الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دار المقامة» مأوى للمصطفين من المتقين

«دار المقامة» مأوى للمصطفين من المتقين
21 يونيو 2016 18:38
أحمد شعبان (القاهرة) من أسماء الجنة «دار المقامة» وورد في القرآن الكريم مرة واحدة دالا على دار النعيم في الآخرة، وسميت الجنة بدار مقامة لأن أهلها يقيمون فيها ولا يخرجون منها ولا يتحولون عنها. ويقول الدكتور محمد نبيل غنايم رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم بالقاهرة، ورد ذكر دار المقامة في قوله تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ)، «سورة فاطر: الآيتان 34 - 35»، قال المفسرون، «دار المقامة» يعني الإقامة الدائمة التي لا تحول عنها ولا انتقال منها، والمراد دار النعيم والخلود، وهي التي لا يصيبنا فيها عناء ومشقة ولا إعياء من التعب، وأقاموا فيها أبداً لا يموتون ولا يتحولون منها، ولا حزن في الجنة ولا هم ولا غم، ودار المقامة إشارة إلى زوال الدنيا فهي منزل ينزله المكلف فترة قصيرة من الزمن ثم يرتحل إلى الدار الخالدة الباقية السرمدية التي لا نهاية لها. والمقصود بقوله تعالى: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ...)، الخوف والحذر من هموم الدنيا والآخرة، وقوله تعالى: (لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) أي لا يمسنا فيها عناء ولا إعياء، والنصب واللغوب كل منهما يستعمل في التعب، وكأن المراد بنفيهما عنهم أنهم لا تعب على أبدانهم ولا أرواحهم، فقد كانوا يتعبون أنفسهم في العبادة في الدنيا، فسقط عنهم التكليف بدخولهم الجنة، وصاروا في راحة دائمة مستمرة، قال تعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)، «سورة الحافة: الآية 24»، يخبر أن مأوى هؤلاء المصطفين من عباده الذين أورثوا الكتاب المنزل من رب العالمين يوم القيامة، مأواهم جنات الإقامة، يدخلونها يوم معادهم وقدومهم على الله. وجاء في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه»، فجعلهم ثلاثة أفواج، منهم ظالم لنفسه، الذي يكشف ويمحص، ومنهم مقتصد، وهو الذي يحاسب حساباً يسيراً، ومنهم سابق بالخيرات، الذي يلج الجنة بغير حساب ولا عذاب، والذي أعطانا هذه المنزلة، وهذا المقام من فضله ورحمته، لم تكن أعمالنا تساوي ذلك، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لن يدخل أحد الجنة بعمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل». وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «ليس على أهل لا إله إلا اللّه وحشة في قبورهم ولا نشورهم، وكأني بأهل لا إله إلا اللّه ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد للّه الذي أذهب عنا الحزن»، قال ابن عباس: غفر لهم الكثير من السيئات، وشكر لهم اليسير من الحسنات، وعن عبدالله بن أبي أوفى قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا فهل في الجنة من نوم؟ قال: لا، إن النوم شريك الموت وليس في الجنة موت، قال: فما راحتهم؟ فأعظم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ليس فيها لغوب كل أمرهم راحة فنزل قوله تعالى: (لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©