الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مهرجان أبوظبي »2011 يعالج آلام المرضى بمقطوعات موسيقية

«مهرجان أبوظبي »2011 يعالج آلام المرضى بمقطوعات موسيقية
22 مارس 2011 19:48
الموسيقى غذاء للروح وشفاء لآلام الناس، اتجاه اتخذه مهرجان أبوظبي 2011 في إطار برنامجه المجتمعي، ونجح فيه حين أقام حفلاً لصالح مرضى ومراجعي مستشفى المفرق أمس بالتعاون مع إدارة المستشفى، وفي خطوة جادة لاستكشاف دور الموسيقى في تحسين عملية العلاج والشفاء، حيث أقيمت خيمة كبيرة وحدت المرضى والمراجعين وبعض العاملين والأطفال في تجمعهم حول الموسيقى والاستماع إلى مقطوعات من عزف مجموعة فنية ترددت على أنغامها أغانٍ لأم كلثوم وفيروز ومحمد عبده، في حين استهل الحفل بعزف النشيد الوطني لفرقة الشرطة العسكرية. عن برنامج الفعالية وهدفها، تقول سلوى الحوسني، مديرة الإعلام والعلاقات العامة والتسويق بمستشفى المفرق، إن “الفعالية أقيمت بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في إطار مهرجان أبوظبي 2011”. وتضيف “هدفنا إدخال الفرحة والسعادة على قلوب المرضى، والتخفيف عنهم من خلال معزوفات راقية، واخترنا لتنفيذ ذلك آلات هادئة عميقة تخاطب الروح والوجدان، منها الربابة والناي والعود، وكان اختيارها مدروساً بشكل كبير، كما راعينا الدور العلاجي فيها وبث الراحة النفسية”، مشيرة إلى أن الفكرة جاءت هذه المرة مختلفة عن بقية الأنشطة المجتمعية التي يقوم بها المستشفى لصالح المرضى والمراجعين، وذلك بإقامة هذه الفعالية خارج أسوار المستشفى وفي الهواء الطلق، للاستماع للموسيقى في جو مختلف، لإخراج المرضى من الحالة النفسية التي يعانونها جراء المرض. وتوضح الحوسني أن برنامج الحفل شمل استضافة شخصية المهرج الذي يزور أطفال المستشفى ويخفف عنهم مرضهم ويوزع عليهم الهدايا. وتقول الحوسني إن المستشفى يقوم بتوعية المجتمع عن طريق شخصية “حبيب” التي انطلقت في المجتمع لأكثر من سنة. وتضيف “اخترنا اليوم القيام أيضا بتوعية مجتمعية عن غسل اليدين وآثاره على الصحة العامة، ولهذا الغرض يقوم “حبيب” بعرض بروشورات على الجمهور والمرضى تشمل على مجموعة من النصائح، منها أنه يجب غسل اليدين قبل وبعد تناول الطعام، وبعد العطس والسعال وتنظيف الأنف، وبعد استخدام الحمام وعند ملامسة الأشياء المتسخة، وبعد اللعب أو ملامسة الحيوانات، مشيرة إلى أن هذه الفعاليات يقوم بها المستشفى بالمراكز التجارية عن طريق جهاز يظهر مدى اتساخ اليدين قبل الغسل ونظافتها بعد الغسل. غذاء الروح عزف موهوبون وموسيقيون محترفون للمرضى، حيث تأتي هذه الزيارات نتيجة لبحوث علمية حول الطرق المتعددة التي تتفاعل فيها الموسيقى مع الجسم الإنساني وكيفية تأثيرها الإيجابي في عملية شفائه من الأمراض، وشاركت في إحياء الحفل بالإضافة إلى الفرقة الموسيقية العسكرية، ثلاث عازفات ينتمين لمجموعة فنية بدبي، عزفن بشكل ثنائي، حيث رافق الناي الربابة، وبعزف منفرد على العود. في هذا الصدد، تقول العازفة ليديا من بلغاريا، التي أمتعت الحضور بعزفها على الربابة وأبهرتهم بقيادتها بمهارة بأيديها وأرجلها في آن واحد، “بدأت عزف الموسيقى منذ 17 سنة، وبدأت بالعزف على البيانو، واستمتع كثيرا بعملي”. ويذكر أن ليديا وزميلتها مالينا عزفتا على الناي موسيقى عربية، من بينها “أمل حياتي” و”ألف ليلة وليلة” لأم كلثوم، ثم مقاطع من أغاني فيروز، إلى ذلك، تقول إن عزف مقطوعات عربية تدخل على نفسها السعادة والفرحة، فالموسيقى غذاء للروح، وتؤمن علاج الآلام وجروح المشاعر أيضا. أما عازفة الناي مالينا من كوبا، التي عزفت وتفاعلت مع آلاتها، فتقول عن مشاركتها في هذه الفعالية “درست الموسيقى وأستطيع عزف كل المقطوعات، كما أن الموسيقى لها لغة واحدة في العالم، أما عن مساهمتي فهي أقل ما يجب لإدخال السعادة على هؤلاء الناس”. أما عازفة العود نينا من لبنان التي عزفت وغنت وأطربت، فتقول “عشت أكثر من 26 سنة بالسويد وكانت الموسيقى هي مداوية روحي ومؤنستي في غربتي، عزفت أكثر من 40 دقيقة وأضفت مقطوعة لمحمد عبده خارج الأجندة لإفراح الناس كوني رأيت التفاعل الكبير مع الجمهور”. إراحة النفس في الجهة المقابلة كان هناك من ينصت، ويتكئ على ساعديه، أراد أن يخرج من عزلة غرفته بالمستشفى، حيث أصيب في حادث سيارة، وأجريت له ثلاث عمليات جراحية، وهو اليوم يتماثل للشفاء، وهو صالح مساعد 23 سنة الذي يقول “أصبت بكسور في الرقبة وفي الفخدين وأدخلت العناية المركزة لمدة 4 أيام”، ويشير إلى أنه أنه كان يقود السيارة بسرعة 140 كيلومتراً في الساعة، ولم يكن يضع حزام الأمان، موضحاً أنه يتابع العلاج الطبيعي في المستشفى، وهو يتماثل للشفاء. ويضيف “أسعدني هذا الحفل، فالموسيقى تريح النفس وتخفف الآلام”. وحضرت الفعالية الاجتماعية التي أقامها مهرجان أبوظبي 2011 ضمن برنامجه المجتمعي في مستشفى المفرق الأميرة إيرينا توزين فين من النمسا، التي عبرت في حديث لها إلى “الاتحاد” عن سعادتها بمشاركتها في مثل هذه الفعاليات المجتمعية التي تدخل السعادة على الناس، مشيرة إلى أن مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون استطاعت إخراج الموسيقى من القاعات إلى الجمهور، بل إلى المستشفيات. وتذكر أن أبوظبي في تغير مستمر، حيث زارتها أكثر من 6 مرات وفي كل مرة تجدها مختلفة. وتضيف أن “الموسيقى هي لغة العالم، وهذا ما اتضح من خلال اجتماع هذه الآلات، وهكذا تجسد شعار المهرجان، من أجل السلام والوئام الإنساني، وبالفعل فالموسيقى توحد العالم، وتضفي على النفوس الهدوء والراحة والسلام الداخلي”. أبوظبي رائدة الثقافة تقول الأميرة إيرينا إنها عضو مؤسس لمجموعة لذوى الاحتياجات الخاصة، وتعرف مسبقاً كيف تؤثر الموسيقى في المرضى، وتضيف “يجب المساهمة في مثل هذه الفعاليات الاجتماعية لأننا اليوم هنا أصحاء ولا نعرف ما يحمله لنا الغد”. وأظهرت الأميرة انبهارها بما وصلت إليه أبوظبي من وعي ثقافي، وتقول “هذا دليل على الدعم الكبير الذي يقدمه المسؤولون للمجالات الموسيقية والثقافية”، معتقدة أن أبوظبي نموذج للريادة في هذا الإطار، وتشير إلى أن بادرة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون تنبع من حرصها على نشر الموسيقي الراقية في المجتمع وتشيد بدورها الكبير في المجتمع، كما أبدت إعجابها ببرنامج مهرجان أبوظبي الذي يشمل الموسيقى والبرامج التعليمية والمجتمعية، ويتجاوز حدود القاعات ليبسط الفن بين أيادي الناس أينما كانوا ولو في المستشفيات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©