الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أسرة سورية تفر إلى تركيا وتتحدث عن أعمال التعذيب

18 مارس 2012
أنقرة (رويترز) - سار عبد الله (60 سنة) وزوجته وابنه ثلاثة ايام عبر التلال من مدينة اللاذقية الساحلية السورية وصولا الى تركيا ولم يتوقفوا الا للاختباء من دوريات قوات الجيش أو لتناول الشطائر التي اعدتها الزوجة لرحلة الهروب. وحين وصلوا لمقصدهم أخيرا عند فجوة في سور من الاسلاك الشائكة الذي يمثل الحدود بين تركيا وسوريا كان الاب ذو اللحية التي خطها الشيب جائعا وفزعا وخائر القوى. ومن مأواه الجديد داخل مخيم للاجئين في تركيا على الجانب الاخر من الحدود يحكي عبد الله بجزع تفاصيل الرحلة المروعة التي استغرقت ثلاثة أيام بغية الالتجاء الى ملاذ آمن ويروي الفظائع التي دفعته للهروب وهي حكاية مألوفة يرويها الاف السوريين الذي يفرون إلى تركيا. وقال عبد الله بصوت مرتعد "جاءت مجموعات من الشرطة السرية لمنازلنا واقتادوا النساء لمراكز الشرطة. يمزقون ملابسهن ويتحرشون بهن. البعض اغتصبن". وتابع "يأخذون النساء لانهم يريدون إجبار الرجال على الخروج من مخابئهم. يأتون باسلاك كهربائية ويكهربون اقدامهم واذانهم والاعضاء التناسلية. الرجال والنساء على السواء. "هل من مكان اخر في العالم تفعل فيه الحكومة ذلك بشعبها ؟" وعبد الله وهو أب لثمانية واسرته ضمن اعداد اللاجئين التي تتسارع وتيرة توافدها على تركيا ليل نهار من خلال نقاط عبور غير رسمية سواء من خلال الاسلاك الشائكة او عبر نهر العاصي الذي يمثل قطاعا من الحدود. وعبد الله واسرته من اصل تركي ويتحدث العربية وقليلا من التركية. وهو سني مثل 75 في المئة من سكان سوريا ويقول إن قوات الأمن التي تنتمي للطائفة العلوية ومنها الرئيس بشار الاسد تستهدف المناطق السنية في اللاذقية في حملتها ضد المحتجين المناهضين للأسد. وقال "اغلقوا جميع الطرق وقسموا المدينة لقطاعات متعددة لمنع الناس من الانتقال من منطقة لأخرى". ويمسك عبد الله بمنفضة سجائر على الارض ويرسم حولها دائرة باصبعه قائلا "تطوق الدبابات القرى السنية وتقصفها ثم يدخل الجنود القرية ويضايقون السكان ويضربون الرجال ويتحرشون بالنساء". "يأخذون معهم اي ذكر تجاوز عمره 12 عاما". ويروي عبد الله قصته فيما يتعالى صوته شيئا فشيئا ليصل لحد الصراخ ويحاول صديق تهدئته مقدماً له سيجارة ينفث دخانها ليملأ الخيمة. وتنتظر زوجته (46 عاما) خارج الخيمة رافضة ان يراها احد أو ان تتحدث إلى أي شخص. وذكر عبد الله اسمه الأول فقط وهو على الارجح اسم مستعار. ويرفض التقاط صور له حتى في تركيا حيث يسعى للأمان مثله مثل عدد كبير من السوريين ممن يخشون انتقام حكومة دمشق. وترك عبد الله وزوجته سبعة من ابنائهم في سوريا ويخشى على سلامتهم. وقال إنه لم يستطع اصطحابهم لان كثرة عددهم تجعل من الصعب الهروب من الشرطة السرية. وسجن أحد اولاده 90 يوماً بالفعل وتعرض للضرب والتعذيب. ويرسم عبد الله صورة للقمع حتى قبل الانتفاضة ضد الاسد في مارس العام الماضي. ويخرج لسانه ويتظاهر بقطعه باثنين من اصابعه. وقال "لا استطيع الكلام في سوريا. لا استطيع أن أقول ما أريده او التعبير عن شعوري. نحن دائما تحت ضغط. "لا استطيع أن أصلي.. إنهم يقتادوننا إلى مراكز الشرطة ويسألون "من هو ربك"؟ فأقول "الله ربي" يضعون صورة للأسد على الارض ويقولون "لا هذا هو ربك اسجد له". وتابع "هل يفعلون ذلك في بلدك. يقتلوننا جميعا لماذا؟ لماذا؟". وذكر أن ما شاهده دفعه في النهاية للهروب فاصطحب زوجته وابنه البالغ من العمر 22 عاما ورحل في منتصف الليل. ويضيف "يوجد سائقو سيارات اجرة ينقلون الناس كل ليلة اذا كان الطريق خاليا يأخذون شخصين او ثلاثة وينقلونهم إلى خارج المدينة. أقلتنا سيارة اجرة من وسط المدينة إلى قرية نائية. "من هناك سرنا إلى حدود ربما لمسافة 50 كيلومترا". وساروا ثلاثة ايام وسط الجبال والمزارع وفي كل مرة يرون فيها جنداً يختبئون احيانا لعدة ساعات. وفي إحدى المرات اطلق الجنود النار باتجاههم ولكنهم استطاعوا الفرار. ومثل كثيرين ممن فروا من سوريا يريد عبد الله شيئاً واحداً "باذن الله ستسقط هذه الحكومة مثلما حدث في ليبيا ومصر وتونس. ونأمل حينئذ ان نتمكن من العودة. إن شاء الله غداً".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©