السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

14 ولاية جزائرية تتنافس في ميدان المنسوجات التقليدية

14 ولاية جزائرية تتنافس في ميدان المنسوجات التقليدية
11 مايو 2010 21:03
احتضن «قصر الثقافة» بالجزائر العاصمة معرضاً للمنسوجات التقليدية المحلية، وهذا في إطار «شهر التراث» الذي تحتفل به في الفترة من 18 أبريل إلى 18 مايو من كل سنة. وتميز المعرض بمشاركة عارضين من 14 ولاية قدموا نماذج لأرقى المنتجات النسيجية التقليدية، باعتبارها عنصرا ثقافيا أساسياً في إبراز الهوية والشخصية الجزائرية. تنافس العارضون المشاركون في فعاليات «شهر التراث»، في تقديم أجود منتجاتهم النسيجية وعرضها في أبهى حلة لجذب الزوار، وإبراز خصوصياتها التي لا توجد في مناطق أخرى؛ ففي جناح ولاية المسيلة، شرق الجزائر عرضت جمعية «آفاق لترقية المرأة الريفية» مجموعة من منسوجاتها، يتقدمها «البرنوس» و»القندورة البوسعادية» و»القشابية» وهي ملابس رجالية شهيرة بالمنطقة، منسوجة من الصوف. كما تمَّ عرض منتجات أخرى ومنها «الحنبل» وهو يشبه الزربية (السجادة) من حيث الزخرفة وجمال الألوان وتنوعها، لكنه يُستعمل كغطاء للعائلات في فصل الشتاء، كما أن له استعمالات أخرى ومنها تغطية الميِّت استعداداً لدفنه وكذا اتخاذه ستاراً يفصل بين الرجال والنساء في الأعراس، حسب رئيسة الجمعية فاطمة أويس. زخارف جميلة من جانبها، قدمت تواتي كلثوم من ولاية باتنة (470 كم شرق الجزائر) تشكيلة ثرية من المنسوجات المصنوعة بالمنسج التقليدي ومنها الزرابي مختلفة الأشكال والأحجام، والملابس الصوفية، من بينها «زربية زاهية الألوان» قالت إن عمرها يصل إلى قرنين من الزمن، رغم أن حالتها جيدة، وتحدثت، كلثوم عن سجادة أخرى فاخرة تسمى محلياً «الزربية النموشية» نسبة على قبيلة «النمامشة» الأوراسية الأمازيغية، مؤكدة أنها شاركت في معرض بكندا للمنسوجات التقليدية وحصلت على المرتبة الثانية عالمياً. وبدت سجاجيد قبيلة «النمامشة» براقة ساطعة الألوان وثرية بالزخارف والرسوم التزيينية المتنوعة من مربعات ومكعبات وأشكال أخرى متنوعة، مع تطعيم إحداها برسوم متطابقة لإنسان، علماً أن صاحبتها أنتجتها على مغزل يدوي، وهو ما يؤكد حرص سكان المنطقة على جودة منتجاتهم التي ورثوها أباً عن جد ولا تزال تُستعمل بشكل كبير في الأرياف على الرغم من غزو العصرنة لها، وتتنوع استعمالاتها هي الأخرى، فنجد الأفرشة والأغطية وحتى سجاجيد الزينة والديكور التي تعلق على الجدران، سواءً بشكل مباشر أو في إطار زجاجي، لتنافس بذلك اللوحات التشكيلية. وعند جناح «منطقة القبائل» الأمازيغية عرضت حلاف طاوس وشافع فروجة مجموعة من المنتجات النسيجية التقليدية المعبِّرة عن هوية المنطقة وخصوصياتها، ومنها تشكيلة من الزرابي الفاخرة وأغطية للفراش مصنوعة بالصوف. وتؤكد طاوس أن أكثر ما يعيق إنتاجها هو عدم توفر الصوف بالمنطقة واقتنائه من المناطق المجاورة ما يجعل تكلفة منتجاتها ترتفع والإقبال عليها يتناقص، إلا أنها سجلت اهتمام السياح الأجانب بها وبخاصة في السنتين الأخيرتين حيث اقتنوا منتجات نسيجية عديدة من المنطقة. غطاء «بورابح» كانت أجنحة منطقة الغرب الجزائري هي الأخرى ثرية بمنسوجاتها التقليدية التي تحمل خصوصيتها، وفي جناح ولاية «معسكر» عرض «بورابح» وهو غطاء صوفي شهير بالولاية والغرب الجزائري، وخلافاً للمنتجات الأخرى التي تنتجها النساء بمناسج يدوية، فالرجال هم الذين ينتجون «البورابح» ويتميز بكثرة الصوف المصنوع فيه ما يعطي إحساسا كبيرا بالدفء أثناء استعماله كغطاء في فصل الشتاء. وإلى جانبه، تمَّ عرض تشكيلة من «البرانيس» وأشهرها «البرنوس الزغداني» وهو شديد السواد، وعنه قالت فاطمة مغربي رئيسة جمعية «تواصل» إن الأمير عبدالقادر الجزائري مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة والذي قاوم الفرنسيين 17 عاماً كان يرتدي هذا النوع من «البرانيس». أما جناح ولاية «النعامة» (جنوب غرب الجزائر) فعرض مجموعة من السجاجيد زاهية الألوان أشهرها «الزربية الحميانية» المزينة بزخارف بديعة، ووسائد صوفية وثيرة، وأكدت المشرفة على الجناح عيساوي نجمة أن إنتاج المنسوجات الصوفية غزير بالمنطقة بسبب وفرة إنتاج الصوف بها باعتبارها الولاية الثانية في الجزائر من حيث تربية المواشي، ولذلك تنتج الزرابي والخيم للبدو الرحل وكذا «خيمة الفليج» التي يقبل الأجانب على اقتنائها. بينما قدَّمت بوشناق عائشة من ولاية «الأغواط» تشكيلة لا تقل ثراءً وجمالاً وتنوعاً من الزرابي والأفرشة والأغطية الصوفية المحلية. شهرة واسعة وفي جناح ولاية «غرداية» جنوب غرب الجزائر، وهي منطقة أمازيغية أخرى شهيرة بسجادها الفاخر، بديع الصنع، الذي يحظى بشهرة كبيرة في الجزائر والخارج، إلى ذلك، أكد صاحب الجناح بوال بشير أنه شارك في معارض بفرنسا وبلجيكا برفقة عارضين آخرين من المنطقة ونالت منتجاتُهم إقبالا كبيرا لدى الأجانب بفضل جودتها وزخرفتها العالية، متمنيا تنظيم معارض مماثلة في البلدان الخليجية والعربية للمشاركة فيها. وبين بشير أن نسج الزربية الواحدة قد يستغرق ثلاثة أشهر، وعادة ما يستعين الحرفيون بالنساء الماكثات بالبيوت وبخاصة الأرامل لإنتاج الزرابي، وبذلك يكثر الإنتاج وتحفظ كرامة نساء المنطقة اللواتي لا يخرجن من البيوت. وينتظر العارضون دعم السلطات بالمساعدات والقروض المالية لتطوير إنتاجهم والمحافظة على هذا الإنتاج التراثي العريق التي باتت المنسوجات العصرية تهدد بقاءها بمنافسة غير متكافئة، فضلاً عن مطالبتهم بالمشاركة في معارض بالخارج للتعريف بالمنتجات النسيجية التقليدية الجزائرية ذات التاريخ العريق.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©