سعيد ياسين (القاهرة)
محمد النشمي من رواد الحركة المسرحية في الكويت، أسس أهم المسارح الأهلية فيها، ومنها «المسرح الشعبي» و»المسرح الكويتي»، ولقب بـ«رائد المسرح الكويتي»، وكان مؤلفاً ومخرجاً وممثلاً في نصوصه ونصوص غيره، وتتلمذ على يديه الكثير من عمالقة الفن الكويتي.
ولد عام 1929 وبدأ مشواره الفني في سن صغيرة عام 1940 عندما كان تلميذاً في المدرسة، وكان صاحب الفضل الأول في اختياره للتمثيل مدرس الجغرافيا حمد الرجيب، السفير الوزير، حيث اختاره من بين طلاب مدرسة الأحمدية في فريج السعود، للدخول في مسابقة التمثيل بين مدرسة الأحمدية ومدرسة المباركية، وأثناء البروفات اكتشف المحيطون به استعداده لأداء الأدوار الفكاهية أيضاً، وأسند إليه المخرج دوراً فكاهياً يرمي إلى مكافحة البطالة في رواية «أم عنبر»، التي كان لها الفضل الأول في إشراك العنصر النسائي في التمثيل.
وتأثر بكبار الممثلين العرب في أوائل الخمسينيات، ومنهم حمد الرجيب وعقاب الخطيب وصالح العجيري، وشارك عام 1955 في عرض أول مسرحية في تاريخ المسرح الكويتي، وهي «مدير فاشل»، التي قام بتأليفها، وكانت مسرحية من فصلين فقط، وقدم خلال الفترة من 1956 إلى 1960 عشرين مسرحية، منها «حظها يكسر الصخر» و«ناس وناس» و«بغاها طرب صارت نشب» و«لو فات الفوت ما ينفع الصوت» و«غرام أبو طبيلة».
وفي بداية تأسيس فرقة المسرح الشعبي، قدم أعمالا مسرحية مرتجلة من تأليفه وإخراجه، ومنها «مدير فاشل» و«خبير اسكت» و«من المسؤول» و«مطر صيف» و«شرباكة» و«ضياع الأمل» و»عجوز المشاكل ليلة» و»حرامي متقلقص» و«صاروخ شراكة» و«على أمه نذر» و«قرعة وصلبوخ» و«من الماضي» و«كل سنة عيدان والسنة العيد الثالث».
وحرص في كل مسرحية يقدمها على تضمينها فصلاً من أغاني البحر الذي كان مصدراً للرزق في الكويت، وهو كان فناناً شاملاً أثرى مرحلة الارتجال وساير المراحل الجديدة، وقاد الكثير من التجمعات المسرحية، كما ساهم في تشجيع عشرات الأسماء بالعمل المسرحي، وتوقف مرات عدة عن الأعمال الفنية لتقلده مناصب كثيرة منها مدير مكتب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، ورئيس جمعية الفنانين الكويتيين، وأمين صندوق جمعية الكشافة الأهلية، ونائب رئيس جمعية الروضة التعاونية، وعضو في المسرح الكويتي، وتوفي عن 55 عاماً بعد رحلة طويلة من العطاء الفني والمسرحي المميز عام 1984.
عدد اليوم
