الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«حق الليلة».. احتفالات تستعيد ذكريات الطفولة

«حق الليلة».. احتفالات تستعيد ذكريات الطفولة
10 مايو 2017 09:17
هناء الحمادي (أبوظبي) «عطونا الله يعطيكم بيت مكة يوديكم» أهازيج شعبية يرددها الأطفال في الرابع عشر من شعبان من كل عام، احتفالا بمناسبة تراثية «حق الليلة» التي تقاوم الحداثة في صورة زاهية وتؤكد انصهار الماضي بالحاضر في دولة مازالت تحافظ على تراثها، ليس فقط الصغار من ينتظرون منتصف شهر شعبان لإعادة إحياء عادة قديمة متوارثة، بل الكبار أيضا ينتظرون الوقت ذاته، فللمناسبة ذكرى في نفوس أهل الإمارات، تعود بهم إلى أيام الطفولة لتحكي تراثاً قديماً دأبوا على الحفاظ عليه كما هو دأبهم في الحفاظ على الموروثات. الاحتفال بـ«حق الليلة» يظل الاحتفال بهذه المناسبة من أهم العادات الشعبية في الإمارات حيث يتداعى الماضي بصورته القريبة والبعيدة، ويبقى الاحتفال بـ«حق الليلة»، كما هو عبر الأجيال، حيث يرى الكبار أنفسهم وطفولتهم مع كل ترديد وهم يسمعون الأطفال يرددون فرحين الأهازيج الخاصة بحق الليلة (يا الله انسير حق الله جدام بيت عبدالله.. يا الله انسير حق الليلة الليلة، أحلى ليلة )، وعندما يصلون إلى باب المنزل المنشود يقومون بطرق الباب قائلين: (أعطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم أعطونا من مال الله، سلم لكم عبدالله)، فإذا قـدم أصحاب المنزل لهم وقدموا لهم الحلويات، فإنهم يقولون: (سلم ولدهم يا الله وتخليه لامه يا الله جـدام بيتكم وادي والخير كله ينـادي)، أما إذا أقفل الباب في وجوههم، ولم يحصلوا على الحلويات، فإنهم يرددون بغضب: (جـدام بيتكم طاسـه ووجوهكم محتاسـه). موروث شعبي في هذا الصدد، تقول بدرية الشامسي، دكتوراه في العلوم التراثية وعضو هيئة التدريس في كليات التقنية العليا، إن الاحتفال بهذه المناسبة التراثية التي يفوح منها عبق الماضي تعتبر عادة مرتبطة بذاكرة الأرض والأجداد وتاريخ الوطن، فالجميع يشارك الصغار «حق الليلة». تتابع الشامسي «حق الليلة موروث شعبي لا يقتصر على الإمارات بل يتعداه إلى إرجاء الجزيرة العربية، مبينة أن إحياء هذه الليلة وتسميتها يختلفان من قرية ومدينة إلى أخرى. وأضافت أنه في الإمارات تسمى بـ«حق الليلة»، بينما تسمى «قرنقعوه» في قطر، و«القرقيعان» في الكويت والسعودية، و«القرنقشوه» في سلطنة عمان و«القرقاعون» في البحرين. مبينة أنه مهما اختلقت التسميات لهذا الاحتفال إلا أن الطريقة والفرحة واحدة وهي عادة تبدأ غالبا بعد صلاة العصر ليجتمع الأطفال في جماعات تطوف على البيوت لجمع مكسرات الشاكليت والبرميت والمكسرات وحلويات أول. وتضيف الشامسي «يخرج الأطفال في يوم حق الليلة مرتدين الملابس التقليدية ذات الطابع الخليجي الخاص، حيث يرتدي الأولاد «الكندورة البيضاء»، ويعتمرون فوق رؤوسهم بـ«القحفية». أما الفتيات فيرتدين «الثوب الزري»، وهو ثوب يشع بالألوان ومطرز بخيوط ذهبية، كذلك يرتدين الملابس التراثية الحديثة إلى جانب بعض الحلي التقليدية. فرحة تراثية وتقول شيخة النعيمي باحثة ومنسقة التراث، عن التفسيرات المتعلقة بهذا الاحتفال الشعبي إن ليلة النصف من شعبان، تمثل فرحة تراثية موروثة عن الأجداد تحولت إلى احتفال سنوي يستعد فيه الصغار بارتداء الملابس التراثية المتعلقة بهذه المناسبة، حاملين معهم «الخريطة» التي تكون عادة بيضاء للأولاد وملونة للبنات، يطوفون بها الفريج والشوارع داخل الأحياء ويطرقون أبواب المنازل مرددين الأناشيد والأهازيج الشعبية التي تختلف من منطقة لأخرى. حلويات وحول حلويات حق الليلة تذكر النعيمي، أنه في الماضي كانت عبارة عن مكسرات مختلفة الطعم واللون، وغالبا ما يضم «الجفير» وهي السلة التي توضع فيها الحلويات على «البيذام» وهو اللوز بأنواعه المقشر والخفيف والجاف وذو القشر، و«البرميت» وهي الحلويات الشفافة التي تأتي من الخارج مغلفة بورق السولوفان بأنواع وأحجام مختلفة، و«الشاكليت» وهي مصنوعة من الحليب أو الكراميل أو الشيكولاتة، و«النخي» وهو حبات الحمص، و«اليوز» وهو الجوز أو عين الجمل، كذلك «الفاصوليا الخضراء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©