ماجد ناصر يقرر الاعتزال ويصف عقوبته بالإعدام الكروي

تقدم ماجد ناصر حارس الوصل بكتاب رسمي إلى شركة الوصل لكرة القدم باعتزاله اللعب رسمياً، بعد العقوبة الأخيرة بإيقافه 17 مباراة، بعد تعديه على الإسباني كيكي فلوريس مدرب الأهلي. وقال ماجد ناصر إن الاعتزال قرار أخير بالنسبة لي، بعد الظلم الكبير الذي تعرضت له بإيقافي 17 مباراة، وأعتبر قرار لجنة الانضباط بهذا الإيقاف بمثابة إعدام كروي لمشواري في الملاعب، حيث إنني أخطأت بالفعل، في حق المدرب الإسباني كيكي، ولكن في نفس الوقت، لا أستحق هذه العقوبة الغليظة”. وأضاف: “وجدت أن هذه العقوبة لها ضررها الكبير على فريقي الوصل، ونفسي أيضاً، لذلك آثرت الابتعاد عن اللعبة، حتى لا أضر فريقي، والذي تقع عليه الكثير من الأضرار من هذا الإيقاف، وكما لا أريد أن تتفاقم المشاكل داخل فريقي، وأن أكون سبباً مباشراً فيها، ورأيت أن قرار الاعتزال سيكون مريحاً لي، ويبعد المشاكل في الوقت نفسه عن زعبيل مقر الوصل، وأن ابتعادي ربما يكون لمصلحة النادي، وأنا لا أخشى على حراسة المرمى في الوصل لوجود العديد من الحراس القادرين على حماية شباك النادي”. وأضاف: “القرار لم يكن سهلاً على نفسي، واجتمعت مع كل أفراد أسرتي، سواء زوجتي أو أشقائي وكذلك أهل زوجتي وبعض المقربين لي، وأخبرتهم بقرار الاعتزال، ورغم معارضة عدد كبير منهم، لكني ومعي شقيقي محمد صممنا على قرار الاعتزال، وقمت بإبلاغ النادي رسمياً بخطاب، حتى تكون الأمور في سيرتها، ووضعها الطبيعي، وأنا أنتظر خطوات تالية لقراري، بعد الاجتماع مع مسؤولي الوصل، وتحديداً مروان بن بيات رئيس مجلس إدارة شركة الوصل لكرة القدم، لمعرفة ما هو مطلوب مني لإنهاء حياتي الكروية مع الوصل والرياضة الإماراتية بشكل عام”. وأكد ماجد ناصر أنه بالفعل أعشق كرة القدم، ولكن الكثيرين صوروا ما فعلته ضد المدرب الاسباني كيكي بأنه يسيء إلى وطني، ولكني لم أكن أقصد ما حاولت بعض الجماهير تصويره لي، وأنا بالفعل أخطأت في تصرفي مع المدرب الإسباني، ولكن في الوقت نفسه، أجد أن العقوبة بإيقافي هذا العدد الكبير من المباريات بمثابة “موت كروي” بالنسبة لي، على الرغم من أن هناك أحداثا مشابهة حدثت في ملاعب عالمية أخرى وصلت إلى حد الضرب بـ”البوكس” لكن العقوبة لم تصل إلى حد الإيقاف 17 مباراة”. وقال: “لن أتحدث عما حدث من المدرب الإسباني ضدي وأنا في الملعب، والجميع شاهدها من خلال التلفزيون، وما أشار به المدرب تجاهي، ولكني أتحدث عن أن العقوبة مغلظة جداً، ولم أكن أتوقعها بالمرة، وجلست مع نفسي كثيراً قبل القرار، وكذلك قبل إرسال الخطاب الرسمي للنادي، وعلى الرغم من الضرر الاجتماعي الكبير الذي سيعود علي وأسرتي في المستقبل جراء هذا القرار، لكني وجدت نفسي في “مفترق طرق” ولمصلحتي أن أبتعد عن الملاعب”. محمد ناصر: طلبت من شقيقي الرحيل احتراماً لكرامته دبي (الاتحاد) – مثل قرار ماجد ناصر حارس الوصل مفاجأة كبيرة، حيث كان هناك شخص مؤثر جداً في اتخاذ هذا القرار، وهو شقيقه الأكبر محمد الذي ضغط عليه لكي يعلن الاعتزال ويترك مجال الكرة. وعن الأسباب التي دفعت محمد ناصر إلى اقناع ماجد بالقرار: “حرصت على حفظ كرامة شقيقي ماجد في ظل الأقاويل التي تناولها الكثيرون في الشارع الكروي، والتي أعتبرها إساءة بالغة لشخص شقيقي الذي لا يستحق هذا الإيقاف الظالم، خاصة أن هناك حالات أخرى للاعبين كثيرين لم يتحدث عنها الشارع الكروي، بهذا الحجم الضخم من سلوكيات ماجد”. وأضاف: “ماجد لن يموت عندما يعتزل كرة القدم، ونحن أسرة لدينا عادات وتقاليد، مثلما هو الحال في المجتمع الإماراتي، ونرفض الإساءة لأولادنا، وما حدث في الفترة الأخيرة به إساءة كبيرة لنا، ورأيت أنه من الأفضل لماجد أن يبتعد وأن يكون قدوة لغيره، وهناك الكثيرون الذين يتحدثون في كرة القدم ولا يعرفون عنها شيئاً، وقلت لماجد من الأفضل أن تبتعد بدلًا من هذا الكلام الذي يطوله بين الحين والآخر، حيث تنتظر بعض الجهات أي غلطة لماجد لكي يتم ذبحه بين الحين والآخر”. وقال: “مدرب الأهلي له الكثير من السوابق الخاطئة له في حياته الكروية، ولكننا نغفلها حالياً، وهو من قام باستفزاز ماجد في المباراة”. عادل درويش: أضرار القرار كثيرة ونحترم رغبة ماجد دبي (الاتحاد) - أثار قرار اعتزال اللاعب الكثير من ردود الفعل داخل نادي الوصل، سواء من الناحية الإدارية أو الفنية، وستكون الأيام القليلة المقبلة بمثابة حالة غليان جديدة داخل جدران “قلعة الأصفر”، في محاولة لإيجاد حل لهذه الأزمة التي يعيشها النادي بين قرار اعتزال اللاعب أو حتى العقوبة الغليظة عليه. أكد عادل درويش المتحدث الرسمي باسم شركة الوصل أنه ستتم دراسة الطلب الرسمي الذي تقدم به ماجد للشركة، والاجتماع معه لمعرفة الخطوات المقبلة بخصوص هذا القرار الخاص باللاعب. وقال عادل درويش: “سوف نجلس مع اللاعب وندرس معه الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار الخطير، لأن ماجد متعاقد مع الوصل حتى نهاية موسم 2014، وبالتالي ما زال عقده سارياً مع النادي، واعتزاله يعني أن هناك خطوات سيتم اتخاذها بشأن المستقبل، ومنذ أيام قليلة عقدنا اجتماعا مع اللاعب بعد قرار إيقافه 17 مباراة في وجود محام النادي لمعرفة الخطوات التي سيتم اتخاذها لحفظ حقوق النادي أيضاً، وفي ذلك الاجتماع الذي سبق مباراة الجزيرة كان اللاعب قد اعترف بالخطأ الذي ارتكبه، ولكننا جميعا لم نكن نتوقع هذه العقوبة التي تنهي حياة اللاعب، وتم الاتفاق وقتها على أن يتم اتخاذ الخطوات المستقبلية لحماية اللاعب، من عدم تكرار مثل هذه الانفعالات مستقبلا، حيث يحضر اللاعب دورات خاصة في كيفية علاج حالات الغضب في وجود متخصصين في هذا المجال، لمنع اللاعب من تكرار هذه التصرفات التي تضر بمصلحته ومصلحة النادي أيضاً”. وقال المتحدث الرسمي لشركة الوصل لكرة القدم: “دون شك ستكون هناك أضرار كبيرة تقع على ماجد ناصر وأسرته أيضاً من جراء قرار الاعتزال، خاصة أن اللاعب يمارس لعبة كرة القدم باحترافية تامة وكاملة في الوقت نفسه، ومثل هذا القرار سوف يقضي بشكل أو بآخر على طموحات هذا الحارس الكبير، والذي ما زال قادرا من وجهة نظرنا في الوصل على العطاء للكرة الإماراتية على مدى 10 سنوات مقبلة”. وأضاف: “القائمون على اللعبة يقومون بإصدار القرارات دون النظر إلى خلفياتها، وفي عالم الاحتراف تكون العقوبات المالية هي الأساس، ولكن ما يحدث عندنا هو العكس، حيث يتم ذبح اللاعب، وبالتالي يتم وقوع الضرر الأكبر على النادي، وهناك الكثير من الأحوال الكروية المشابهة لحالة ماجد ناصر، وتم التعامل معها بشكل مختلف تماماً عما حدث في القرار المجحف الأخير والخاص بإيقافه 17 مباراة”. أما ياسين بن طلعة مدرب حراس المرمى في نادي الوصل فقال إن القرار خطير جداً، على مسيرة حراس المرمى بالإمارات، خاصة أن ماجد ما زال قادراً على العطاء لمدة 10 سنوات مقبلة، وبابتعاده عن حراسة المرمى تفقد الكرة الإماراتية عنصراً مهماً للغاية في حماية مرمى الوصل وفي الوقت نفسه المنتخب الوطني، وفي الوقت الحالي من المفترض أن يكون ماجد ناصر في أوج قمته ومع السنوات المقبلة سوف يزداد تألقاً في ظل الخبرات التي يكتسبها، ولكن الانطفاء المفاجئ بقرار الاعتزال ستكون له عواقبه الوخيمة بكل تأكيد.