الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخط بطل رئيسي والألوان خلفية ناطقة

الخط بطل رئيسي والألوان خلفية ناطقة
24 أغسطس 2009 01:20
ينتصر الفنان الخطاط حمادة الربع في أعماله التشكيلية للحرف العربي باعتباره أحد تجليات الفنون الإسلامية ويقدم في أعماله اسلوباً يجمع بين التعبيرية والرمزية مستخدماً تقنيات العصر ليقدم لوحات تشكيلية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تمتلئ بها لوحاته. والفنان حمادة الربع واحد من الخطاطين الذين يطبقون قواعد الخط العربي وأسسه في أعمالهم ولكنه يضيف خصائص تعبيرية ورمزية لتتحول لوحاته من عمل خطي إلى عمل تشكيلي ومزجه بين الخط والفن التشكيلي بأسلوب تعبيري ورمزي يوضح رؤيته لمعاني ومضامين الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. وقد بدأ حمادة الربع رحلته مع الفنون الإسلامية منذ ما يقرب من عشر سنوات بعد أن حصل على دبلوم الخط العربي ودبلوم التذهيب ودورات تدريبية متخصصة في الفنون التشكيلية واستخدامات الجرافيك. عناصر الطبيعة ويقول إن إعماله تحمل اسلوباً تعبيرياً ورمزياً مع الحفاظ على أسس وقواعد وجماليات الخط العربي والبطولة في أعماله للحرف العربي وتأتي الخلفيات والعناصر الأخرى في المقام الثاني وبهذا تخرج اللوحة بها جانب تعبيري يعتمد على عناصر الطبيعة. ويضيف بأنه ينفذ الآيات القرآنية بالألوان الاكريليك البيضاء مع استخدام ألوان الباستيل والألوان المائية على ورق كرتون في الخلفية ففي عمله الفني «قد أفلح المؤمنون» نرى حرف النون يحتضن صفات المؤمنين وتأتي نقطة حرف النون كالنور في الظلماء تعبيراً عن أن المؤمنين هم وحدهم الذين يحملون قلوباً نورانية، وتأتي الخلفية بهدوء وتردد دعاء الرسول في ليلة القدر «اللهم انك عفو كريم تحب العفو فأعف عني» لتحمل اللوحة معنى غير مباشر وهو الوصول لدرجة الإيمان بالإكثار من الدعاء. ويؤكد الربع انه استطاع أن يمزج بين الخط العربي والفن التشكيلي في أعماله حتى يحقق اختلافاً عن الأعمال الخطية السائدة ويتيح فرصة أكبر لتأمل العمل الفني بإظهار جمالياته الخارجية والداخلية على مستوى الخط والرسوم المصاحبة فبإمكان المتلقي ان يتأمل جماليات الخطوط العربية ومروءتها وتألقها في العمل الفني بجوار الرسوم التعبيرية. حيل فنية وأضاف أنه يبذل جهداً كبيراً في الخط حتى يخرج تكوين العمل متوازناً ثم يطعم هذا الخط بخلفيات مكملة سواء كانت رسوماً أو حروفاً وجملاً متناثرة في الخلفية ولها دلالات معينة كاللجوء الى الأدعية والأحاديث النبوية مع اللجوء إلى حيل فنية كالظل والنور واستخدام ألوان تدريجية هادئة حتى لا تبتعد عين المشاهد من الخط أو الآيات القرآنية. وأشار الى انه يخدم الخط العربي ويعطيه قيمته وجلاله لانه مرتبط بالقرآن الكريم ولهذا فهو دائم الالتزام بقواعد الخط وجماليات الحروف في أعماله ويحاول تقريب معنى الآية القرآنية للمشاهدين بتجويد الخط والحرص على تطعيم الأعمال بالأسلوب التعبيري والرمزي حتى لا تكون رسالة العمل مباشرة، وفي نفس الوقت تكون الأعمال جميلة ومبهرة. وقال إن ما يجعل المشاهدين يقبلون على الأعمال الإسلامية أنها تحتوي على قيم جمالية يراها المسلمون وغير المسلمين فقانون الجمال هو التقاء افراد على استحسان شيء واحد وهنا تظهر القيم الجمالية التي نحاول كفنانين إسلاميين تزيين الاعمال بها مثل جماليات الحروف والحس الفني الراقي والإبهار والتناغم والانسجام الموجود داخل العمل. إطار واقعي وأشار إلى أنه يحاول في أعماله ان يكون امتداداً للفنان المسلم الأول ولكن بشخصيته وتأثير الواقع عليه فهو يلتزم بقواعد الخط العربي ولكنه يضيف تجربته مع الحرص على التجديد داخل الأعمال والتنوع في الموضوعات التي يتناولها فهو يخرج عن القواعد المحددة التي سار عليها الفنان المسلم الأول ولكن في إطار واقعي يساهم في توصيل المعنى والرسالة للمشاهدين. وقال إنه لا يعتريه أي شك في أنه يمارس الدعوة الإسلامية ويساهم في توضيح صورة الإسلام من خلال الأعمال التي يقدمها والتي تؤكد عظمة الإسلام واحترامه للإنسان وحثه على التسامح والمحبة والجمال وهو يتوحد مع أعماله بحكم سلوكياته وارتباطه بالقرآن الكريم والحرص على إظهار معانيه للبشر كافة. ويؤكد أن كل فنان مسلم يدلي بدلوه في هذا الاطار وهي كلها محاولات لاستنهاض الفنون الإسلامية العظيمة واثبات انها قادرة على العطاء بشرط استيعابها وفهمها وفق مفهوم عصري يراعي الاختلافات حول دور هذه الفنون في المرحلة الحالية خاصة أن هذه الفنون تواجه منافسة شرسة من المدارس الحديثة وهناك تعمد لتجاهلها وإهمالها ولهذا فإننا في حاجة للوقوف ضد هذه الهجمات المغرضة. قيمة روحانية وأضاف انه يحاول منذ بدأ تجربته الفنية ان يقول كل ذلك في اعماله ويثبت لمن يهاجمون الفنون الإسلامية أنها فنون مبدعة وتحمل قيمة روحانية تتصل بالايمان والتقرب الى الله ولهذا فهو على قناعة بعدم اللجوء الى الشخوص في اعماله لأنها تبعده عن الرسالة التي يريد توصيلها وتفسد المعنى الإيماني والوجداني. وحول الألوان والخامات التي يستخدمها في أعماله قال إنها خامات وتقنيات معاصرة تضيف للعمل الفني وتتسم بالهدوء والرصانة حتى تخدم العمل ولا تسحب البساط من تحت المضمون الذي يريد توصيله.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©