عقيل الحلالي، وام ووكالات (صنعاء، الرياض)
بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية أمس، سلسلة غارات جوية استهدفت تدمير آليات عسكرية ومواقع لميليشيات الحوثي الإيرانية في مفرق الوازعية غرب تعز، وأسفرت عن مقتل عشرات الانقلابيين، وإنهاك قدراتهم العسكرية، وهروب عناصرهم من جبهات القتال، خوفاً من الوقوع في قبضة قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية التي تصدت لمحاولات تسلل فاشلة للميليشيات شمال مديرية حيس ومنطقة القطابا جنوب مديرية التحيتا بجبهة الساحل الغربي، وكبدتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح. في وقت أعلن «التحالف» عن تدمير 3 صواريخ بالستية وطائرتين من دون طيار أطلقتا من اليمن باتجاه السعودية.
وتواصل قوات الجيش والمقاومة بدعم التحالف تقدمها الميداني في جبهة الساحل الغربي شمالاَ وسط عمليات تمشيط واسعة ومستمرة لتطهير ما تبقى من جيوب الانقلابيين. وتركز القوات على تحرير مناطق موزع والوازعية والبرح ومقبنة وهجدة الواقعة غرب تعز، والتي تمثل عمقاً استراتيجياً للساحل الغربي في ظل التغيرات الإيجابية المتسارعة في جبهات القتال وتضييق الخناق على خطوط إمداد مهمة للميليشيات الإيرانية. وأفادت مصادر محلية وعسكرية ميدانية بوصول تعزيزات عسكرية ضخمة، مقدمة من التحالف، إلى مدينة المخا الساحلية غرب تعز في طريقها إلى الحديدة، حيث تدور معارك عنيفة في محيط مديرية الجراحي الجنوبية مع استمرار تقدم قوات الجيش والمقاومة التي حررت مطلع ديسمبر وفبراير الماضيين مدينتي الخوخة وحيس. وأعلن الجيش مقتل 94 انقلابياً في غارات التحالف والمعارك الميدانية في العديد من جبهات القتال بينهم 18 في حي الزنوج ومحيط جبل الوعش شمال تعز، و32 في جبهتي قانية والملاجم بمحافظة البيضاء، و32 بينهم قيادات في جبهة صرواح غربي مأرب، و12 بمديرية المصلوب بمحافظة الجوف.
وأعلنت قوات الجيش اليمني تحرير ميدي الساحلية في محافظة حجة بشكل كامل من ميليشيات الحوثي بعد تطهير المباني والشوارع، وسط تحدث مصادر عسكرية عن فرار فلول الانقلابيين من مواقعهم الأخيرة مخلفين عشرات الجثث. وأكدت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة بالجيش تحرير وتطهير جميع أحياء المدينة، والذي وصفه محافظ حجة، اللواء عبدالكريم السنيني، بـ«الانتصار العظيم». فيما قال قائد المنطقة العسكرية الخامسة، اللواء الركن يحيى صلاح «إن ميدي ستكون بوابة النصر والتحرير لكامل مديريات حجة»، متعهداً برفع العلم الوطني في جميع محافظات إقليم تهامة وصنعاء.
وأشاد قائد قوات التحالف بمنطقة جازان، اللواء الركن محمد الميسري، بانتصارات الجيش وتحرير ميدي، مؤكداً استمرار دعم التحالف حتى يتم تحرير كافة الأراضي اليمنية من الميليشيات. كما أشاد الرئيس عبدربه منصور هادي، بالانتصارات التي حققها الجيش في ميدي، مثمناً الدعم الأخوي الصادق لدول التحالف لجهود التحرير والعمليات العسكرية لدحر مشروع إيران التخريبي وحماية الساحل والممرات المائية من استهداف الميليشيات، وشدد على ضرورة استمرار الانتصارات وصولاً إلى التحرير الكامل وتخليص اليمن من شرور الميليشيات الهمجية.
إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي أسقطت طائرة من دون طيار معادية حاولت استهداف مطار أبها الإقليمي، كما دمرت طائرة أخرى معادية حاولت مهاجمة إحدى الأعيان المدنية بجازان. وقال في بيان «إن منظومة الدفاع الجوي الخاصة بحماية مطار أبها رصدت صباحاً جسماً غير معرّف باتجاه مطار أبها الدولي وتم التعامل معه بحسب قواعد الاشتباك وتدميره وتم في حينه إغلاق حركة الملاحة الجوية بما يتوافق مع قوانين الطيران العالمي ومن ثم عادت الحركة الجوية من وإلى المطار لطبيعتها». وأضاف، «ومن خلال فحص حطام الجسم من قبل المختصين بقوات التحالف المشتركة تبين أنها طائرة من دون طيار معادية حوثية بخصائص ومواصفات إيرانية، كانت تحاول استهداف المطار المحمي بموجب القانون الدولي الإنساني».
وأوضح المالكي، «أنه تم أيضاً صباحاً رصد جسم غير معروف باتجاه أحد الأعيان المدنية بجازان، وتم التعامل معه بوسائل الدفاع الجوي وتدميره دون وقوع أي خسائر، ومن خلال فحص حطام الجسم من قبل المختصين بقوات التحالف المشتركة تبين تطابق الأجزاء والحطام مع الطائرة من دون طيار المعادية والتي حاولت استهداف مطار أبها الدولي». وتابع «إن قيادة القوات المشتركة للتحالف تحذر وبأشد العبارات ميليشيات الحوثي المسلحة المدعومة من إيران باستهدافها للأعيان المدنية والمدنيين، وأن استخدامها لأساليب إرهابية في الهجوم الانتحاري سيكون له وسائل ردع حازمة، وستتخذ قيادة القوات المشتركة الإجراءات الرادعة كافة بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية».
وأضاف «كما تحذر القيادة المشتركة للتحالف في الوقت نفسه ميليشيات الحوثي الإرهابية من استخدام هذه القدرات ضد الأعيان المدنية والمدنيين وكذلك المنشآت الحيوية والصناعية، وعلى قادة ومخططي الميليشيات الإرهابية ومن يقف وراءهم اعتبار استخدامها ونتائج استخدامها بمثابة أمر عليهم تحمل عواقبه». وأكد في بيان آخر اعتراض وتدمير ثلاثة صواريخ بالستية فوق الرياض ونجران وجازان. فيما قالت «أرامكو» السعودية، إن منشآتها في جازان بجنوب غرب البلاد تعمل على نحو طبيعي وآمن.
عدد اليوم
