج الناس من منازلهم بزاوية المحجوب والغيران قسراً وتعطيهم صور القذافي والعلم الأخضر ليهتفوا للقذافي". وأضاف "أنهم يجلبونهم الى مصراتة حتى يستطيعوا دخول المدينة والسيطرة عليها باستخدام المدنيين كدروع بشرية لأنهم يعرفون أننا لن نطلق النار على نساء وأطفال وكبار السن". وأكد أن قوات القذافي لم تسيطر على المدينة الا أنها تتمركز في الشارع الرئيسي فيها حيث نشرت قناصة فوق البنايات وثلاث دبابات. وكرر مقيم آخر بمصراتة طلب عدم نشر اسمه الروايات الأخرى عن استخدام القوات الموالية للقذافي المدنيين كدروع، وأضاف "يحتجزون الناس رهائن حتى لا تشتبك معهم المقاومة..يحاولون التسلل الى المدينة للاحتماء من قوات المجتمع الدولي". وجددت قوات القذافي قصفها أمس بلدة الزنتان ويفرن في منطقة الجبل الغربي (جنوب غرب طرابلس) اللتين تسيطر عليهما عناصر المعارضة. وقال أحد سكان الزنتان "إن قوات القذافي تقصفنا من بعيد بواسطة صواريخ جراد..الأمر مستمر منذ ثلاثة أيام والقصف كثيف جداً". وأضاف "أن المواجهات عنيفة جداً وتمكن المعارضون من صد الهجوم ومنعوا تقدم كتيبة للنظام نحو المدينة. فيما أفاد شاهد في يفرن أن قوات القذافي تمكنت من استعادة السيطرة على قرية مجاورة لهذه المدينة، وقال رافضاً كشف اسمه إن "قوات النظام نجحت في الوصول الى هذه القرية بعد هجمات عنيفة"، لافتاً الى أنه لا يستطيع تحديد عدد الضحايا. وتقدم مقاتلو المعارضة في محاولة لاستعادة بلدة أجدابيا الاستراتيجية في ظل ضربات الجوية لقوات التحالف على قوات القذافي. وسمع مراسل رويترز على بعد خمسة كيلومترات من أجدابيا انفجارات ورأى أعمدة من الدخان أمس تتصاعد فوق البلدة عند المدخل إلى شرق ليبيا الذي يضم طرقاً سريعة تؤدي إلى بنغازي معقل المعارضة ومدينة طبرق النفطية. وهاجمت قوات القذافي الزويتينة التي تضم مرفأ للنفط قبل أن تبدأ القوات الغربية ضرباتها، وعادت المدينة إلى أيدي المعارضة. وذكر شاهد عيان أن القوات الغربية قصفت قوات القذافي بين أجدابيا والبريقة. وأفاد مراسلون أن القوات الليبية تراجعت حتى أجدابيا على بعد 160 كلم جنوباً. وشوهدت عشرات الآليات التي دمرتها الضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي، على طول الطريق بين المدينتين. وظلت أجواء التوتر سائدة في بنغازي أمس رغم صد قوات القذافي وتقهقرها. وظلت المتاجر مغلقة وتمركز الشبان عند نقاط التفتيش في العديد من الشوارع ومفترقات الطرق وكان بعضها مجرد مجموعة من المقاعد البلاستيكية أو علب طلاء فارغة. وإلى الشمال نحو بنغازي اعتلت عائلات حطام مركبات القذافي العسكرية وهتف بعضهم "شكرا جزيلا يا فرنسا" بينما هتف آخرون "انتصرنا.. انتصرنا".