عبدالله المهيري: أيام رمضان مفعمة بالجمال

أبوظبي (الاتحاد) لدى عبد الله المهيري - موظف في بلدية أبوظبي - تعلق كبير بشهر رمضان المبارك إذ إن حكايته معه بدأت منذ الطفولة، حيث نشأ في أسرة تمارس طقوساً خاصة خلال أيامه ولياليه وهو ما كون لديه ذاكرة كاملة، وأصبح مرتبطاً به بشكل كبير، فهو يحرص على الجلوس في باحة الدار ليرتل القرآن بصوت مسموع إذ اعتاد ذلك منذ سنوات طويلة، خصوصاً في الشهر المبارك، فضلاً عن أنه لا يتناول إلا الأطعمة الشعبية طوال شهر رمضان، ويكثر من أكل التمور الإماراتية، أما زيارته الأقارب فهي لا تنقطع، واستضافة أصدقائه الشباب في مجلس المنزل جزء لا يتجزأ من طقوسه الرمضانية، ومن ثم الجلوس مع كبار السن، وهو يذهب بنفسه ليقدم بعض الأطباق الرمضانية إلى الجيران تعبيراً عن المودة، وفي الوقت نفسه يحرص على ممارسة الرياضة. أجواء روحانية يقول عبد الله المهيري: نشأت في بيت يستقبل رمضان بشيء من المهابة والاهتمام الكبير، وفي هذه الأجواء تلونت طفولتي بحياة مفعمة بالجمال والإحساس الصادق بمكانة الشهر الكريم، فوجدت أن كل أسرتي تحرص على الإكثار من قراءة القرآن، واستضافة الفقراء، وإخراج وجبات يومية إلى بعض المساجد، كنت أذهب بنفسي لأضعها أمام ساحة أحد الجوامع، فضلاً عن الأجواء الروحانية التي تسيطر على كل الأسرة، وحالة الابتهاج العالية التي تشيع في البيت روح المحبة والصفاء، وتجدد العهد بين العبد وربه. أطباق شعبية ويشير إلى أن تبادل الأطباق بين الجيران فيه الكثير من مظاهر المودة والمحبة، ويساهم في إشاعة نوع من التكافل الإنساني، ومن بث رسالة إلى الجار، مفادها «بأنني لن أطعم طعاماً إلا وستشاركني فيه»، وهو ما يجعلني أحرص على حمل الأطباق الشعبية الإماراتية ومن الذهاب بها إلى بعض الجيران والأقارب الذين يقطنون بالقرب من منزلنا وهذه العادة مستمرة معي منذ سنوات، وهي من السمات التي تميز المجتمع الإماراتي الذي اعتاد مثل هذه المظاهر. صوت مسموع ويلفت المهيري إلى أنه اعتاد في الشهر الكريم تحديداً الجلوس في وسط الدار من أجل تلاوة القرآن الكريم بصوت مسموع، حيث يحرص على قراءته أكثر من مرة خلال رمضان، ويلفت إلى أن يشعر براحة نفسية كبيرة عندما يتلو بصوت عالٍ بعض الشيء، موضحاً أنه يسير وفق خطة وجدول زمني من أجل الوصول إلى أكبر عدد من القراءة، ويبين أنه يعيش حالة خاصة مع الأطعمة الشعبية في هذه الأيام المباركة، خصوصاً وأنه لا يتناول وقت الإفطار إلا القليل من الطعام، وبعد صلاة العشاء والتراويح يبدأ في إفطاره الحقيقي على حد قوله، ويشرب القهوة العربية المعتقة، ويأكل بعض حبات التمور. حكمة ويورد المهيري أنه على الرغم من أن وزنه مناسب جداً فإنه يمارس الرياضة المحببة له، ويكثر منها في رمضان إذ يمشي بعض الوقت، ويركض في أحايين أخرى، وهو ما يكسبه رشاقة من نوع خاص، مشيراً إلى أن ممارسة الرياضة في رمضان لها إحساس آخر، ويؤكد أنه لا يفرط في زيارة الأقارب، حيث تعلم قيمها الرشيدة في طفولته، ويكثر منها في رمضان، وفي الوقت نفسه يحب الجلوس مع أصدقائه الشباب في مجلس البيت الرمضاني مع الأصدقاء الشباب ومع كبار السن الذين يتعلم منهم حكمة السنين، ويستمتع بذكرياتهم الرمضانية العامرة بكل ألوان الحكايات الشعبية القديمة.