الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي المطروشي: «الكتاتيب» كانت مؤسسات تربوية وتعليمية

علي المطروشي: «الكتاتيب» كانت مؤسسات تربوية وتعليمية
24 أغسطس 2009 01:22
علي بن محمد بن راشد المطروشي من مواليد إمارة عجمان، حصل على البكالوريوس في الآداب من قسم التاريخ عام 1989 من جامعة الامارات، وعمل في التدريس من الفترة 1989 وحتى 1993م، وتم اختياره بعد ذلك من قبل صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة عجمان، ليعمل مديراً لمتحف عجمان ولا يزال على رأس العمل حتى اليوم. من أهم الذكريات في حياته أنه ولد بعد سنوات طويلة من زواج والديه، حيث عانت الأم من حرمانها من الحصول على ولد، وكان الأب ينتظر تحقق الأمنية بفارغ الصبر، لذلك حظي في تربيته المبكرة بحرص شديد من والديه وصل لدرجة المبالغة، وهو كان لا يغيب عن نظر والدته أو والده للحظة، لذا يعتقد علي أنه حرم من أن يعيش طفولته بشكل طبيعي. تم إدخال علي إلى عدة مدارس للكتاتيب، ومنها مدرسة المطوعة شيخانة بنت راشد بن تريس القمزي، ولا يزال علي يتذكر أنه كان يجلس مع أقرانه تحت شجرة السدر الوارفة في عام 1969 ثم تم نقله إلى مدرسة المطوع بن حميد لتعليم الذكور فقط عام 1970، وهو في نفس الوقت إمام المسجد، ولا يزال يتذكر يوم أن تعرض للضرب نتيجة وشاية أحد الأطفال. أيضا درس علي المطروشي عند المطوعة مريم بنت جمعة بن عيادة، وعندما أنهي تلاوة القرآن كاملا، قام والده بعمل وليمة ويتذكر أنه كان في الصف الرابع الابتدائي، والسنة التي تلتها تم نقله إلى المعهد الديني، ولم يكن يجد من يساعده في فهم العلوم الشرعية، وحيث كانت ميوله أدبية، لذلك اتجه فيما بعد للآداب ودرس التاريخ. حتى عندما تزوج وأنجب كان لا يزال طالباً في المرحلة الجامعية. ذاكرة الطفولة يعود علي المطروشي بذاكرته للطفولة وحرص والدته، وربما كان ذلك سبباً في أنه كان يحب اللعب والحركة، وقد اصطحبته والدته في أحد الأعياد معها إلى الصلاة في مصلى العيد، لكنها لم تستطع أن تصلي لكثرة حركة ولدها، وكانت نتائج تلك الشقاوة أن المطروشي أراد أن يحصل على ثمار النبق من شجرة السدر، فرمى حجرا إلى أعلى الشجرة، وعاد الحجر ليصيب رأسه ويشجه. من شدة حب المطروشي للثقافة والبحوث كان يذهب يومياً من إمارة عجمان إلى إمارة دبي لينسخ كتابا للكاتب جورجي زيدان كان قد طبع عام 1908م، ولا توجد طريقة لنسخ الكتاب خشية أن يتلف لأن الورق كان قديما جداً، فكان يذهب يوميا لنسخ الكتاب يدويا بالكتابة، وقد نجح في نسخه ثم قام بطبع الكتاب ووزع منه نسخا على من يحبون هذا النوع من الكتب. حول نشأة الكتاتيب في عجمان قبل الاتحاد، وضع علي المطروشي كتاباً تم طبعه وتوزيعه عام 1997م، وهو يتذكر أن دور «المطوع» كان يتعدى تحفيظ القرآن وتعليم التلاوة، حيث كان دوره التربوي وتعليم الأخلاق الحميدة والخصال السلوكية الجيدة لا يقل أهمية عن دور الأسرة كي يتخرج الطالب على خلق، وقد استمر هذا النوع من المدارس التقليدية حتى منتصف عقد السبعينات من القرن العشرين، رغم دخول التعليم النظامي. «فالكتاتيب» كانت مؤسسات تربوية وتعليمية أدت دورها لسنوات طويلة، وأسهمت في تقديم أجيال عديدة خدمت المجتمع. وكان لهذا الاستمرار عدة عوامل، لكنها دخلت في طور الاضمحلال التدريجي مع اتساع نطاق التعليم النظامي والإقبال عليه، وكان منزل المطوع هو المدرسة، حيث كان يخصص جانبا منه للتعليم. في فترة الصيف حينما كان أهل المدن يغادرونها إلى المصايف الواقعة على أطرافها بين النخيل، أو يغادرها البعض للاصطياف في البلدان الزراعية القريبة والواحات، كان المطاوعة ينتقلون للاصطياف ويفتتحون مدارس مؤقتة لتعليم أبناء العائلات المصطافة، ويتذكر علي المطروشي أن الطفل إذا بلغ السادسة من عمره يدخله ولي أمره مدرسة المطوع بعد أن يشتري له «جزء عم» وتقوم الأم بخياطة «حفيظة» للجزء للحفاظ عليه من الغبار والقوارض، وتتم عملية الانضمام بشكل بسيط بعد دفع رسوم الدخلة، لافتا إلى أن عملية التعليم تقوم على تلقين الطفل الآيات ليتلوها بشكل صحيح.يتذكر علي المطروشي أن المطاوعة يعتمدون في دخلهم على ما يتم تحصيله من الطلاب، حيث يدفع ولي الأمر عن ابنه أو ابنته كل يوم خميس للمطوع مبلغاً زهيداً يعادل مصروف الولد اليومي وتسمى «خميسي أو خميسية»، كما أن هناك رسوما عينية عبارة عن نصف كيلو من الأرز أو التمر تسمى «الأكلة»، وكانت تدفع للمطوع إذا بلغ الطالب حفظ سور معينة من القرآن الكريم، وهي السور التي تشكل بداية جزء جديد من القرآن الكريم، وقد تنازل المطاوعة عن دفع الأكلة في فترة اضمحلال التعليم التقليدي واقتصروا على «الخميسية».
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©