الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبراهيم الذهلي: أطالب بنشر الثقافة السياحية بدءاً من المدارس

إبراهيم الذهلي: أطالب بنشر الثقافة السياحية بدءاً من المدارس
11 مايو 2010 20:53
“الله يوفقكم ويسدد خطاكم .. احنا نفرح لما نشوف شباب هالوطن يسعون لهذه الانجازات والنجاحات”. كلمات قليلة قالها له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله فكان لها كبير الأثر في نفسه، وأعانته كما يقول على التوغل بثقة في متاهات عمله والتميز فيه. هو الصحفي ابراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة “أسفار” الذي ينظر إليه من بين قلة من الأشخاص الذين يسيرون على نهج تخصصي يؤمنون به ويمنحونه جل اهتماماتهم، غير آبهين بالصعوبات التي تواجههم حتى وإن كانوا وحدهم في الميدان. ولولا جهوده الشخصية ما كان لمجلته التي تصدر شهريا منذ 10 أعوام والمتخصصة في الشأن السياحي أن تستمر وترقى. فهو ابن مهنته التي يعشق فيها السفر والتجوال ليس من باب الترفيه، لأنه مدرك تماما أن المسؤولية تكليف أكثر منها تشريف. وهو أينما حل تجده ممسكا بقلمه والكاميرا، حينا يدون ما يراه على مسودته الخاصة وحينا آخر يلتقط الصور بعدسته، ثم يمضي بمتابعة كل شاردة وواردة حتى صدور العدد. يقلب صفحات قديمة من مجلة “أسفار”، ويتحدث بفخر عن البدايات التي كانت أشبه بالحلم في ظل انعدام الصحافة السياحية وقتها. يقول: “لقد راهنت منذ البداية بأن أبوظبي ستكون لها مكانة سياحية في الريادة العربية والعالمية، وهي اليوم وبفضل القيادة الرشيدة للبلاد والخطط الحكيمة وصلت إلى أعلى مستويات السيادة في هذا المجال”. إذ تمتلك حاليا: أكبر المعارض الدولية وأكثرها استقطابا للعارضين العالميين، وطيران “الاتحاد” الذي نما بشكل فاق التوقعات، والمشاريع السياحية العملاقة في جزيرة السعديات والمتاحف الثقافية المحيطة، واستضافة البطولات العالمية مثل “الفورمولا 1” في جزيرة “ياس” وملاعب الجولف العالمية وسباقات الـ”رد بول”، وإقامة المنشآت الضخمة مثل “قصر الإمارات” و”قصر السراب” والمنتجعات الأخرى مثل “جبل الظنة”. ولا ننسى الدور المهم الذي تلعبه “هيئة أبوظبي للسياحة” و”هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” في تنظيم أهم المهرجانات التي تساهم في إنعاش الحركة السياحية في البلاد. حرفية ويستطرد الذهلي بحديثه لافتا إلى أن صدور “أسفار” جاء قبل 10 أعوام، كنوع من التنبؤ المبكر بتوجه البلاد نحو صناعة السياحة، وكان من الضروري أن يواكب هذا التوجه وجود إعلام سياحي متخصص يدخل بحرفية إلى مجال الضيافة ويقدم المعلومة والثقافة السياحية إلى القارئ. وأكثر من ذلك يحمل على عاتقه رسالة صناعة السياحة الإماراتية إلى القارئ (العربي والأجنبي) الذي تنقصه المعلومات الدقيقة في هذا المجال. ويطالب الذهلي بضرورة نشر الثقافة السياحية في مجتمع الإمارات، خصوصا أن هنالك الكثير من المشاريع التي يمكن الإقبال عليها وخوض غمارها مثل الإرشاد السياحي، ومجال الفنادق، وشركات السفر. “وهذا لا يتم إلا من خلال نشر التوعية في المدارس تجاه أهمية التخصصات السياحية وإدخالها من ضمن المناهج التربوية. فليس من المقبول أن يعمل في المجال السياحي داخل البلاد ما يزيد عن 100 ألف شخص، في حين أن عدد المواطنين بينهم متواضع جدا”. ويرى الذهلي أنه مع غياب الدعم المالي لمجلة “أسفار”، فإن سبب استمراريتها هو الإصرار الصادق منه على إثبات الذات والإقبال والمجازفة. “فأنا أسافر بنفسي حين تدعو الحاجة، وإنما ليس للاستجمام بل تراني أكتب وأصور وأطبع وأحمل المجلة وأوزعها بيدي في كل المعارض الدولية التي نشارك فيها”. وهو مع اعتزازه بالتطور المبهر الذي شهدته أبوظبي في إطلاق أهم الانجازات السياحية التي وصل صداها إلى بقاع مختلفة من العالم، لا يجد مبررا لعدم انتشار المجلات المتخصصة في هذا المجال إلا انعدام مفهوم الإعلام التخصصي. “ونحن ممن واجهوا صعوبات في البداية ولا نزال، والسبب عدم وجود القارئ الذي يهتم بالأمور السياحية. وهذا أمر مؤسف لأنه يعود بالخسائر على ابن البلد الذي لا يتوخى الدقة والاطلاع على موجبات السفر قبل حجز التذكرة واختيار الطيران والوجهة السياحية وما إلى هنالك”. ويشير في معرض حديثه إلى المواطن الأوروبي الذي يبحث في الانترنت ويتحرى عن المعلومات الضرورية التي تساعده على اختيار أفضل مواقع السفر بأقل كلفة ممكنة وأكبر قدر من الاستمتاع والترفيه. 83 بلدا يتمعن الذهلي في العدد الأول من “أسفار” ويعود بالذاكرة إلى الوراء قائلا: “عندما بدأنا في أكتوبر 2000 كنا أول مجلة متخصصة في السياحة والسفر في الدولة. ولم تكن هناك أي بوادر لمشاريع سياحية في العاصمة، لا فنادق، ولا طيران لأبوظبي، ولا معارض دولية. ومع ذلك كنت مؤمنا في الصميم أنني قادر على إنجاح مشروعي”. وهكذا لم يكن يأبه بالأقاويل التي راهنت طوال هذه السنوات على فشل المجلة أسوة بالكثير من الملاحق السياحية التي صدرت خلال هذه المدة وسرعان ما اندثرت. نتلفت إلى جدران مكتبه ونلقي نظرة على المنضدات فنجدها ملأى بالهدايا التذكارية والألعاب الصغيرة التي يهوى تجميعها من أسفاره. نسأله عن عدد البلدان التي زارها فيجيب سريعا كمن يتحدث عن أمر يحفظه عن ظهر قلب: “83 بلدا ومازال هناك الكثير على لائحة الانتظار”. وقبل أن نبادره القول بإنه شخص محظوظ ليحط في كل هذه البقاع من الأرض، يقول: “السفر جميل لكن ليست الأمور مخملية دائما كما يظن الكثيرون. فالرحلات الخارجية وإن كان يتخللها الترفيه والتثقيف وزيارة المتاحف والمعالم الطبيعية، غير أن الهدف الأساسي منها العمل وتقصي المعلومة وكتابة التقارير”. فصحيح أنه يسافر في درجة رجال الأعمال ويركب الطائرات الخاصة والسيارات الفخمة ويبحر بالسفن السياحية ويزور أرقى المطاعم، لكنه في الوقت نفسه يتعرض لألوان من المخاطر. “كان بينها إحدى الرحلات التي قمت بها إلى مناطق في جنوبي أفريقيا حيث ينتشر مرض الأيدز، وكذلك بعض رحلات السفاري التي واجهت فيها ظروفا صعبة”. 100 معرض “أسفار” الموجودة دائما في مختلف معارض السياحة والسفر داخل الدولة وخارجها، شاركت بشكل فاعل في أكثر من 100 معرض دولي بينها المعارض التي تقام في برلين وروسيا وفرنسا واسبانيا وشرقي آسيا. وهي أول مطبوعة سياحية تهتم بإصدار ملحق يومي من كافة المعارض التي تقام محليا بالتعاون مع “هيئة أبوظبي للسياحة”. وأكثر من ذلك، فإن المجلة توزع خلال المعارض التي تشارك بها في الخارج ومن ضمن جناح أبوظبي ملاحق باللغات الانجليزية والفرنسية والروسية والألمانية والاسبانية وحاليا باللغتين الصينية واليابانية. وكان الذهلي من أوائل المطالبين كإعلامي في هذا المجال، بوجود مظلة سياحية للإمارات في المعارض التي تقام خارج الدولة. “وأنا مسرور جدا بصدور المرسوم الذي يدعو إلى تولي المجلس الوطني للسياحة والآثار لهذه المهمة”. والمجلة موجودة حاليا على الانترنت عبر “اليوتيوب”، حيث تنشر نماذج من الموضوعات السياحية للمهتمين، تضم مواد بارزة تمت أرشفتها بشكل مهني. رؤية إنطلقت أسفار من الدولة إلى المجتمعات الخليجية والعربية والدولية، وكانت لها رؤيتها المبكرة في أن الإمارات تمتلك من المقومات السياحية ما يكفي لإقامة صناعة سياحة قوية ومتنوعة. وكانت المجلة أول من طالب وبإصرار في الكثير من أعدادها، بضرورة دعم وتفعيل هيئات السياحة المحلية لترعى النشاط السياحي وقطاعات السفر والفنادق والطيران. ولا تزال المجلة تسعى إلى المزيد من التقدم من خلال المشاريع الصحفية والإعلامية المختلفة التي تم دراستها، والعمل عليها لتليق بالاسم الكبير الذي حققته الدولة في المحافل السياحية الدولية. شهادات نالت “أسفار” الكثير من الجوائز والشهادات الإعلامية، بدأت بانتساب أسفار إلى المجلس السياحي العالمي كأول مجلة عربية متخصصة، لتصبح إحدى وسائل الاعلام السياحي الدولي المعتمدة لدى المجلس، كما تم اختيارها كواحدة من أفضل 10 وسائل إعلام سياحي في العالم، في التقويم الذي أجراه الدكتور بيتر شيلد رئيس شبكة التليفزيونات العالمية. وفازت المجلة بلقب الوسيلة الإعلامية السياحية العربية المفضلة لدى صناع السياحة والسفر المشاركين في معرض بورصة برلين 2007. وحل موقع المجلة على شبكة الإنترنت، من بين أفضل 10 مواقع إماراتية في استفتاء غرفة تجارة وصناعة أبوظبي. ونالت المجلة أكثر من 35 جائزة وشهادات تقدير من دول وهيئات سياحية محلية وعالمية، بينها شهادات تقدير من هيئات السياحة البريطانية والكورية والسنغافورية، ووزارات سياحية مثل الماليزية والمصرية، ومجموعة من شركات الطيران العربية والعالمية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©