الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بعد مذبحة الديوك محاكمة دومينيك!

بعد مذبحة الديوك محاكمة دومينيك!
25 يونيو 2008 22:46
ما زالت ردود أفعال الخروج المخزي لفرنسا من الدور الأول لبطولة يورو 2008 تتوالى في الصحافة الفرنسية، وأجرت مجلة ''فرانس فوتبول'' تحقيقاً موسعاً على صفحاتها لما حدث للديوك وطرحت على غلافها ثلاثة أسئلة هي: لماذا فشل منتخب فرنسا ومديره الفني ريمون دومينيك؟ ولماذا ينبغي أن يرحل دومينيك؟ ومن المدرب المناسب والقادر على قيادة المنتخب الفرنسي مستقبلاً وحتى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا؟ ولم تكتف المجلة بذلك بل نشرت على غلافها صورة لدومينيك من ظهره وعليها عنوان كبير يقول: ''دومينيك·· كفاية كده''! ورداً على سؤال لماذا فشل دومينيك؟ قالت المجلة: هناك خمسة أسباب للفشل الذريع الذي مني به المدير الفني الفرنسي أولها، ثقته العمياء في بعض الكوادر القديمة والحرس القديم، فالقدامى الذين انقذوا الديوك من الإفلاس في مونديال ألمانيا 2006 عندما قادوا المنتخب الى المباراة النهائية، اخفقوا هذه المرة في تكرار الانجاز بل وقادوا المنتخب نحو الانهيار· وأضافت المجلة قائلة: وهذه المرة لم يعد هناك زين الدين زيدان والذين بقوا من الجيل القديم زادت أعمارهم سنتين· واستطردت المجلة تقول: أمام هذا الحرس القديم كان دومينيك ضعيفاً في شخصيته قبل وخلال يورو ·2008 كما انه لم يستطع أن يكون حاسماً ولم يعر اهتماماً للحالة البدنية للاعبيه تورام وسانيول وأبيدال وعدم لعبهم بانتظام مع أنديتهم وخروج بعضهم من اصابات· كما كان حريصاً على ان يصطحب معه الى سويسرا لاعباً مصاباً دون مبرر واضح وهو باتريك فييرا، فضلاً عن غياب مدافع قوي بحجم اللاعب فيليب ميكس كان أمراً قاسياً· فجوة بين الأجيال والسبب الثاني للفشل في نظر المجلة هو أن دومينيك لم يخلق نوعاً من تواصل الأجيال وكان مشوشاً في اختياراته للاعبيه في المباريات الودية التي سبقت البطولة حيث كان يقوم بتجميع أكثر من أربعين لاعباً ويقسمهم الى فريقين ''أ'' و''ب'' وهذا أفقده القدرة على تكوين مجموعة حقيقية يعتمد عليها كما افقدت الفريق شخصيته· وكانت النتيجة انه أصبحت هناك ثلاثة أحزاب تمثل ثلاثة أجيال القدامى ''تورام، جالاس، ماكيليلي، فييرا، سانيول، هنري··'' والشباب ''سمير نصري وكريم بن ذمة ولاسانا ديارا··'' وحزب ثالث ضم فرانك ريبيري وأنيلكا ومالدوا دون أدنى توافق أو انسجام بين الأحزاب الثلاثة·· فازداد عمق الفجوة بين الثلاثة· والسبب الثالث عند الـ''فرانس فوتبول'' لفشل الرجل انه أساء إدارة فترة الاستعداد قبل البطولة والتي كانت قد بدأت في شهر فبراير الماضي ولم يثبت اللاعبين في مراكزهم الا متأخراً جداً، ولم يكن لديه خط قيادة واضح في مباريات الاكوادور وباراجواي وكولومبيا الودية علاوة على كثرة تغييراته في التشكيل الدفاعي أو في طريقة اللعب· وأضافت المجلة قائلة: لم يكن دومينيك موفقاً عندما اختار قائمة موسعة قوامها ثلاثون لاعباً على أن يخفضها الى 23 لاعباً قبل أسبوع واحد من انطلاق البطولة، فأخذ كل لاعب من اللاعبين يخمن يا ترى من الذي سيتم استبعاده وهذا خروج عن التركيز· حقل تجارب أما السبب الرابع لفشل دومينيك فيرجع إلى انه لم يعثر على فريقه الأمثل، فخلال المباريات الثلاث الأولى، غيّر المدرب الفني فريقه ثلاث مرات وقلب طريقة اللعب وتغييراته وادارته للمباريات كانت سيئة جداً في مباراة رومانيا وأيضاً في مباراة هولندا وتبديله جوميز بدلاً من بن ذمة واشراكه سمير نصري ثم اخراجه سريعاً ليثبت بذلك محدوديته في التفكير عند الأزمات· وكان هناك انطباع بأن هذه البطولة كانت حقل تجارب بالنسبة له وكأنها لم تبدأ بعد· والسبب الخامس والأخير لفشل دومينيك انه لا يملك جهازاً معاوناً جيداً وخاصة الجهاز الطبي حيث كان باتريك فييرا يتساءل كثيراً عن الطريقة التي يعالج بها متهما التشخيص المبدئي لحالته· وهذا الأمر يطرح تساؤلاً بشأن الرجال الذين يحيطون بالمدير الفني· وانتقلت المجلة للسؤال الثاني: لماذا يجب أن يرحل دومينيك؟ وقالت في اجابتها على هذا السؤال: لأنه المسؤول الأول عن الخروج المهين فقد كانت لديه كل السلطات وكان الحاكم المطلق في شؤون الفريق ولم يكن لأحد غيره أي حق في التعبير عن رأيه· وأضافت المجلة تقول: إن هذه الاستراتيجية التي تعتمد على الفكر الواحد تسببت في خسائر لا حصر لها في منتخب الديوك على المستويين البدني والمعنوي· أما السبب الثاني لضرورة رحيل دومينيك فهو انه أعطى صورة مؤسفة لمقتضيات وظيفته لكونه يخرج بعد الهزيمة أمام ايطاليا ليقول لأحدى القنوات الفضائية على الهواء مباشرة انه يريد أن يطلب يد زوجته وغيرها من الأمثلة التي تثبت عدم تقديره لمسؤوليات منصبه ووظيفته· والسبب الثالث لضرورة رحيله هو انه كان محل رفض داخلياً وخارجياً كما أن علاقته بجيرار هولييه رئيس الإدارة الفنية الوطنية لم تكن على ما يرام منذ فترة طويلة ومعروف أن رئيس هذه الإدارة يكون له دخل في تحديد وتعيين المدير الفني للمنتخب الفرنسي· والسبب الثالث والأخير لضرورة رحيل دومينيك انه لم يعد يجسد المستقبل·· مستقبل الكرة الفرنسية وقد دفع من قبله هنري ميشيل في خريف 1988 وجيرار هولييه في شتاء 1993 وروجيه لومير بعد العودة من كوريا 2002 ثمن أخطائهم وهو ليس بأفضل منهم وعليه أن يدفع ثمن أخطائه· كاريزما هولييه طرحت المجلة أيضاً اسم جيرار هولييه الذي سبق له قيادة المنتخب من يونيو 1992 الى نوفمبر ،1993 وقالت انه يملك من الخبرة والكاريزما ما يمكنه من الجلوس مرة أخرى على كرسي المدير الفني للمنتخب، ولكنه احتمال ضعيف على أية حال·· وواصلت المجلة تقول ولا ننسى أيضاً النجم الكبير جان تيجانا وهو خالي شغل حالياً ومن الممكن ان يكون معنياً بالأمر بشرط ألا يرشحه الاتحاد الفرنسي ثم يتجاهله مثلما فعل في عام ·2004 وعادت المجلة إلى القول إنه في الوقت الحالي الاتجاه يسير أكثر نحو ديدييه ديشان ما لم يجد جديد فهو شاب وكثيرون يحبونه ولكنه ليس بمقدوره أن يختار ساعته وان كان يبدو على استعداد لأن يملي شروطه في اللحظة المناسبة، وأضافت المجلة أن اختيار ديشان قد يواجه مشكلة أخرى حيث ربما لا يكون مسموحاً له باختيار جهازه المعاون لأن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لن يقبل توليه قيادة المنتخب واختيار مساعديه بنفسه· الإقالة 3 يوليو اختتمت المجلة تحقيقها بقولها إن قرار إقالة ريمون دومينيك من اختصاص جان بيير ايسكاليت رئيس اتحاد الكرة الفرنسي وبمعنى أوسع المجلس الفيدرالي الذي سيجتمع يوم 3 يوليو المقبل· ومن الآن وحتى هذا الوقت ستكون أمام رئيس الاتحاد مهلة للتفكير في الأمر وهو ما أعلنه في مؤتمر صحفي مؤخراً·· وإذا كان ايميه جاكيه الرئيس السابق للقيادة الفنية الوطنية الفرنسية وصاحب انجاز مونديال 1998 مع الديوك قد صرح مؤخراً بأنه لو كان المدير الفني دومينيك شريفاً فإنه سيرحل من نفسه في حالة الفشل· ويبقى شيء مهم جداً على حد قول المجلة وهو ''تكلفة رحيل دومينيك'' وقالت المجلة إن عقده مع منتخب الديوك ينتهي في ،2010 كما ان عنده عقد تدريب وطني لمدة غير محددة منذ عام ·1993 وأضافت المجلة في ختام تحقيقها تقول علينا أن نعلم أن تكلفة إقالة دومينيك تبلغ مليوني يورو·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©