التغيرات الهرمونية وراء هشاشة عظام المرأة

ماجدة محيي الدين (القاهرة) يستهدف مرض هشاشة العظام النساء أكثر من الرجال، حيث يمثلن نحو 80 في المائة من المصابين به حول العالم. وهو مرض خطير يتطور بهدوء، ويعرض عظام نحو 50 في المائة من المريضات به إلى كسور خاصة من تجاوزن سن الخمسين. أسباب الإصابة لعل السبب في ارتباط المرض بالمرأة أكثر من الرجل، وفق الدكتورة صهباء محمد بندق، اختصاصية الميكروبيوجيا والمناعة وأمراض المفاصل والروماتيزوم، هو قلة الكتلة العظمية عند النساء، مقارنة بالرجال من المرحلة العمرية ذاتها فضلاً عن تأثير الهرمونات الأنثوية والدخول المبكر في سن اليأس. وقد تبدو العظام أعضاء غير نشطة، لكنها ليست كذلك فمن تمر طوال الوقت بعمليات هدم وإعادة بناء. وحول أسباب إصابة النساء بمرض هشاشة العظام، توضح صهباء أن أكثر الأسباب شيوعا التغييرات الهرمونية التي تصاحب مرحلة انقطاع الدورة عند النساء وخاصة نقص هرمون الإستروجين، حيث يزيد تناقص الكتلة العظمية. وتضيف أن هناك عوامل أخرى تزيد احتمال الإصابة بهشاشة العظام منها عدم تناول الكمية الكافية من الكالسيوم، وفيتامين دي في الوجبات الغذائية، والإكثار من تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين أو الكحول أو التدخين الذي يؤثر سلبيا على كثافة العظام، وقد يرجع السبب إلى تناول أدوية، مثل السترويدات ومضادات التشنج، فضلاً عن العوامل الوراثية، مشيرة إلى أن اللواتي يستأصلن المبيضين معرضات بقوة إلى الإصابة بالهشاشة في سن مبكرة. علاج ووقاية وعن أهم طرق العلاج والتغلب على المرض، تقول إن العلاج يتوقف على حالة كل مريضة وأسباب مرضها، حيث يتم العلاج التعويضي بالهرمونات وخاصة الإستروجين، وغيرها من العلاجات الدوائية التي يجب أن تراعي طبيعة الحالة الصحية لكل مريضة، وما تعانيه من أمراض أخرى. وتؤكد صهباء على الشق العلاجي غير الدوائي والمتمثل في أهمية الحصول على عنصر الكالسيوم وفيتامين دي بنسبة كافية من خلال الوجبات الغذائية اليومية، إلى جانب ممارسة الأنشطة الرياضية الخفيفة مثل المشي، مشددة على ضرورة التعرض لأشعة الشمس غير الضارة قبل الظهر أو بعد العصر. وترى أن الأعراض تتراجع كثيراً مع التزام المريضة بالبرنامج العلاجي وتناول الأدوية والالتزام بالغذاء الغني بالكالسيوم وفيتامين دي. وعن كيفية تجنب الإصابة بهشاشة العظام، توضح صهباء أن هناك عوامل تجعل الإنسان يتمتع بعظام قوية أهمها، ممارسة الرياضة، فقد ثبت أن الأشخاص الذين يعيشون نمط حياة روتينياً ترتفع نسبة تعرضهم للإصابة بمرض هشـــــاشة العظام، فيما تساعد ممارسة الرياضة في إبطاء تقدم المرض، موضحة أن من أفضل التمارين المشي والركض. وتذكر أن بعض الفيتامينات يسهم في بناء العظــام، ويمكن الحصول عليها من خلال تناول الأسماك والبروكلي والكرنب والسبانخ والسلق، موضحة أن عنصر البوتاسيوم له دور مهم في الحفاظ على العظام حيث تبين أن النساء اللاتي يحصلن على نسبة عالية من البوتاسيوم يتمتعن بعظام قوية ومن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز والبطاطا الحلوة واللبن. أعداء العظام تكشف الدكتورة صهباء محمد بندق، اختصاصية الميكروبيوجيا والمناعة وأمراض المفاصل والروماتيزوم، أن الإكثار من تناول بعض الأغذية يؤثر سلباً على كثافة العظام وتركيبها، مثل الأغذية الغنية بالبروتين والملح، فقد ثبت أن هذه الأغذية تزيد معدلات فقدان كثافة العظام، لأنها تحفز الجسم على التخلص من الكالسيوم، والأمر نفسه ينطبق على عنصر الكافيين الذي يوجد في بعض المشروبات، مثل القهوة والكولا. اكتشاف الخلل حول كيفية اكتشاف الإصابة بهشاشة العظام، توضح الدكتورة صهباء محمد بندق، اختصاصية الميكروبيوجيا والمناعة وأمراض المفاصل والروماتيزوم، أنه في حين تشكو مريضات من بعض الأعراض، فإن هناك مريضات لا يشكين إطلاقاً من أي خلل، ولا يكتشفن المرض إلا بعد التعرض لحادث ينتج عنه كسر خاصة في الساق أو عظام الفخذ، وعادة يتم التشخيص عن طريق الأشعة السينية وجهاز «دكسا» DXA، إلى جانب بعض الفحوص المخبرية.