الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الولايات المتحدة··· والأزمة النووية العالقة

الولايات المتحدة··· والأزمة النووية العالقة
25 يونيو 2008 01:52
خلال ما يزيد على الخمس سنوات، واصل الرئيس ''بوش'' ونائبه ''ديك تشيني'' تأكيد عزمهما على عدم مغادرة منصبيهما، تاركين إيران وهي أقرب من الحصول على ترسانتها النووية أكثر من أي وقت مضى، ضمن ذلك قال ''بوش'' في خطابه الذي ألقاه في فبراير من عام 2006: ''إن من واجب أمم العالم قاطبة ألا تسمح لنظام إيران بالحصول على الأسلحة النووية''، أما نائبه ''ديك تشيني'' فقد سجل له تصريح مشابه من على متن إحدى حاملات الطائرات الراسية في مياه الخليج العربي في العام الماضي: ''الولايات المتحدة على استعداد لاستخدام سلاح بحريتها لمنع إيران من حيازة السلاح النووي وفرض هيمنتها على هذه المنطقة''· لكن وخلال مدة السبعة أشهر فحسب المتبقية من عمر إدارة ''بوش'' الحالية، تزداد إيران قوة، ويتسع نطاق نفوذها السياسي والاقتصادي، بينما لحق الضعف بأعدائها التاريخيين في كل من أفغانستان والعراق، ويواصل برنامجها النووي تقدمه، استناداً الى هذه الحقائق، فإن السؤال الذي نثيره هو: هل استسلم ''بوش'' و''تشيني'' وأذعنا لترك إيران أقوى مما كانت عليه عند وصولهما إلى البيت الأبيض بدلاً من إضعافها؟ في الإجابة عن هذا السؤال، تبدو الأمور مختلطة جداً، فعند الأخذ بكل ما يقال عن ''طهران'' من قبل مسؤولي الإدارة، يبدو أن قناعة ما قد تكونت بأنه ليس من أمل لأن تؤتي الجهود الدبلوماسية المبذولة مع طهران ثمارها خلال العام الحالي، بل وعلى رغم الجهود التي بذلت في كلا ساحلي المحيط الأطلسي، بهدف تشديد العقوبات الدولية المفروضة على طهران، إلا أن الحوارات الصحفية التي أجريت مع عدد من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين خلال الأشهر القليلة الماضية، لا تشير مطلقاً إلى توقعهم بأن تقدّم طهران أي تنازلات كانت للغرب، خاصة إذا ما تعلق الأمر بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم، في ظل إدارة ''بوش'' الحالية· أما في الجانب العسكري، فتبدو الصورة أكثر تشويشاً، ذلك أن مسؤولين كبيرين من إدارة ''بوش'' أكدا وجود تحركات لمنع إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، لأن هذه ليست الخطوة التي ترجح الإدارة الحالية اتخاذها، وهذا ما أكده ''بوش'' نفسه خلال جولته الأوروبية الأخيرة، بما قاله في ''سوليفينا'' تعليقاً على المسألة الإيرانية: ''في هذا الخصوص، فسوف نخلف وراءنا إطاراً تعددياً للعمل على هذه المسألة''، وفي هذا التعليق ما يشير ضمناً إلى أن العمل العسكري ضد طهران، لم يعد بين الخيارات المطروحة على طاولة بوش· لكن وعلى رغم هذا، يظل احتمال محاولة إسرائيل لي ذراع السياسات الخارجية لإدارة ''بوش'' على حد تقديرات بعض المحللين والدبلوماسيين؛ يذكر أن إسرائيل نظمت مناورات عسكرية جوية امتدت لثلاثة أيام خلال الشهر الجاري، وصفها مسؤولو الاستخبارات الأميركية بأنها تبدو تمهيداً لتوجيه ضربة جوية محتملة لبعض الأهداف النووية الإيرانية، بل إن هناك من المسؤولين الإسرائيليين من سعى في الأشهر القليلة الماضية، إلى ممارسة المزيد من الضغط على ''بوش''، لإقناعه بالمصادقة على توجيه ضربة عسكرية كهذه، فيما لو لم تتخل طهران عن برنامجها النووي· بهذا ربما يكون القصد وراء المناورات الجوية الأخيرة، توجيه رسالة تؤكد استعداد إسرائيل للقيام بعمل عسكري منفرد ضد طهران، في حال تقاعس واشنطن، مما قال به ''سالاي ميردور'' -سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة الأميركية-: ''تفضل إسرائيل لو أن تتم تسوية هذا الخطر النووي سلمياً، عن طريق تشديد العقوبات الدولية وإظهار ما يكفي من العزم على إثناء إيران عن طموحاتها، ولكن المشكلة أن الوقت يمضي ولا ينتظر''، تضاف إلى هذا شكوى عدد من المسؤولين الإسرائيليين لإدارة ''بوش'' من أن الإدارة الأميركية الجديدة التي ستتسلم زمام الأمور في يناير المقبل، سوف تستغرق بضعة أشهر إن لم يكن بضع سنوات، كي تقرر ما ستفعله بشأن إيران، وفي حين يشيع الاعتقاد العام في أميركا نفسها وأوروبا بأن عامين على أقل تقدير، يفصلان بين إيران والحصول على قنبلتها النووية، إلا أن إسرائيل تحذر من أن هذا الفاصل أقرب مما يتصوره الكثيرون· هيلين كوبر كاتبة ومحللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''نيويورك تايمز''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©