الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قمة «كيم- ترامب».. تعريف كوريا الشمالية لـ «نزع الأسلحة النووية»

12 ابريل 2018 01:27
يتأهب البيت الأبيض لقيام الرئيس دونالد ترامب بمناقشة قضية نزع الأسلحة النووية مع زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج اون» خلال القمة المنتظر عقدها بين الزعيمين الشهر المقبل. ولكن ما الذي يعنيه «نزع الأسلحة النووية»؟ حسناً، إن الأمر يعتمد على من الذي تسأله. بالنسب للبعض في واشنطن، هذا يعني «نزع الأسلحة النووية لشبه الجزيرة الكورية»، كما ذكر ترامب في تغريدة على «تويتر» في أواخر الشهر الماضي، ما يعني أن يقوم «كيم» بتسليم أسلحته النووية وأنظمته الصاروخية، ويسمح للمفتشين الدوليين بالتحقق من أن النظام يلتزم بكلمته. ولكن بالنسبة لبيونج يانج، فإنه يعني أمراً مختلفاً تماماً. إنه يعني اتخاذ خطوات متبادلة للتخلص من الأسلحة النووية، بما في ذلك مطالبة الولايات المتحدة بتفكيك المظلة النووية التي شيدتها فوق كوريا الجنوبية واليابان. وهذا هو الفرق في التعريف الذي يمكن أن يؤدي إلى إنهاء القمة حتى قبل أن تبدأ. يقول «فيبين نارانج»، خبير في مجال حظر الانتشار النووي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «إن الخطر يكمن في الدخول في مفاوضات بتوقعات غير واقعية بأن كيم سيسلم مفاتيح مملكته النووية. إنه لن يفعل ذلك». وعلى أقل تقدير، سيوافق «كيم» على التخلي عن أسلحته فقط إذا وافقت الولايات المتحدة على إنهاء تحالفها العسكري مع كوريا الجنوبية، والمطبق منذ الحرب الكورية 1950-53، بحسب ما قال «نارانج». وأضاف أن «كيم» ربما يصر أيضاً على إنهاء التزامها بـ«الردع الممتد» في كوريا الجنوبية واليابان – تهديدها بالرد النووي إذا تعرض حلفاؤها في آسيا للهجوم من قبل كوريا الشمالية. يذكر أن كوريا الشمالية ظلت لعقود تنظر إلى الوجود العسكري الأميركي في كوريا الجنوبية كجزء من «سياسة معادية» تهدف إلى انهيارها. وأبقت على ذكريات الحرب الكورية حية في ذهنها، عندما شنت الولايات المتحدة حملة قصف مدمرة سوّت معظم كوريا الشمالية بالأرض في إطار جهودها لمساعدة عائلة «كيم» للحفاظ على قبضتها الاستبدادية في الدولة. وأكد نارانج أن «أضمن وسيلة لإنهاء القمة بكارثة هي أن يكون لدى الرئيس ترامب اعتقاد خاطئ بأن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية يعني أن كيم جونج اون يسلم أسلحته النووية من جانب واحد». وفي الواقع، فقد ذكرت كوريا الشمالية هذا بشكل واضح في منتصف عام 2016، حيث وصفت إصرار واشنطن على أن تفكك برنامجها النووي أولاً بأنه «شرط مسبق سخيف» للدخول في مباحثات، وأدرجت بدلاً من ذلك خمسة شروط خاصة بها. ومن بين هذه أن بيونج يانج طالبت بأن تعلن الولايات المتحدة أنها لن تطلق أسلحة نووية أميركية من الأراضي الكورية الجنوبية. ولم تقل كوريا الشمالية شيئاً يشير إلى أنها تخلت عن مطالبها. ولكن بعض المحللين الكوريين الجنوبيين ينصحون الرئيس «مون جاي-ان»، قبل انعقاد قمته مع «كيم» في نهاية هذا الشهر، بأن يقول إن كيم يعلم أن الإصرار على مطالبه غير واقعي. وبدلاً من ذلك، فقد يطالب بتنازلات أخرى، ربما خفض الوجود العسكري الأميركي في شبه الجزيرة الكورية، وفقاً لما ذكره «كوه يو هوان»، أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة دونجكوك وأحد مستشاري «مون». يذكر أن عدد القوات الأميركية المتمركزة في كوريا الجنوبية حالياً يبلغ 28 ألف جندي. وعلاوة على ذلك، قامت الولايات المتحدة ببناء قاعدة ضخمة في جنوب العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول جزئياً للخروج من نطاق المدفعية التقليدية لكوريا الشمالية. وقد وافق «البنتاجون» على تأجيل تدريبات الربيع التي يجريها سنوياً مع الجيش الكوري الجنوبي حتى بعد انتهاء دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية. وبرغم ذلك، يبدو أن هذه التدريبات أكثر تواضعاً هذا العام. وتشمل هذه التدريبات الميدانية التي يطلق عليها «فول ايجل» هذا عام 11500 جندي أميركي مقابل 15 ألف جندي العام الماضي. كما استمرت التدريبات البرمائية «سانج يونج» لمدة أسبوع واحد هذا العام، مقابل أسبوعين في العام الماضي. ويبدو أن كل هذا يهدف إلى خلق البيئة المناسبة لعقد القمة بين الكوريتين في 27 أبريل الجاري في «قرية السلام» على الحدود بين الدولتين، وبعدها قمة كيم مع الرئيس ترامب في الشهر التالي. ويقول محللون: «إنه يبدو أن كثيرين في واشنطن لديهم افتراض آخر مضلل بشأن هذه المحادثات. فقد ذكر ترامب أن كيم أصبح فجأة مهتماً بالتحدث مع العالم الخارجي الذي يشن حملة لممارسة «أقصى الضغوط» على الزعيم الكوري الشمالي. وهو محق جزئياً على الأقل، بحسب ما يرى المحللون، بيد أن هذا ليس كل شيء. والجزء الآخر هو حقيقة أن «كيم»، 32 عاماً، والذي كان طوال السنوات الست الماضية يتحدى التوقعات، يشعر بثقة أكبر من أي وقت مضى. يبدو أن كيم أون يشعر بأنه آمن محلياً، وهو الآن لديه أسلحة نووية، لذا فهو يشعر أنه مخول لأن يعامل كزعيم عالمي»، كما ترى «كيم سيوك هيانج»، أستاذ الدراسات الكورية الشمالية بجامعة «ايهوا النسائية» في سيؤول، وواحدة من مستشاري الرئيس «مون» بشأن قمته مع الزعيم الكوري الشمالي. وأضافت أن «أون» أصبح مستعداً بعد أن اجتمع بالرئيس الصيني «شي جينبينج» في بكين. ولا شك، بحسب ما يرى محللون، في أن كيم يتحدث لأنه يشعر بالقلق من تأثير العقوبات المعوقة المفروضة على بلاده بقيادة الولايات المتحدة على الاقتصاد الكوري الشمالي. وذكر«ليم أول تشول»، من جامعة «كيونجنام» للدراسات الكورية الشمالية، أن «ممارسة أقصى الضغوط له تأثير»، مستخدماً عبارة ترامب المفضلة. ولكنه بالأحرى «الضغط الأمثل» أكثر منه «الضغط الأقصى». حسبما يقول «جون ديلوري» أستاذ العلاقات الدولية بجامعة يونسي في سيئول. وأضاف أن «الضغط حقيقي، بل وزاد، وأعتقد أنه أحبط طموحات كيم جونج اون»، في إشارة إلى سياسة «الضغط المتزامن»، التي يمارسها لتطوير البرنامج النووي والاقتصاد في الوقت نفسه. وأوضح «ديلوري» أن «كيم» نفذ الجزء الأول من خطته، وأنه يشعر بثقة بأن يمكنه الاستمرار في القيام بما يفعله. وفي الواقع، فقد أعلنت كوريا الشمالية في نهاية نوفمبر الماضي، وهي المرة الأخيرة التي اختبرت فيها صاروخاً، أنها قامت ببناء صاروخ باليستي جديد عابر للقارات محمل برؤوس حربية ثقيلة وكبيرة جداً، ما يشير إلى «استكمال تطوير نظام الأسلحة الصاروخي». وقال «ديلوري»: «ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون لديها الرغبة في إيجاد شعور بالثقة لدى «كيم» عند دخوله غمار هذه المحادثات، بدلاً من أي يشعر بالقلق، فالولايات المتحدة بقبولها الحوار معه وضعته في مكانة جيدة». *مديرة مكتب صحيفة واشنطن بوست في طوكيو ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©