الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أخشى انتهازية زوجي؟

أخشى انتهازية زوجي؟
11 مايو 2010 21:19
المشكلة عزيزي الدكتور أنا “س.م.ح.” ربة منزل، لم أنل من التعليم إلا قليلاً، نشأت في أسرة كريمة، وميسورة الحال، وعشت طفولتي وصبايا عيشة القصور، إلى أن تزوجت عن طريق الأهل وأنا في سن صغيرة “التاسعة عشرة” من عمري، من شاب متوسط الحال، لكن والدي تمسك به لحسن خلقه ولكونه من أسرة تنحدر من عائلة معروفة وطيبة، وساهمت بالجزء الأكبر في تأسيس وتأثيث بيت الزوجية، فلم يشغلني الأمر مادامت أسرتي مقتدرة، وبعد الزواج لم أتردد في مساعدة زوجي على الإنفاق على بيت الزوجية، وكان والدي دائماً ما يدعمنا مالياً في كل مناسبة أو مع أى ظرف طارىء، واستمرت الحياة على هذه الحال دون مشاكل حتى توفى والدي وترك لي بعض الأموال والأملاك. لكن زوجي استغل طيبتي إلى أبعد حد، وقام بالتصرف فى بعض الأملاك بموجب توكيل بزعم أنه سيستثمر هذه الأموال في التجارة. وتدريجياً بدأت الحالة المادية تسوء ولم تعد متيسرة كما كانت في السابق. ورغم قيامه بهذا التصرف فى أملاكي دون علمي أحياناً وعدم منحي هذه الأموال التى حصل عليها من بيع أملاكي لم أود إثارة المشاكل، لكنني طلبت منه أن يقوم بدوره فى الإنفاق على الأسرة. لكنه بدأ يتهرب من المسؤولية، ويغيب أياماً وأياماً خارج المنزل دون سبب مقنع. حتى لا أواجهه بمسؤولياته تجاه الأسرة. ورغم أنه أعماله ومشاريعه بدأت تعود إلى عافيتها وتسير بشكل جيد إلا أنه إستمر في عدم الإنفاق على الأسرة إلا فى أضيق الحدود. لم أود إثارة المشاكل ولا سيما أنني أنجبت منه ولداً وبنتاً، واستسلمت للواقع، ورفضت بشدة اللجوء إلى طلب الطلاق كما نصحني البعض، لأن ليس لي من أهداف سوى تربية أطفالي، وبدأت أتكيف مع الواقع رغم مرارته. بل أصبحت أنا الذي أتمنى أو أطلب منه أن يتغيب عن المنزل حتى لا يثير معي المشاكل أثناء وجوده أو يضايقني بسلبيته وعدم تحمله أى مسؤولية تجاهي وتجاه الأولاد. بعد مدة، وكانت الأمور تسير على ما يرام حتى فوجئت بجاراتى تتحدث معي وكأنني أعلم أن زوجى متزوجاً من أخرى، صدمت ولم أصدق فى البداية. وفى نفس اليوم واجهته بالحقيقة فإعترف بكل بساطة بزواجه من سنة مضت. إنهرت وصدمت ثانياً من ردة فعله، وإنتهازيته واستغلاله أموالي للزواج من أخرى، وشعرت بطعنة في حلقي، ولم يكن أمامى إلا طلب الطلاق. فقد كان من الممكن أن أتسامح معه فى أى شىء إلا أن أشعر أن هناك أخرى تأخذه من بين يدى، وتبعده عنى وعن بيته وأولاده، وأن قلبه منقسم بيننا. كنت أظن أنني سأحتفظ به رغم عيوبه لى ولأسرتنا فقط، وكنت على استعداد لمواجهة أى ضغوط حياتية أخرى، لكننى لم أكن مستعدة على الإطلاق للتسامح فى مسألة زواجه بأخرى. حاول زوجى أن يقنعنى بأنه يحبنى وأن حبه لى لم ولن يقل، لكننى كنت مجروحة من تصرفه، وخصوصا أنه فعل ذلك رغم علمه الكامل بأننى أرفض هذه الفكرة تماما. وفعلا تم الطلاق بناء على رغبتى.. وأنا الآن أعمل وأنفق على نفسى وعلى إبنى وإبنتي، لكن بعد فترة وجيزه سمعت أن حالته ساءت، وبدأ يطلب من بعض الأقارب والأصدقاء التوسط لإعادتي، ويسوق الحجج والأعذار، والإشتياق للبيت ولي وللأولاد، وأنه طلق زوجته حتى يثبت حسن نواياه، ورغم أن حياتنا تسير بشكل جيد، إلا أنني مترددة من الموافقة، ولازلت أخشى أن يكون هدفه المزيد من الإبتزاز المادي لحاجته إلى المال، رغم أن عائد ما تبقى من أملاك وأصول يكفي لسترة أولادي ومستقبلهم، وأخشى أن يضيعه باستهتاره وطمعه، لكنني أفكر في حاجة الأبناء إلى أبيهم، وأبلغته رفضي أكثر من مرة، لكنه يلح، ويؤكد أنه مستعد لتقديم كافة الضمانات التي أطلبها، فبم تنصحني جزاكم الله خيراً. “س.م.ح.” النصيحة سيدتي: لمست من بداية عرضك لمشكلتك من طيبتك الشديدة وحسن نواياك، ومعدنك الطيب وأنت لا تترددين في تقديم كل أشكال الدعم والمساندة الواجبة لزوجك مادام كان - حتى ذلك الوقت - جديراً بذلك، وهنا لا يلومك أحد على ذلك مادمت قادرة مادياً، لكن الأمر المهم أن يحظى هذا الموقف بتقدير وعرفان وعدم نكران للجميل على أسوأ تقدير. ورغم شحة المعلومات التي سقيتها عن زوجك وطباعه، لم أستدل إلا على انتهازيته ومكره الشديد للوصول إلى أقصى استفادة ممكنة لدرجة أنه أسأ استغلال التوكيل الخاص بك، ومن ثم زواجه السري، وأنا هنا لا أعترض على زواجه للمرة الثانية مع احترامنا لك، لكن على الأقل إذا كانت هذه هي رغبته فلتكن علانية وليس في السر، لكنه أراد أن يعترف أن ما يفعله أمراً غير مقبول ومرفوض بالنسبة لك. لنناقش أمر عودتك إليه، وهنا نتفق معاً أن تكون مصلحة الأبناء في المقدمة، فأنت فهمت زوجك، وقلت عنه في ذروة المرارة: “بدأت أتكيف مع الواقع رغم مرارته” إذن ليس هناك جديد، وأظن أن كل طفل من حقه أن ينشأ ويعيش في بيئة أسرية مستقرة، ووسط وكنف والديه يكفلان الدفء والرعاية والحماية، ومن ثم علينا أن نضحي وننكر ذاتنا أمام حاجة الأبناء إلى كل ذلك، ولعلك تعلمين نفسية الطفل الذي يتربى بعيداً عن والديه معاً، صحيح أنك لا تقصري في التزاماتك معهما، لكن وجود الأب له معنى آخر. لكن.. إذا نصحتك بالموافقة، أستكمل هذه النصيحة بشروط أراها ضرورية للغاية، أهمها أن تستفيدي من الدرس جيداً، وتتخلي عن طيبتك وحسن نيتك في سبيل ضمان مصالح أطفالك في المستقبل، أي لا تكرري حكاية “التوكيل” مرة أخرى، وأن تضعي هذا الشرط عن طريق الوسطاء الخيرين نصب عينيه ولا يفكر به ولا يطلبه منك مهما كانت الأسباب في المستقبل، ثم الاتفاق التام على حدود المسؤولية الزوجية، وحق رعاية الأبناء، وتحديد المسؤوليات بوضوح، وعدم الاقتراب من حقوقهما المشروعة وما يكفل الأمان لهما في المستقبل، أما شكل العودة فإن الشرع يكفل الطريقة، فاتمنى أن تستخيري الله وتفكري مع أطيب التمنيات. في مفترق الطرق المشكلة عزيزي الدكتور أنا سيدة جامعية، كنت أعمل فى نفس الشركة التى يعمل بها زوجى السابق. تعارفنا وتآلفنا من خلال العمل، وتقدم للزواج، وتزوجنا وسارت الأمور طبيعية لمدة ثلاِث سنوات ونصف السنة تقريباً، كنا نقتسم فيها المسؤولية والأعباء المعيشية دون مشاكل، لكن مع إنجابي لطفلين متتابعين دون فاصل زمني، أنهكت صحتي ولم أستطع التوفيق بين عملى ورعاية أطفالي. وكان من الصعب أن أتركهم فى دار للحضانة لعدم ثقتى فى أسلوب رعاية الأطفال فيها. وتركت العمل مضطرة، وحدث نقص وهزة فى مستوى الدخل مما أثر سلبياً على حياتى الزوجية، وبدأت أطلب من زوجى الكثير من المال للبيت والأطفال، وشعر زوجى بالضغوط تتزايد، وبدأ يتذمر، فأوضحت له أن مستوى إنفاقنا لم يزد، لكنه فى نفس المستوى، وأن سبب تزايد طلبى للأموال هو عدم وجود مرتبى الذى كنت أخفف به عنه، وأعوض به النقص فى المنزل.. حاولت بكل السبل أن أشرح له هذا الموضوع، لكنه لم يكن يواجهنى إلا بإتهامات بالإسراف، وبدأ يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة فى المنزل، ويحاسبنى بشدة على كل درهم أنفقه. وبالطبع تفجرت المشاكل بيننا، وتحول من شاب مهذب ووديع قبل وفى بداية حياتنا الزوجية إلى شخص شرس وعنيف وعصبي. وفى إحدى المرات اعتدى على بالضرب بعد مناقشة حادة بيننا، ولم أستطع أن أتحمل قيام زوجى بضربى، فقد كنت أتحمل قسوته ومشاكله، لكن عندما وصلت الأمور إلى حد الضرب لم أتمالك نفسى، واصطحبت أطفالي إلى بيت أهلي، وتوجهت إلى المحكمة أطلب التطليق للضرر، وأطلب إجبار زوجى على الإنفاق على أبنائه. ومن أول جلسة حكمت محكمة الأسرة بالنفقة وإيجار البيت الذي استأجرته لي ولأطفالي، وسرعان ما دارت الدنيا بزوجي، وقبل إنتهاء العدة لم يترك باباً إلا وطرقه نادماً، وأصبح يلح في طلب عودتي إلى عصمته من جديد قبل إنتهاء العدة، ويقترح أن أقيم مع أسرته مؤقتاً لحين تدبير أمره، لكنني أتخوف من ذلك، لأن معظم مشاكلنا كان أهله السبب فيها، ولا يحبونني على الإطلاق، وأجد نفسي حائرة وكأنني في مفترق الطرق، وعاجزة عن إتخاذ القرار المناسب. شذى ص.ص. النصيحة سيدتي: بعض الأزواج يضايقون زوجاتهم، ويرفضون التطليق لإجبار الزوجة على طلب الخلع، والتنازل عن حقوقها، وبالتالى تبقى الزوجة عرضة لسوء المعاملة والمضايقات حتى تطلب هى الطلاق ولو بأي ثمن حتى تنجو من جحيم الحياة الزوجية. وهنا يبدأ الزوج فى فرض شروطه على الزوجة، ويفاوضها على الثمن الذى ستدفعه مقابل الحصول على الخلع. وهناك سيدات لا يلجأن لطلب الطلاق أو الخلع بسبب حرصهن على الأولاد، أو عدم وجود مصادر بديلة توفر لهن الحياة الكريمة فى حالة الطلاق. وبعض الزوجات يضحين بأنفسهن من أجل الأبناء حتى لا ينشأوا فى بيئة مفككة. وأنا لا أنصح أبداً بالطلاق أو الإنفصال أملاً في الوصول إلى توافق بين الزوجين حتى لا يذهب الأبناء ضحية لخلافات لا ناقة لهم فيها ولا جمل. فالزواج ليس مجرد قصة تبدأ بالأحلام الوردية وتنتهى داخل قاعات المحاكم. ليس هناك ما يمنع من التفاهم مع زوجك، لكن أكرر أهمية تحديد الحدود والمسؤوليات، ولا أقصد هنا أن نثقل كاهل زوجك، ولا نعفيه من تحمل مسؤولياته، وإن كنت لا أشجع السكن مع أهله تجنباً لتجديد المشاكل بينكما، لكن كل شيء ممكن بالإتفاق والتفاهم بشرط توفر حسن النوايا من الطرفين، ومن ثم يمكنك تحديد مطالبك بوضوح أمام بعض المقربين، دون التفريط في أمر إهانتك والإساءة إليك بالقسوة أو الضرب، وأن تضعا مصالح أطفالكما نصب أعينكما أولاً وأخيراً، مع أطيب التمنيات. لنشر صور أفراحكم ومناسباتكم يرجى إرسال المواد على البريد الإلكتروني society @admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©