الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إثيوبيا وإريتريا... توتر على الحدود

18 مارس 2012
شن الجيش الإثيوبي هجوماً على "معسكرات إرهابية" داخل إريتريا يوم الخميس الماضي في واحد من أخطر التطورات منذ نهاية الحرب بين الجارين قبل 12 عاما. وحسب "شيميليس كمال" المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، فقد استهدفت الغارة الصباحية مناطق، حيث "تقوم الحكومة الإريترية بتدريب وتسليح ونشر مجموعات إرهابية تخريبية تعتمد أسلوب الكر والفر". وقال "شيميليس" إن الهجوم، الذي وصفه باعتباره "إجراء عسكرياً متناسباً" على عمق 11 ميلاً عبر الحدود الشمالية الشرقية لإثيوبيا، جاء رداً على الدعم الذي تقدمه إريتريا لمجموعات قامت بأعمال فظيعة داخل إثيوبيا، مثل الهجوم الذي وقع في منطقة عفار في يناير الماضي، الذي أسفر عن مقتل خمسة سياح أوروبيين. غير أنه لا تتوافر حتى الآن أي معلومات بشأن نتيجة الضربة، أو الرد الإريتري من حكومته في أسمرا. وقال "شيميليس" أيضا إن الجيش الإريتري أضعف من أن يشن هجوماً مضاداً على إثيوبيا، محذراً من أن بلاده ستقوم بعمل مماثل إذا ما استمرت إريتريا في دعم المجموعات المخربة. غير أنه على الرغم من هذه الخطوة العدائية، أكد "شيميليس" في الوقت نفسه أن الحوار هو الوحيد الكفيل بحل الخلافات القائمة بين الجانبين، حيث قال في هذا السياق: "بينما تحتفظ إثيوبيا بحقها في اتخاذ تدابير انتقامية ضد هجمات إريتريا العنيفة، فإن الحكومة مازالت تؤكد أن النزاع بين البلدين لا يمكن أن يحل إلا عبر المفاوضات والحوار". والجدير بالذكر هنا أن وزير الخارجية الإثيوبي برهان جيبري كريستوس كان قد قال الشهر الماضي إنه "ليس من مصلحة إثيوبيا " العودة إلى الأعمال القتالية. غير أن الهجوم يبعث برسالة مختلفة، ويعتبر تتويجاً لموقف عدائي متزايد من إثيوبيا تجاه جارتها. ذلك أنه خلال العام الماضي، أعلنت إثيوبيا أنها ستقوم بدعم المتمردين الذين يسعون إلى إسقاط الحكومة في أسمرا. ومؤخراً، قامت أديس أبابا بممارسة ضغوط دبلوماسية على إريتريا، التي خاضت معها إثيوبيا حرباً دامت عامين من 1998 إلى 2000، وأسفرت عن مقتل 70 ألف شخص. والجدير بالذكر أيضاً أن إريتريا، التي يقودها أسياسي أفوركي منذ استقلالها عن إثيوبيا في 1993، توجد تحت عقوبات أممية منذ 2009، بسبب دعمها لمقاتلين صوماليين مثل تنظيم "الشباب" المرتبط بـ"القاعدة"، كما تتهم إثيوبيا جارتها إريتريا بدعم مجموعات مثل "جبهة تحرير أورومو"، التي تقاتل من أجل استقلال ذاتي لأكبر منطقة في إثيوبيا مساحة وسكانا. غير أن بعض المحللين يقولون إن العلاقات العدائية تعزى جزئياً إلى التنافس بين رئيسي الدولتين: أفورقي، ورئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي، اللذين قادا حركتي تمرد منفصلتين أسقطتا المجلس العسكري الماركسي الذي حكم إثيوبيا حتى عام 1991. وفي هذه الأثناء، تقول الحكومة في أسمرا إن إثيوبيا هي المعتدية، وإنها خدعت المجتمع الدولي ودفعته إلى معاملة إريتريا كدولة منبوذة دولياً. غير أن مجموعة تابعة للأمم المتحدة تراقب العقوبات قالت إن إريتريا كانت وراء مخطط فاشل لـ"جبهة تحرير أورومو" كان يهدف إلى تنفيذ تفجيرات في أديس أبابا خلال قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت في يناير 2010. وعلاوة على ذلك، فقد أصبح يُنظر إلى إساياس، الذي قاد كفاحاً من أجل الاستقلال دام أكثر من ثلاثة عقود، على أنه أخذ يتحول تدريجياً إلى حاكم سلطوي، وذلك بالنظر إلى أنه لا توجد صحافة حرة في البلاد، كما أن الحكومة لم تجر أي انتخابات عامة حتى الآن، وهو ما دفع منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية إلى وصفها بأنها "سجن كبير". وكانت إثيوبيا قد سعت العام الماضي إلى إقناع المجتمع الدولي بضرورة فرض عقوبات اقتصادية شديدة على إريتريا كانت ستصيب قطاعها المنجمي المزدهر بالشلل وكانت ستخفض عائداتها من ضريبة مهمة على التحويلات المالية. كما كان مسؤولون من أديس أبابا قد حذروا المجتمع الدولي مراراً وتكراراً من أنهم سيتعاملون بشكل أحادي مع التهديد الأريتري إن هو لم يحرك ساكناً. وضمن تعليقه على هذا الموضوع، يقول محلل الشؤون الإثيوبية جوار محمد إن "حجم وطبيعة" هذا الهجوم يجعلان من التصعيد أمراً وراداً، مضيفاً أن إريتريا قامت بمناورات عسكرية منذ أن اتهمتها إثيوبيا بقتل السياح، ربما استشرافاً لهجوم محتمل. وقال محمد في هذا الصدد: "من المرجح جداً أن ترد إريتريا بالمثل، حيث من الممكن أن تعرف لعبة شد الحبل هذه تصعيداً وتتطور إلى مواجهة حقيقية". غير أنه في الوقت الراهن، ستركز إريتريا ستركز على هجوم دبلوماسي في محاولة أخرى لإقناع العالم بأنها ضحية اعتداء إثيوبي، بينما تقوم بإطلاق أحد وكلائها لمهاجمة العدو، كما يقول مستشار للحكومة الإثيوبية. ويليام دايفسون - أديس أبابا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©