الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاركون في «مؤتمر فكر 16»: الشباب صيد سهل للجماعات الإرهابية

12 ابريل 2018 00:09
تحرير الأمير، وناصر الجابري (دبي) أجمع مشاركون في مؤتمر «فكر 16» على أن الإرهاب ظاهرة قديمٌة، إلا أن تفجيرات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأميركية والتفجيرات التي أعقبتها لاحقاً في لندن ومدريد وباريس وتركيا والعراق والأردن ومصر وغيرها من دول العالم، قد أظهرت الوجه القبيح للتطرف، مشددين على ضرورة العمل بشقين وجنباً إلى جنب: الأول تطهير العقل العربي من الأفكار التطرفية الهدامة بالأخص الأجيال الشابة، باعتبارهم صيد للجماعات الإرهابية، والثاني تنشيط الإجراءات والعمليات الاستخبارية، علاوة على إجراء البحوث والدراسات، وعقد المؤتمرات والندوات وورش العمل؛ بهدف متابعة تطوير وتحديث إجراءات مكافحة الإرهاب على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وقالوا: إن مؤتمر «الفكر العربي» يسهم بدور فعال في هذا المجال، ونأمل أن يكون له دور أكبر في الوصول إلى العناصر الفتية الشابة، باعتبارهم يشكلون السواد الأعظم من تعداد سكان الوطن العربي. رسالة الإسلام وحذر مشاركون من استغلال الجماعات الإرهابية وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، والمناهج التعليمية بهدف نشر فكرها الهدّام، وأشادوا بدور المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات في التصدي لهذا الفكر عبر مراكز الحوار، والملتقيات الفكرية التي تدعو للفكر القويم، ونشر رسالة الإسلام السمحة. وطالب مفكرون بعدم الخلط بين الإرهاب والمقاومة، فكفاح الشعوب بغية التحرير أمراً مشروعاً، لا يمكن سبغه بالإرهاب، رافضين اتهام المسلمين دون غيرهم بأنهم صانعو الإرهاب، مما يكرس مفهوماً خاطئاً عن الدين الإسلامي، وخلق ردود أفعال عنيفة. وأجمع مشاركون أن القهر والاضطهاد والاستبداد، وتدبير الانقلابات على الحكومات الوطنية، وتدبير الفتن بين الشعوب العربية وبين مكونات الشعب الواحد، تولد الغضب والكراهية، وبالتالي تصنع حاضنة للإرهاب عبر استهداف الشباب، وغسل أدمغتهم، وجرهم إلى أتون «الإرهاب» والتطرف والعنف، عقب إيهامهم بأن هذا هو الحل الوحيد لمشكلاتهم. تفعيل المراكز والمؤسسات وقال الدكتور هنري العويط مدير عام مؤسسة الفكر العربي، كما تعلمون، إن الإرهاب مدرج على جدول الأعمال الدولي منذ 1937 عبر 15 صكاً قانونياً عالمياً لمنع الأعمال الإرهابية، مطالباً بتطوير وتفعيل مراكز ومؤسسات الفكر والمجتمع المدني على المستوى الإقليمي. وأوضح أن الفكر المتطرف ليس وليد اللحظة، فهو ظاهرة طبيعية قد تظهر في أي مجتمع جراء البيئة السياسية الفاسدة أو الظروف الاقتصادية المتردية أو الاجتماعية الهشة أوالدينية المتشددة، فهو ظاهرة عالمية، والإرهاب لا دين له، ولا وطن. وأكد أهمية الشباب ديموغرافياً في المجتمعات العربية، فهم يشكلون السواد الأعظم من السكان، حيث إن الشعوب العربية تصنف فتية؛ لذا لا يمكن تجاهل هذه الحقيقة العددية، ولكن أهمية الشباب لا تقتصر على ذلك فهم عنصر قوة بحكم امتلاكهم للطاقات والمواهب وصناعة المستقبل، مشدداً على ضرورة تهيئة وإعداد الشباب، وإعادة النظر في برامج التربية والتعليم، والتركيز على التكنولوجيا، وإتاحة الفرصة أمام الشباب لكي يقوموا بأدوارهم في تحمل المسؤولية ورسم صورة المستقبل. وأوضح أن الشباب معرضون لخطر حملات وتضليل من جماعات متطرفة تحمل أيدلوجيات منحرفة، وهنا يبرز دور الحكومات في التصدي لهذه الجماعات ليس فقط عبر الإجراءات القانونية فهي غير كافية، وذلك بتعاون وثيق مع جميع المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدني. حالة من الاغتراب ويرى عبد العزيز العيد رئيس ملتقى «إعلاميون» بالسعودية ومدير القناة الثقافية، أن المؤتمرات جيدة، ولكن ينقصها تفعيل «التوصيات» والتقارير التي تصدر عنها، وبثها في الجامعات والمدارس كي يتسنى لأكبر قدر من شريحة الشباب الاطلاع عليها، فمثلاً التقرير الذي صدر عن مؤتمر الفكر جاء بنحو 400 ورقة كان من الأجدى اختصاره لعشر ورقات وتوزيعه. وطالب بضرورة حضور الشباب عنهم وممثلين في مثل هذه المؤتمرات؛ لأنهم وحدهم من يتفهمون قضاياهم. وبدوره، قال غسان مراد أستاذ الإعلام الرقمي في الجامعة اللبنانية، إن العلاقة بين الشباب والمجتمع هي علاقة أنطولوجية فالشباب يتأثر في المجتمع ويؤثر به ومن المحال سلخه عن المجتمع، مشيراً إلى أن شباب العالم العربي مهمش، ويرضخ تحت ظروف اقتصادية وسياسية متردية مما يؤدي إلى عدم الانتماء ودخولهم في حالة من الاغتراب، وعدم الاهتمام بقضايا مجتمعاتهم، وبالتالي يصبحون صيداً سهلاً للجماعات المتطرفة والإرهابية وتكون عملية استغلالهم وتجنيدهم أمراً هيناً، والشباب العرب الموجودون في أوروبا هم الأكثر تعرضاً لمثل هذه الأفكار؛ لأنهم أيضاً يعانوا التهميش؛ لذا نحن بحاجة إلى بناء استراتيجية للتأثير على هذه الشريحة العملاقة، وصنع علاقة بين الحكومات والشباب واحتضانهم. مقياس القوة وقال الدكتور عماد بشير مدير كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية، إن عنصر الشباب هو مقياس قوة الدول، كما أن الآمال تعقد على الشباب، إذن علينا حمايتهم من الجماعات الإرهابية التي تعمل على غسل أدمغتهم وتشكل حاضنة لهم، مطالباً بالاعتماد على التكنولوجيا في محاربة الإرهاب والتطرف كرد على الجماعات التي تستخدمها لبث أفكارها الهدامة، والعمل على رسم سياسات مستقبلية في القضايا الإنسانية والاقتصادية كافة. التنظيمات الإرهابية وحذر الدكتور عيسى الغيث رئيس مركز الوسطية للأبحاث من التأثير الفكري للتنظيمات الإرهابية ولتنظيم الإخوان، والذي استغل المناهج التعليمية الدينية لنشر فكره المتطرف، واستقطاب عدد من الشباب للتنظيم، عبر التركيز على رموز الفكر «الإخواني الإرهابي» وتدعيمه بوسائل الإعلام التابعة للتنظيم. وأضاف: قامت جماعة الإخوان بتأسيس التنظيمات السرية التي تسعى لتفتيت المنطقة، وهدم منجزاتها، ونشر الفتنة بين الشعوب، مغلّبين مصلحتهم الضيقة الحزبية على مصالح الأوطان، والشعوب، فكل ما قاموا به هو اختزال الدولة بمفهوم الجماعة، وعدم الاعتراف بالنظم الحاكمة، والصراع المستمر، والذي نتج عنه إراقة الدماء، مما يوجب العمل المشترك ضد جذور هذا الفكر. ولفت الغيث إلى أنه من المهم وضع البرامج التثقيفية في التعليم المحلي لدى وزارات التعليم بمختلف الدول العربية، وعقد المؤتمرات الفكرية التي تواجه هذه الأفكار، إضافة إلى ضرورة التوافق على استراتيجية شاملة تقاوم خطر الأفكار المتطرفة لما لها من أثر سلبي على أمان المنطقة. الجوهر القويم وقال الدكتور حسن مدن: أشاعت تيارات الإسلام السياسي، وبالأخص جماعة الإخوان الإرهابية أننا نعيش في جاهلية أولى، محاولة استغلال هذه النظرة، ونشرها للوصول إلى مراكز الحكم، وما يحدث حالياً من نظرة سلبية حول الإسلام، يعود إلى ما قامت به من أعمال ترويجية لنشر هذه الفكرة، وبالتالي هي من تتحمل مسؤولية هذه النظرة. وأضاف: نحن بحاجة إلى العودة للتنوير، وغرس الفكر القويم عبر المناهج التعليمية الرصينة التي توضح الجوهر الحقيقي لديننا الحنيف، وما يحتويه من قيم نبيلة أصيلة، وأخلاقيات عامة، وتوجيهات تهدف إلى التعايش بين الشعوب، وإعمال المنهجية الصحيحة للفكر القويم. الأيديولوجيا الفكرية وأكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث وجود القواسم المشتركة التي تجمع ما بين عدة تنظيمات منها تنظيم القاعدة، و«جماعة الإخوان الإرهابية»، وعدد من التيارات المتطرفة، فجميعها يبدأ من منطلق الأيديولوجيا الفكرية المشتركة التي تدفع الأتباع إلى القيام بأعمال مسلحة، وعدائية تجاه الدول، والنظم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©