السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قريع يقترح إعادة طرح «حل الدولة الواحدة»

قريع يقترح إعادة طرح «حل الدولة الواحدة»
18 مارس 2012
رام الله (الاتحاد، رويترز) - دعا قيادي فلسطيني بارز أمس إلى التفكير في إعادة طرح “حل الدولة الواحدة” للفلسطينيين والإسرائيليين بدلاً من “حل الدولتين” بسبب جمود عملية السلام بعد 21 سنة من انطلاقها في مدريد و18 سنة من توقيع اتفاق السلام المرحلي في أوسلو. وقد أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتعنتة وحدها هي المسؤولة عن تعطيل مفاوضات السلام. وقال للصحفيين بعد لقائه وفداً برلمانياً أردنياً في رام الله مساء أمس الأول “الإسرائيليون أوقفوا كل المفاوضات بسبب أنهم لم يقدموا أي شيء ملموس لنتفاوض عليه، ونحن نريد أن يوافقوا على الشرعية الدولية ونريد أن يوقفوا الاستيطان وعند ذلك مستعدون لأن نجلس معهم”. وأضاف “ولكن حتى الآن لم يوافقوا على الشرعية الدولية ووقف الاستيطان وبالتالي هم الذين يعطلون المفاوضات”. ورفض عباس، في مناسبات عديدة، فكرة الدولة الواحدة وقال إنه يسعى لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية عبر المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي كخيار “أول وثانٍ وثالث” وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون القدس فيها أحمد قريع (أبو علاء)، في مقال مطول نشرته صحيفة “القدس” الفلسطينية واسعة الانتشار “قد يكون حل الدولة الواحدة، رغم كل ما يستبطنه من مسائل خلافية وإشكاليات لا حصر لها، واحداً من الحلول يحسن بنا إثراءه في إطار حوار داخلي رصين وعرضه من ثم تحت ضوء النهار على رأي عام فلسطيني مترع بالإحباط قبل وضعه على المائدة كخيار ورميه على إسرائيل كجمرة من نار”. وأضاف “بعد مرور نحو ربع قرن على قرار المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 في الجزائر بالإعلان عن خيار الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على خط الرابع من يونيو عام 1967 وعودة اللاجئين، وبعد 21 عاما على مدريد و19 على أوسلو وبعد انقضاء عشر سنوات على أول اعتماد دولي لمصطلح دولتين لشعبين، فلقد فقد هذا المشروع، الذي لم ير النور بتاتاً، قوة اندفاعه الأولى وذوى تدريجياً”. وتابع قريع قائلاً “إن الممارسات الإسرائيلية عملت على نحو منهجي منظم دون نقل مشروع حل الدولتين من الحيز النظري المجرد إلى أرض الواقع العملي، سواء أكان ذلك في عهد (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل) شارون أو في عهد خلفه إيهود أولمرت أو في أيام بنيامين نتنياهو”. وأوضح “فقد ظل حل الدولتين متداولاً في السوق السياسي قبل أن تعمل الجرافات الإسرائيلية التي كانت تسابق الوقت لدفن هذا المشروع في تجريف تراب مشاريع الاستيطان الهائلة داخل مدينة القدس وفي محيطها الواسع وتقضي عليه الحفريات المتواصلة تحت أساسات المسجد الأقصى، وغير ذلك من الانتهاكات والمظاهر والشواهد الدالة بصورة لا تخطئها العين على تحلل إسرائيل تماماً من مشروع حل الدولتين دون أن تعلن ذلك بالفم الملآن”. وقال قريع “إن حل الدولتين، في المحصلة الأخيرة وبعد كل هذه السلسلة الرهيبة من الانتهاكات الإسرائيلية، أقرب ما يكون إلى حرث في البحر إن لم أقل ملهاة سياسية طويلة”. وأضاف “تمكنت إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، من قطع رأسه في القدس قبل أن تشرع في تمزيق أوصاله في الضفة الغربية وفي إبقاء الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة”. وانتقد تراجع الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة، عن وعودها للفلسطينيين، قائلا “إن مرارة أخذت تعقد حلوق الفلسطينيين إثر انكشاف مدى تآكل مشروع حل الدولتين واتضاح ضآلة الخيارات المتاحة بعد التراجع الأميركي المشين عن الوعود والتعهدات المعلنة وزيادة الفتور الأوروبي واشتداد حالة الانشغال العربي عن القضية الفلسطينية”. وأضاف “نقول: إزاء ذلك كله، بدأت بعض القوى والشخصيات الفلسطينية تتحدث عن هذه الحقيقة المريرة (فشل مشروع حل الدولتين) بصورة أكثر جدية بين أوساط رأي عام بدا أنه كان أعمق إدراكاً من نخبته السياسية لمآلات كل هذه التحولات الجارية داخل إسرائيل وفي المشهدين الإقليمي والدولي”. ورأى قريع أن فشل “حل الدولتين” يقود الى إعادة طرح خيار “الدولة الديمقراطية الواحدة لكل مواطنيها الذي كان رائجا لعدة عقود ماضية قبل أن يجبه حل الدولتين”. وخلص إلى القول “وهكذا نجد أنفسنا اليوم، بعد مرور كل هذا الوقت، وقد وقعنا في حبائل سيناريو عقيم، تطرح علينا مطالب تعجيزية ونواجه انسدادات مضاعفة وتنخفض فيه التوقعات إلى أدنى حدودها الدنيا إزاء إمكانية الحل العادل والشامل”. ميدانياً، اعتصم ناشطون فلسطينيون أمام سجن “عوفر” العسكري الإسرائيلي قُرب رام الله ونصبوا أعلاماً فلسطينية على بوابته، تضامناً مع الأسيرة الفلسطينية المضربة عن الطعام هناء الشلبي. وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المعتصمين وفرقتهم وقام جندي إسرائيلي بإنزال تلك الأعلام. وأطلقت قوات إسرائيلية الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على المشاركين في المسيرة الأسبوعية ضد الاحتلال في بلدة بيت أُمَّر شمال الخليل، واعتدت على عدد منهم بالضرب والدفع بالأيدي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©