الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الزياني: المواطن الخليجي محور التنمية المستدامة

الزياني: المواطن الخليجي محور التنمية المستدامة
12 ابريل 2018 00:49
ناصر الجابري (دبي) تواصلت أمس أعمال مؤتمر «فكر» السنوي الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي في دورته السادسة عشرة بدبي تحت عنوان «تداعيات الفوضى وتحديات صناعة الاستقرار». وحضر فعاليات اليوم الثاني، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ومعالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إضافة إلى عددٍ كبير من قادة المؤسسات البحثية، ومراكز الدراسات، والخبراء في المجال السياسي. وتضمن اليوم الثاني جلسة عن دور المنظمات الدولية، والإقليمية في صناعة الاستقرار، بمشاركة كل من معالي الدكتور عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والسفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ومعالي الدكتور محمد علي الحكيم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة. وأكد معالي الدكتور عبداللطيف الزياني ضرورة التفكير في سبل التعاون، والتعامل لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجه المنطقة، وأهمية التكامل، وتوحيد الجهود المختلفة للوصول إلى المستقبل المشرق الذي تطمح له الشعوب العربية، وبما يحقق المستقبل الزاهر لكافة الدول. واستعرض معاليه قصة جمعته بالمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في عام 1972، حينما أمر بجمع الطلاب المبتعثين من دول الخليج لحضور وجبة غداء في لندن، مشيراً إلى حكمة رؤيته، ونظرته الثاقبة، طيب الله ثراه، حينما قال: سيأتي يوم يجمعكم كيان واحد، وهو ما تحقق فعلاً عبر الإعلان عن قيام مجلس التعاون الخليجي، وعقد أول قمة في أبوظبي. وتابع معاليه: إن الهدف من رؤية قيام مجلس التعاون، وغايته الأساسية، وتنميته المستدامة هو المواطن الخليجي، وهو من يحافظ على هذه الرؤية، ويطورها، بما لها من مكتسبات إيجابية على الأمن، والحماية، والاطمئنان. الازدهار المستدام ولفت معالي الدكتور عبداللطيف الزياني إلى أن النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي ينسجم مع ميثاق جامعة الدول العربية، والفصل الثامن من الأمم المتحدة، وهو ما حافظت عليه مختلف الدول الخليجية لتحقيق الازدهار المستدام، ومنذ الإعلان عن قيامه بـ 3 أشهر، تم توقيع الاتفاقية الاقتصادية بين دول المجلس. وأوضح معاليه أنه تم تحقيق منجزات عدة، منها ارتفاع حجم التجارية البينية، ليصل إلى 120 مليار دولار، والزيادة في عدد الشركات المساهمة إلى 660 شركة، ووجود 25 بنكاً لديها فروع في بقية دول المجلس، ووجود 81 ألف نشاط اقتصادي، ونحو 200 ألف مواطن متملك لعقار في دولة أخرى من دول المجلس، كما ارتفع عدد المواطنين المتنقلين بين دول المجلس إلى 26 مليوناً. وأشار معاليه إلى أنه يوجد نصف مليون مواطن خليجي يحصلون على الخدمات الطبية في دول الخليج أسوة بمواطني الدولة، كما تم توفير مليارين ونصف المليار دولار، بفضل مشروع الربط الكهربائي، ويتم الآن العمل على مشاريع عدة، منها مشروع سكة الحديد، بهدف تشجيع التنمية الاقتصادية. وحول دور المجلس في حل التحديات التي تمر بها المنطقة، أوضح معاليه أن منطقة الخليج تحيط بها تحديات متعددة، واصفاً إياها بالنيران التي تأكل الأخضر واليابس، فيما تسعى دول الخليج إلى أن تكون المطفأة التي تقضي على هذه النيران المشتعلة عبر توحيد جهود العمل المشترك، وتعزيز التنسيق في مختلف المجالات، وطرح المبادرات التي تحقق التضامن. مؤتمر دولي ولفت الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إلى أن دول المجلس مضت في مسار الدعوة إلى السلام عبر ما حققته من جهود لإصدار البند 2216 في الأمم المتحدة، والمتعلق باليمن، إضافة إلى حماية ناقلات النفط في المياه الإقليمية، واتفاق الطائف، والمشاركة في تحرير الكويت، تحقيقاً لإرادة الشعوب في العيش بسلام، واستقرار بما يحقق العيش الكريم. وتابع: قمنا بالعديد من الجهود في اليمن عبر تقديم المبادرة الخليجية، والذي كفل المسار السياسي الناجح لولا الانقلاب من ميليشات الحوثي، وإجراء الحوار الوطني بحضور الأحزاب كافة، والتيارات السياسية في اليمن، والتوافق على إصدار مسودة للدستور، وتم الاضطرار للخيار العسكري بهدف العودة إلى الحل السياسي، فنحن نريد استعادة هذا الحل، ونؤمن به. وبين معاليه أنه يتم الاستعداد حالياً لإعداد مؤتمر دولي كبير لإعمار اليمن بهدف تأهيل اليمن، واقتصاده، ودعمه بالعمليات الإغاثية الواسعة عبر مختلف جهات الإغاثة الإنسانية، إيماناً من المجلس بأهمية توفير البيئة المناسبة لليمن في المرحلة ما بعد الحرب. وشدد معاليه على أهمية منح الأولوية للتعليم، والنهضة الفكرية، وإشراك الشباب في مختلف الفعاليات، والمؤتمرات، نظراً لوجود 70% من مواطني دول المجلس ممن يقلون عن 30 عاماً، وهو ما يفرض ضرورة إيجاد الخطط، والآليات لدعم أفكارهم، وحل قضاياهم، وتحقيق تطلعاتهم التي يطمعون لها. وحول الجهود العسكرية المشتركة، أكد معاليه تواصل التعاون العسكري بين دول المجلس، الذي أنتج اتفاقية الدفاع المشترك، والاتفاقية الأمنية لمكافحة الإرهاب، والشرطة الخليجية، إيماناً بأهمية العمل المشترك للحفاظ على الأمن القومي لدول المجلس. واختتم معاليه بتأكيد أهمية السعي للتكامل، وغرس الروح الإيجابية بين شعوب المنطقة، مستشهداً بدولة الإمارات، باعتبارها دولة للسعادة، والإيجابية، وهو ما يجب أن يكون منتشراً في مختلف الدول العربية، عوضا عن اليأس، والنظر بتشاؤم للمرحة المقبلة. الجامعة العربية من جهته، أكد السفير حسام زكي، أن الجامعة العربية اختارت منذ تأسيسها أن تكون مؤسسة للتنسيق فيما بين الدول العربية كافة، بهدف إيجاد الآلية المشتركة لتوحيد السياسات، وهو ما اتفق عليه قادة الدول العربية خلال إنشاء الجامعة، وتم الاستمرار عليه طيلة العقود الماضية. وأضاف: من المهم تحقيق التكامل بين المنظمات الدولية، بحيث تكون الأمم المتحدة العمود الرئيس بين منظمات إقليمية، تعمل جميعاً على حل القضايا الإقليمية، وتتجاوز الإشكاليات المختلفة، وتضع القوانين، والتشريعات، والجهود للنهوض بالعالم أجمع. النظرة المتكاملة من ناحيته، أكد معالي الدكتور محمد علي الحكيم أن الأمم المتحدة نجحت في إنشاء المنظمات الإقليمية المتخصصة كمنظمة الصحة العالمية، والمنظمات الإغاثية التي تقدم المساعدات بشكل مباشر للشعوب التي تحتاج إليها، إلا أن تكوين مجلس الأمن يعقد من عملها. اختتام المؤتمر وتقام اليوم ندوة حول أنشطة البحث العلمي، والتطوير التكنولوجي والابتكار في الدول العربية، وإسهامها في التنمية الشاملة والمستدامة وصناعة الاستقرار، كما تقام جلسات عدة متزامنة حول الدور الإعلامية في صناعة الاستقرار، ودور التربية والتعليم والثقافة في العالم العربي، فيما يختتم المؤتمر بجلسة تحت عنوان «نحو إنسان عربي جديد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©