المنافسة في سوق السيارات تخفض الأسعار 10% خلال رمضان

خفضت شركات سيارات أسعارها بنسب تصل إلى نحو 10% في حملات العروض التي أطلقتها مع مطلع شهر رمضان، وسط مؤشرات على ارتفاع حدة المنافسة بين الشركات، وانتقالها من مجال المنافسة في تقديم الخدمة إلى المنافسة في التخفيضات المباشرة للأسعار وتكلفة التمويل، بحسب مسؤولين في شركات السيارات والبنوك في الدولة. ووفقا لتوقعات الوكلاء فإن النصف الثاني من شهر رمضان سيشهد انتعاشاً في الطلب على السيارات بعد أن سجلت تراجعا ملحوظا خلال شهر يوليو الماضي وأغسطس الجاري بسبب الاجازات الطويلة خلال الصيف الحالي. وقالت أنسو ماتيوز مديرة التسويق لسيارات بورش بأبوظبي إن الشركة بدأت بتقديم عروض باسعار خاصة وخصومات مجزية على عدة أنواع وموديلات تسوقها الشركة لكنها رفضت الافصاح عن نسب الخصم، مشيرة إلى أن هذا يعتمد على الموديل والاضافات وغيرها لكنها أكدت أن كافة موديلات 2009 تتمتع بخصم جيد. وأضافت أن الشركة نقدم إضافة لذلك خدمة مجانية لبعض الطرازات التي تسعى الشركة لتسويقها بشكل أكبر في السوق المحلية. من جانبه، قال مدير تسويق في إحدى وكالات السيارات اليابانية طلب عدم الكشف عن اسمه أن شركته خفضت الأسعار بنسبة تصل الى 10% في عروض شهر رمضان وأن معدلات الفوائد على التمويل تبلغ نحو 4.25% بالاتفاق مع بعض البنوك في أبوظبي لفترات تمويل تصل الى سبع سنوات. وبين أن الشركة بالاتفاق مع البنك الممول تمنح فرصة تأخير البدء في سداد الاقساط بعد أربعة أشهر، بالاضافة الى إعفاءات وتسهيلات عديدة وفي الوقت ذاته تبحث الشركة رفع فترة الكفالة لسياراتها من 3 سنوات الى 5 سنوات وأنها تفاوض مع الشركة المصنعة للتوصل الى اتفاق بهذا الموضوع. بدوره، قال كاظم حسن الغريري مدير المبيعات في شركة أبوظبي موتورز وكلاء سيارات «الرولز رويس» أن سوق السيارات الفارهة والفخمة لا يتأثر بعروض تخفيض الاسعار، إذ إن الفرق حتى لو بلغ 50 الف درهم لسيارة يبلغ سعرها 2 مليون درهم فهو لن يكون محفزا أو مؤثرا على المشتري. وأوضح أن هذا النوع من المشترين يهتم أساسا بخدمة ما بعد البيع وخدمة العميل موضحا أن الشركة تهتم جدا بهذا الامر، لكنه أشار الى أن مبيعات السيارات الفخمة والفارهة أيضا سجلت تراجعا ملحوظا خلال الصيف الحالي. وتوقع أن يشهد النصف الثاني من شهر رمضان انتعاشا في سوق السيارات، لافتا الى أنه في العامين الماضيين سجلت الشركة مبيعات قياسية بلغت نحو 16 سيارة شهريا خلال شهر رمضان 2007 وشهر رمضان 2008 ومثلت هذه المبيعات في حينه مستويات قياسية لسيارات الرولزرويس. وبين الغريري أن السنة الحالية مختلفة عن السنوات السابقة فموسم الاجازات الطويل لهذا العام أثر سلبا على السوق خاصة أن معظم العملاء أخذوا إجازاتهم كاملة، على عكس السنتين الماضيتين حيث كان غالبية العملاء لم يغادرون خلال الصيف ومن منهم اضطر للمغادرة فقد حاول اختصار إجازته الى الحد الادنى الممكن. ويقدر حجم سوق سيارات الصالون الجديدة في دولة الامارات خلال العام الحالي 2009 بنحو 184 الف سيارة يتوقع تسويقها حتى نهاية العام الحالي في اسواق الدولة، تبلغ قيمتها ما يقارب 14 مليار درهم، مقارنة مع 306 آلاف سيارة باعها وكلاء السيارات خلال عام 2008 بلغت قيمتها نحو 23 مليار درهم، بنسبة تراجع تقدر بنحو 40%، حسب مختصون في تجارة السيارات بالسوق المحلية. وقال فراس الماضي مدير المبيعات والتسويق في بنك أبوظبي الوطني لـ»الاتحاد» إن البنك بدأ تقديم عروض خلال الصيف الحالي اعتبارا من مطلع شهر يوليو الماضي وتمتد حتى نهاية سبتمبر وتتضمن تخفيضا في تكلفة التمويل تصل الى نحو 0.75 % مقارنة مع ما كانت عليه قبل بدء العرض. وأوضح الماضي أن البنك خفض أسعار الفائدة على تمويل السيارات الى مستوى يتراوح ما بين 4.5 % إلى 5.25% حاليا مقارنة مع مستوى بلغ نحو 5.75% إلى 6% قبل عدة أشهر. وأشار الى أن البنك قام بتمديد فترة التمويل الى 84 شهرا (سبع سنوات) لجميع أنواع السيارات، لكن الماضي أشار الى أن حجم الطلب على قروض السيارات تراجع بشكل ملموس خلال الشهرين الاخيرين بسبب الاجازات الطويلة. وفي الاطار ذاته، أكد الماضي أن الآثار التي ترتبت على الازمة المالية العالمية والتي كانت ظاهرة للعيان خلال الربع الأول من العام الحالي، قد انحسرت بشكل كبير حيث لم يعد هناك خشية لدى الموظفين من فقدان عملهم بل يلاحظ أن حالة من الشعور بالاستقرار لدى العملاء تشكل السمة الغالبة على تصرفاتهم وقراراتهم الاستهلاكية والاستثمارية. ووفقا لمسؤولي تسويق ومبيعات في شركات محلية كبرى فإن تراجع مستويات السيولة المتوفرة للتمويل وتشدد البنوك في منح تسهيلاتها للعملاء وارتفاع أسعار الفائدة التي زادت بنسبة تصل نحو 17.5% وارتفعت الى نحو 6.5% خلال الربع الأول من العام الحالي، تعتبر السبب الرئيسي في الهبوط الكبير لحجم المبيعات في سوق السيارات المحلي.