الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«برقع الحياء».. شهيد «الجرأة»!

11 مايو 2010 21:17
فنانة تخرج علينا في برنامج أو عبر صحيفة، وتحاول أن تقنعنا بأن مشاهد العري بـ “المايوه” في أحد أعمالها ليست إغراءً ولكنها “جرأة”.. وتلك تؤكد أن ارتداءها ملابس مثيرة تكشف أكثر مما تستر، ليس القصد منها العري وإثارة الغرائز، ولكنها “جرأة” أيضاً.. وثالثة تظهر في أحد أفلامها وتظهر في مشاهد خادشة للحياء من قبلات وأحضان وخلافه، وتحاول إقناعنا بأن هذه المشاهد ضرورة تتطلبها مجريات الأحداث، وأنها كذلك لا تخرج عن دائرة الجرأة.. ورابعة تظهر على شاشة التلفزيون - الذي يدخل كل بيت عربي - في عمل درامي، ونراها ترقص وتتمايل في “غنج” ودلال، وتخرج علينا أيضاً وتحاول إقناعنا بأن هذا المشهد الراقص لن يكتمل المسلسل بدونه.. وخامسة تصحو من نومها في أحد المشاهد وهي تضع مكياجاً صارخاً وكاملاً، وكأنها تختلف عن كل نساء الدنيا في صحوها ونومها، ولا مانع في أن ترصدها الكاميرا وهي في ملابس نوم شفافة، لزوم “جر رجل” المشاهد، ليتصفح جسد الفنانة. كل هذا نراه على شاشة السينما أو التلفزيون، وكلما نواجه أو نتهم إحداهن بأنها فنانة إغراء، ترد و”البراءة في عينيها” وتقول: لست فنانة إغراء، ولكنها “جرأة” يتطلبها الدور وتفرضها الأحداث، وتنفي تماماً أن ظهورها شبه عارية أو ارتماءها في أحضان البطل، أو استلقاءها على الشاطئ بملابس البحر هو إثارة للغرائز أو تحريضاً للرذيلة “لا سمح الله”..! وبذلك، تعتقد هذه الفنانة أو تلك أنها نفت عن نفسها تهمة العري والإغراء، بالتلاعب بالألفاظ والتمسح في فراء “الجرأة”، متناسية أن المشاهد يراها على الشاشة في أوضاع مثيرة، ولديه القدرة على أن يفرق بين العري والإثارة، وبين الجرأة، وبين من تتعمد إثارة لعابه، وبين “الوقاحة” أيضاً.. من هُنا تحاول كل فنانة أن تضع كلمة “جرأة” كستار يحميها من الهجوم عليها، وأن تمنح نفسها مبرراً وهِناً، لتقدم ما تشاء من مشاهد ساخنة وملتهبة وتلقي بها في خانة “الجرأة”، ولا أدري أي جرأة هذه التي تأخذنا إلى مشاهد تخدش الحياء، وتصل إلى درجة “الفعل الفاضح” على الشاشة؟! واللافت للنظر أن أي عمل سينمائي أو درامي عربي، أصبح لا يخلو من مشاهد العري، خاصة الأعمال السينمائية الأخيرة، التي تفيض بالإثارة لفنانات خلعن “برقع الحياء”، ومخرجين يصرون على وضع كاميراتهم داخل غرف النوم أكبر مدة ممكنة، لجذب جمهور المراهقين إلى دور السينما لحصد أكبر نسبة من الأرباح، وبالأخير نسمع منهم جملاً براقة لا تخلو من السموم، من قبيل الجرأة في الطرح، أو كشف المستور في قاع المجتمع، أو رصد أمراض الواقع - وكأن واقعنا بات عارياً - ولا يجب أن ندفن رؤوسنا في الرمال، وغير ذلك من العبارات “المنمقة”، التي يتشدقون بها لتبرير جرائمهم الأخلاقية التي يرتكبونها باسم الفن..! soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©