المسجد بيت كل تقي

في كل رمضان نرى مظهرا يأسر القلوب ويريح الفؤاد نرى المساجد قد عجت بالمصلين والتالين لكتاب الله فما أجمل ذلك المنظر العظيم أن ترى في جنبات المسجد الكبير والصغير والغني والفقير الكل يلتمس من الله عفوا ورحمة فمن تال لكتاب الله يختمه المرة والمرتين والثلاث وآخر قانت لله قد رفع يده مبتهلا وداعيا وسائلا الرحمة والقبول وآخرين قد اجتمعوا خلف إمامهم يصلون لله صلاة التراويح والقيام. وذلك أن المساجد بيوت الله جل وعلا، هي خير بقاع الأرض، وأحب البلاد إلى الله تعالى، تعلقت بها قلوب العابدين، وفي شهر الصيام يزداد ذلك التعلق حيث الإقبال على الله تعالى من قيام الليل وتلاوة القرآن وذكر الله تعلقت قلوبهم ببيوت الله حيث الأنس والراحة والسكينة والطمأنينة: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ « النور:36-38. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحملتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ). ونحن ولله الحمد في دولة أولت بيوت الله عناية فائقة من بناء وتشييد وفرش وتنظيف وتطييب. ونرى تلك الحملات والمشاريع التي تطلقها الهيئة العامة للشؤون الاسلامية والأوقاف بين الفينة والأخرى للعناية ببيوت الله من خلال عدة جوانب: الجانب الأول: العناية بعمارة بيوت الله معنويا قال الله تعالى (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) وقال تعالى ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وذلك بالالتزام بآداب المسجد من المشي إليها بسكينة ووقار والدخول بالأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعدم البيع والشراء فيها وعدم رفع الصوت وخاصة ما يفعله بعض المصلين هداهم الله من ترك هواتفهم المحمولة مفتوحة ولا يخفى عليكم ما يحدث بعد ذلك فأين نحن من توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم من عدم رفع الصوت بالقرآن على وجه يشوش على الآخرين فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن المصلي يناجي ربه ، فلينظر بم يناجيه ، ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن ). الجانب الثاني: عمارة المساجد حسيا: وذلك من خلال تشييدها وبنائها وتنظيفها وتطييبها. فلنحرص على رعايتها والعناية بها حبا وتعظيما وتشريفا لبيوت عظمها الله وشرفها ولنساهم في تلك الحملات والمشاريع التي تطلقها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف لنزرع في دنيانا ونحصد في أخرانا ثمرا يانعا في جنة عرضها السماوات والأرض والله لا يضيع أجر المحسنين. طالب الشحي مدير إدارة الوعظ بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف