احتضنت دبي مؤخراً على مدار يومين المحفل السنوي الإعلامي على منصة «منتدى الإعلام العربي» في نسخته السابعة عشرة. تناولت أجندة المنتدى أبرز التحديات والتهديدات التي تُكابدها الصحافة الورقية التقليدية من جانب، والطموحات التي يتطلع إليها الإعلام الرقمي الذكي التفاعلي البصري من جانب آخر.
نال المنتدى نصيبه من الإبداع في الإخراج والمضمون، بدءاً من مواكبته لعصر السرعة، مروراً باقتصاره على الوقفات والومضات، وصولاً للرسائل العميقة المباشرة الملهمة للعقول والمحفزة لمزيد من التفكير من دون صندوق دونما إطنابٍ أو إسهاب، ولهذا تناول المنتدى أكثر من «25» جلسة نقاشية وحوارية مؤطرة بإطار زمني لم يتجاوز «20» دقيقة لكل جلسة نقاشية، و«30» دقيقة للمنصات الحوارية، مما نقل المشهد الإعلامي للمنتدى من التنظير الصرف إلى التركيز على جوهر القضايا ومحور الموضوعات، ومنح الفرصة ليبحر المشاركون بعد كل جلسة في عوالم التجارب والخبرات الشخصية من خلال اللقاءات الثنائية والوقفات المعرفية في فترات الاستراحة.
تميّز المنتدى بمحاكاته للثورات الذكية والمعلوماتية والإلكترونية، من حيث الإطار الزمني للجلسات، ومحتواها النوعيّ التخصصي العصري، لتحقيق الاستفادة القصوى مما طرحه المتحدثون المتميّزون من الدول العربية وخارجها، على منصّات التحولات الرقمية، ومختبرات الابتكارات الإعلامية المتنوعة، ليشكّل المنتدى بذلك عقداً متناسقاً على تنوع حبّاته واختلاف أشكاله تحت مظلّة واحدة عنوانها «تحولات إعلامية مؤثرة».
أكثر ما استوقفني أمام لوحة المنتدى مشهدان، أولهما تكرار كلمة «المحتوى» عشرات المرات من قبل المتحدثين والمشاركين على السواء ممن تشاركوا الرأي والفكرَ حول استشراف المستقبل الإعلامي، في ظل تطورات متلاحقة ومتسارعة الخطى في الفضاء الإعلامي الرقمي بكلّ أدواته ومنصاته، ليبقي الأهم دوماً هو المحتوى ثم المحتوى.
أما المشهد الثاني، فهو تلك السيمفونية الرائعة في حفل توزيع «جوائز الصحافة العربية»، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأشعاره الملهمة التي تغنى بها الفنان حسين الجسمي، ختامية تضع المنتدى أمام تحدّي تقديم المزيد من الإبداع والإبهار والابتكار في نسخته المقبلة.
عدد اليوم
