«أخبار الساعة» تحذر من سيطرة الطائفية على حكومة العراق المقبلة

حذرت نشرة “أخبار الساعة” من سيطرة الطائفية على تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، مؤكدة أن العراق أمام لحظة تاريخية مفصلية، إذ سيترتب على خيارات قواه السياسية المختلفة، الكثير مما يتعلق بمستقبله وواقع التعايش بين طوائفه وأعراقه. وتحت عنوان “العراق والانزلاق إلى الطائفية”، قالت رغم أن الانتخابات البرلمانية العراقية قد أُجريت في مارس الماضي، إلا أن الحكومة الجديدة لم تر النور بعد بسبب الخلافات المحتدمة بين الكتل السياسية المختلفة حول طبيعتها وهوية رئيسها، وهي خلافات تهدد بمواجهة العراق حالة خطرة من الفراغ السياسي قد تترتب عليها نتائج سلبية على مستويات مختلفة. وأضافت النشرة التي يصدرها “مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية” أن الكثيرين اعتبروا أن الانتخابات الأخيرة تمثل فرصة كبيرة لإقامة عملية سياسية وطنية أساسها المشاركة التي تتجاوز الاعتبارات الطائفية والعرقية وتكرس مبدأ المواطنة وتطوي صفحة المحاصصة التي حكمت العمل السياسي العراقي منذ عام 2003. وتابعت بالقول إن التطورات التي شهدتها الساحة السياسية العراقية مؤخراً تكشف أن الأمور تسير باتجاه معاكس يعمق النزعات المذهبية والطائفية من خلال إقامة التحالفات على أساسها، ومحاولة استدعاء دور المرجعية الدينية إلى المشهد السياسي رغم أنها حرصت على النأي بنفسها بعيداً عنها. وشددت على أن الاستقطابات الطائفية والعرقية هي أكبر خطر يهدد الدولة والشعب العراقيين وأمضى معول هدم لقيم التعايش والوطنية، إضافة إلى وحدة الأراضي العراقية، كما تنطوي على تكريس ممارسات سياسية خطرة تشوه البنيان السياسي في البلاد وتعزز الاحتقانات الطائفية، فيما يجب أن يسود حرص كبير على تجاوز هذه الاحتقانات والسيطرة عليها. ونبهت إلى أن أي سيطرة للطائفية على تشكيل الحكومة العراقية المقبلة يعني أن البلاد مازالت تدور في حلقة مفرغة وأن الانتخابات الأخيرة لم تستطع تغيير شيء، منوهة بأن هذا سيفقد العراقيين الثقة بقدرة الآليات السياسية المتاحة على إيجاد عراق جديد يلفظ المحاصصة الطائفية ويتسع مجال المشاركة فيه للقوى جميعها.