الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم الجميلة: الإسلام أنجع علاج للنفس

مريم الجميلة: الإسلام أنجع علاج للنفس
22 يونيو 2016 13:30
أحمد مراد (القاهرة) قبل اعتناقها للدين الإسلامي، كانت تعرف بـ «مارغريت ماركوس»، ولدت في الثالث والعشرين من مايو سنة 1934 في نيويورك، وقد نشأت في أسرة يهودية لأبوين يهوديين من أصول ألمانية، عاشا في الولايات المتحدة الأميركية. وفي أميركا التحقت الفتاة بالمدرسة اليهودية، وفيها أخبرها حاخام يدرّس في المدرسة بأن العرب واليهود هم أولاد نبي الله إبراهيم عليه السلام، لذا كانت تتمنى منذ صغرها زيارة فلسطين لرؤية أولاد عمها من العرب، وكانت تتألم مما يتعرض لها الفلسطينيون من مآس على أيدي أبناء دينها اليهود، وعندما وجدت أبويها يحتفلان بقرار تقسيم فلسطين سنة 1947، ويجمعان التبرعات لإقامة الكيان الصهيوني، ثم يحتفلان بانتصار اليهود على العرب في حرب 1948، كانت تناقش أبويها بقوة في إقامة دولة اليهود على أحزان العرب وآلامهم، ورفضت الاستسلام لما يحدث، وأخذت تجادلهما بقوة، بل وتطالبهما باحترام حقوق العرب. ودفعتها ظروف حرب 1948 وما أعقبها من أحداث إلى القراءة عن الإسلام، وأول ما قرأت ترجمة القرآن الكريم ثم عثرت في مكتبة نيويورك على كتاب «مشكاة المصابيح» مترجماً إلى الإنجليزية، وهو كتاب في الحديث النبوي الشريف، وكانت غير مقتنعة بعقيدتها التي نشأت عليها، فحاولت اكتشاف الحقيقة. واصلت مريم دراستها في جامعة نيويورك لكنها مرضت، وساءت حالتها الصحية فتغيبت عن الجامعة لمدة سنتين مما أدى لعدم تمكنها من إكمال دراستها، فساءت حالتها النفسية ودخلت المستشفى لتلقي العلاج، وفي هذه الفترة كانت الوساوس تراودها في مرضها من كل جانب حتى كادت تلحد، لكن استطاعت أن تتغلب على هذه الوساوس بمزيد من القراءة والاطلاع، وحين خرجت من المستشفى، بدأ اهتمامها يزداد بدراسة الإسلام، وتجلى ذلك في انخراطها في العديد من المنظمات الإسلامية، وتواصلت مع العديد من الشخصيات الإسلامية، وكانت دائمة الاهتمام بكل ما يحدث في البلاد الإسلامية. وفي 24 مايو سنة 1961، ذهبت إلى إمام مسجد بروكلين في نيويورك وهو داود فيصل، وأسلمت على يديه، وسمت نفسها «مريم الجميلة»، وتقول: لقد وضع الإسلام حلولا لكل مشكلاتي وتساؤلاتي الحائرة حول الموت والحياة، وأعتقد أن الإسلام هو السبيل الوحيد للصدق، وهو أنجع علاج للنفس الإنسانية». ومنذ بدأت أقرأ القرآن عرفت أن الدين ليس ضروريا للحياة فحسب، بل هو الحياة بعينها، وكنت كلما تعمقت في دراسته ازددت يقيناً أن الإسلام وحده هو الذي جعل من العرب أمة عظيمة متحضرة قد سادت العالم. وأشادت مريم بموقف الإسلام من المرأة وإنصافه لها، وقالت: على النساء المسلمات أن يعرفن نعمة الله عليهن بهذا الدين الذي جاءت أحكامه صائنة لحرماتهن، راعية لكرامتهن، محافظة على عفافهن وحياتهن من الانتهاك ومن ضياع الأسرة. وبعد إسلامها تعرضت مريم لمحنة كبيرة، حيث أخبرها والدها بأنهما سيتقاعدان قريبا، ويتركان شقتهما ذات الغرف الأربعة، حزمت حقائبها وتركت نيويورك سنة 1962، واتجهت إلى لاهور، وهناك تزوجت أحد أتباع الإمام المودودي، وكان متزوجاً، ورضيت بأن تكون الزوجة الثانية، وأنجبت له ولدين وبنتين. وفي باكستان عاشت مريم حياة إسلامية رائعة، وكان لها العديد من المجهودات الدعوية، وكانت مشرفة على حلقات علم نسائية في بيتها، وألفت العديد من الكتب في شتى فروع المعرفة الإسلامية، وبلغ عددها 25 مؤلفا أشهرها «الإسلام في مواجهة الغرب»، و«رحلتي من الكفر للإيمان»، و«الإسلام في النظرية والتطبيق»، و«الإسلام والتجدد»، وقد ترجمت مؤلفاتها لعدة لغات، وأفردت كتابا في مأساة الفلسطينيين. بعد حياة طويلة حافلة بالعلم والعطاء وخدمة الإسلام توفيت مريم في باكستان في الواحد والثلاثين من ديسمبر سنة 2012.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©