عاد المجال الجوي الأوروبي أمس إلى طبيعته بعد إقفال عشرات المطارات بسبب سحابة الرماد. وأعلنت وكالة سلامة الطيران الأوروبية (يوروكونترول) أن السحابة البركانية، التي تراجعت حدتها أمس، تسببت في إلغاء 500 رحلة جوية في أوروبا. وفي تأخير العديد من الرحلات الجوية خاصة العابرة فوق الأطلسي. وأشارت إلى أن التهديد لا يزال قائماً في جنوب القارة. وقد تنتقل سحابة الرماد فوق المحيط الأطلسي إلى شبه الجزيرة الأيبيرية مهددة الملاحة في مطارات البرتغال وإسبانيا، حسبما أفادت معلومات وزعتها “يوروكونترول”.
من جهة أخرى علقت شركة الخطوط الجوية السعودية كافة رحلاتها من وإلى الولايات المتحدة الأميركية بسبب تأثير سحابة الرماد البركاني المتصاعدة من بركان آيسلندا على الممرات الجوية بين الشرق الأوسط وأميركا. وقال مساعد مدير عام الخطوط السعودية عبدالله بن مشبب الأجهر أمس إن “قرار الخطوط السعودية جاء حفاظاً على سلامة المسافرين “.
وأضاف أنه تم إلغاء رحلة كانت متجهة من السعودية إلى واشنطن أمس الأول إلى جانب إلغاء رحلة كانت متوجهة أمس من جدة إلى نيويورك. وأوضحت الشركة أنها ليست لديها معلومات واضحة ومؤكدة عن موعد استئناف رحلاتها إلى الولايات المتحدة.
وقالت وكالة سلامة الطيران الأوروبية (يوروكونترول) إن سحب الرماد البركاني فوق القارة الأوروبية تبددت بشكل كبير أمس، ووفقاً لبياناتها فقد تم فتح جميع المطارات الأوروبية مجدداً. وأضافت الوكالة أنه تم إلغاء نحو 500 رحلة طيران من مطارات أوروبا أمس الاثنين، بعد تراجع تأثير سحب الرماد البركاني.
وذكرت أنه تم تسيير نحو 28500 رحلة طيران أمس بتراجع قدره نحو 500 رحلة. وكان أمس الأول الأحد قد شهد إلغاء 1500 رحلة. وأشارت الوكالة أيضاً إلى تأخر رحلات بشكل كبير أمس لاضطرار الطائرات إلى الابتعاد عن سحب الرماد البركاني بمسافة كبيرة خاصة خلال تحليقها فوق الأطلسي.
كذلك فتحت أمس المطارات الإيرلندية وألغي حظر الطيران الجزئي الذي كان مفروضاً على مطارات النمسا وجزء من مطارات أسكتلندا. وانسحب الأمر نفسه على القيود الجزئية في بضع دول أخرى ثل كرواتيا والجمهورية التشيكية. إلا أن الرحلات الجوية عبر الأطلسي إلى الجزر البريطانية وشمال أوروبا تأخرت أمس.
وظل الوضع غير مستقر بالنسبة لحركة الطيران إلى جنوب أوروبا، حسبما ذكرت عدد من الوكالات الوطنية للأرصاد الجوية ووكالة (يوروكونترول) الأوروبية للمراقبة الجوية.
وفي إسبانيا أعلنت الإذاعة الحكومية “آر.إن.إي” أمس فتح جميع المطارات وعودة الملاحة الجوية إلى طبيعتها وخاصة في ميلانو وتورينو. إلا أن هناك مخاوف من أن يسوء الوضع مجدداً في إسبانيا. ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن تتحرك سحب الرماد البركاني مرة أخرى من الأطلسي نحو شمال إسبانيا وإلى الجنوب عبر شبه جزيرة أيبيريا. وكان إغلاق 20 مطاراً في شمال البلاد بشكل جزئي السبت تسبب في إلغاء 900 رحلة.
كما عادت حركة الطيران في مطار لوكسمبورج إلى طبيعتها صباح أمس بعد إغلاقه نتيجة حظر للطيران فرض منتصف ليلة الأحد - الاثنين. وقال متحدث باسم شركة “لوكس إير” الوطنية للطيران، إن حركة الطيران تسير بشكل طبيعي منذ صباح أمس. ولم يستبعد المتحدث إمكانية حدوث تأخير واضطراب في حركة الطيران بسبب سحب الرماد البركاني الموجودة في أماكن أخرى. وأوصى المتحدث الركاب بالاستعلام أولاً عن رحلاتهم عبر الإنترنت قبل التوجه إلى المطار.
وفي البرتغال، استؤنفت الملاحة الجوية في أبرز مطارين برتغاليين هما لشبونة وبورتو، بعد توقفها أمس الأول. إلا أن كل الرحلات إلى أرخبيلي أسوريس وماديرا السياحيين بقيت ملغاة. وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية الإيطالية أمس عودة سحابة الرماد إلى إيطاليا مساء اليوم الثلاثاء أو غداً الأربعاء. أما مصلحة الأرصاد الفرنسية، فذكرت أن سحابة من الرماد ستعبر فرنسا، لكن الأمطار المتوقعة في الأيام المقبلة ستبعثر القسم الأكبر منها. من جهة أخرى، أعلن عالم جيولوجي في الجامعة الآيسلندية في ريكيافيك أن البركان إيجافيول قذف حوالي 50 طناً من الرماد في الثانية الواحدة صباح أمس، في مقابل 400 طن في الثانية الواحدة الخميس، عندما استأنف نشاطه بشكل مفاجئ. وقال ماجنوس تومي جودموندسون “نعتقد أن الانبعاثات ستشهد مزيداً من التراجع في الأيام المقبلة، لذلك يفترض أن تتحول الأمور إلى حالة أفضل بقليل”.
من جهة أخرى أعلنت وزارة المواصلات الإسرائيلية في بيان أنها تدرس إغلاق المجال الجوي لإسرائيل إثر توقعات لخبراء الأرصاد بوصول الرماد البركاني إلى المنطقة خلال مساء اليوم.
عدد اليوم
