الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع القروض متناهية الصغر في البوسنة يواجه تداعيات الأزمة

قطاع القروض متناهية الصغر في البوسنة يواجه تداعيات الأزمة
24 أغسطس 2009 01:18
توقع عاملون في مجال القروض متناهية الصغر في البوسنة، أن يمنى القطاع بخسائر تصل إلى أربعة في المئة في النصف الأول من عام 2009، وذلك لأول مرة منذ تأسيسه بسبب التراجع الاقتصادي. وقال ميلان سيسيلي نائب مدير شركة صن رايز للقروض متناهية الصغر إن نسبة التعثر في السداد تضاعفت إلى 8 أو9 في المئة من جميع هذه القروض في نهاية 2008. وشهد قطاع القروض متناهية الصغر نمواً قوياً في البوسنة خلال السنوات الاخيرة وبلغ معدل النمو بين 40 و50 في المئة في بعض الشركات. وتفيد تقديرات صندوق النقد الدولي والبنك المركزي في البوسنة بانكماش اقتصاد البلاد بنسبة ثلاثة بالمئة هذا العام بعدما سجل نموا 5.5 في المئة في عام 2008 وستة بالمئة في 2007. وقال سيسيلي الذي تقدم شركته قروضا لشركات صغيرة «عملاؤنا غارقون في الديون واي خلل في السيولة في السوق يؤثر عليهم بشكل مباشر»، وأضاف «في السابق لم نشهد استغناءات جماعية أو فقرا مثلما هي الحال اليوم»، وستمنى صن رايز ومقرها سراييفو بخسائر هذا العام لأول مرة. ويعتمد قطاع القروض متناهية بشكل حصري على ضامني القروض، فنظراً لضعف الملكية الخاصة كان ضامنو القروض آلية الضمان الاساسية بعد الحرب، وتنهك القروض المتعثرة، التي ساهمت في إحياء البوسنة عقب أسوأ معارك تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ضامنيها فيما يواجهون هم شخصياً تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. ويقول مسؤولون إن حجم الدين الكلي في البوسنة منخفض نسبياً مقارنة بدول البلقان الأخرى، غير أن الخسائر التي تكبدها قطاع القروض متناهية الصغر نتيجة الأزمة المالية قد تنشر الفقر بين الطبقة المتوسطة والعاملة التي تعتمد إلى حد كبير على مثل هذه القروض. وفي الدول التي تأسست عقب انهيار يوغوسلافيا في التسعينات، ضمن أفراد قروض أصدقاء وأقارب دون إدراك أنه لم يعد اجراءً شكلياً كما كانت الحال في الحقبة الاشتراكية، وفي ذلك الحين كانت الوظائف مضمونة حتى التقاعد، وخفضت قيمة العملة المحلية الدينار بشكل متكرر مما جعل خدمة الدين أيسر. وقام قطاع القروض متناهية الصغر، الذي أسسه وموله البنك الدولي ومانحون دوليون آخرون عقب الحرب الأهلية في البوسنة بتمويل إحياء الأنشطة الصغيرة في البلد الذي مزقته الحرب. وساعدت مثل هذه القروض الصغيرة في توفير اكثر من مئة ألف فرصة عمل ومكنت كثيرين من القيام بأنشطة مثل متاجر البضائع التذكارية والمطاعم ووحدات لانتاج الاغذية ومزارع وورش لتصنيع الاخشاب، وكان تأثير التراجع الاقتصادي العالمي كبيرا علي هذه الانشطة الصغيرة. وتقول منيرة بابيتش وهي من عملاء صن رايز وهي تنتظر بفارغ الصبر الزبائن في متجرها للتذكارات في الحي التركي التاريخي في سراييفو «الوضع بالغ الصعوبة نشعر بتأثير الأزمة على زبائنا بكل تأكيد وينبغي ان نحاول البقاء». أما الما، وهي أم لطفلين ترعاهما بمفردها فهي مضطرة لأن تسدد قرضاً حصلت عليه زميلتها ضمنته في وقت سابق، وهي واحدة من نحو 100 الف بوسني يسددون قروضاً بدلاً من أصدقاء واقارب ضمنوهم لمساعدتهم على إعادة بناء حياتهم عقب حرب مدمرة من عام 1992 إلى 1995. وقالت الما (52 عاماً) التي تشعر بالخجل لدرجة تمنعها من ذكر اسم عائلتها «أسدد قرض زميلة سابقة تركت العمل ولم اعد حتى اراها»، وتضيف «هل من نهاية لهذا الكابوس ؟»، وقامت الما بتأجير شقتها للحصول على دخل إضافي لأن ثلثي راتبها البالغ 400 يورو (567 دولاراً) ينفق على تغطية القروض.
المصدر: سراييفو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©