الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

3 جرحى باشتباكات بين الأمن و «القاعدة» في عدن

18 مارس 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - أصيب جنديان ومدني باشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين، يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة المتطرف، أمس السبت، في مدينة عدن الساحلية، كبرى مدن جنوب اليمن، فيما أقر البرلمان استدعاء الحكومة الانتقالية على خلفية ما وصفها بـ”الاختلالات الأمنية” في عدد من المحافظات اليمنية، في حين اقترح نواب إجراء حوار مع “القاعدة”، لإطلاق سراح 73 جنديا يحتجزهم التنظيم في محافظة أبين (جنوب) منذ أسبوعين. وقال سكان محليون لـ”الاتحاد”، إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الأمن ومسلحين مجهولين في منطقة “المعلا”، وسط مدينة عدن القديمة، “وذلك بعد أن احتجز المسلحون خمس حافلات حكومية”، وقاموا بإغلاق الطرق التي تربط “المعلا” بالمناطق السكنية الأخرى، احتجاجا على دهم السلطات اليمنية منزلا في هذه المنطقة، واعتقال أحد ساكنيه، الليلة قبل الماضية. وأوضحوا أن قوات حكومية، معززة بمصفحات ومدرعات عسكرية، حاولت اقتحام منطقة “المعلا”، وتبادلت إطلاق النار مع المسلحين، الذين نصبوا نقاط تفتيش في عدد من شوارع “المعلا”، القريبة من ميناء عدن البحري. وقد أسفرت الاشتباكات، التي اندلعت بالقرب من مبنى المجمع الحكومي، مقر السلطة التنفيذية والمحلية في عدن، عن جرح جنديين ومدني، حسبما أفادت لـ”الاتحاد” مصادر طبية محلية. كما أثارت الاشتباكات حالة من الهلع بين أوساط المواطنين، خصوصا العاملين في المجمع الحكومي، الذين فر أغلبهم من المبنى، خشيته تعرضهم للإصابة. وكان المبنى الحكومي تعرض، في وقت سابق أمس السبت، لهجوم بقنابل صوتية، نفذه مسلحان كانا على متن دراجة نارية، دون أن يسفر الهجوم عن وقوع أي إصابات. وقال مصدر أمني لـ”الاتحاد”، إن الجنود المكلفين بحماية المجمع الحكومي أطلقوا النار على المهاجمين “لكنهما تمكنا من الفرار”. وحسب مصدر صحفي محلي، فإن القوات الحكومية لم تتمكن، حتى مساء السبت، من اقتحام منطقة “المعلا”، موضحا أن المسلحين المرابطين عند نقاط التفتيش المستحدثة، “رفعوا” أعلاما سوداء مكتوب عليها باللون الأبيض “لا إله إلا الله”، وهي الأعلام الخاصة بـ”تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”. وتأتي هذه الاشتباكات غداة تشديد الإجراءات الأمنية حول محيط السجن المركزي في مدينة عدن “تحسباً لأي هجمات قد تستهدف السجن من قبل العناصر التخريبية”، حسب بيان لوزارة الداخلية اليمنية، فقد أشارت إلى “احتمال تعرض السجن لعمليات تخريبية شبيهة بما حدث في سجن رداع بمحافظة البيضاء” (وسط)، الذي استولت عليه، أواخر يناير الماضي، جماعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة، قبل أن تقوم بالإفراج عن سجنائه كافة. ومؤخراً، حذرت تقارير صحفية من مخطط لتنظيم القاعدة يستهدف السيطرة على مدينة عدن، التي تعد العاصمة الاقتصادية لليمن، البلد المضطرب منذ سنوات.وكان “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، الذي يتخذ من اليمن مركزاً له، توعد، مطلع الشهر الجاري، بتوسيع نطاق هجماته ضد الحكومة اليمنية، رداً على العملية العسكرية التي تستهدف مقاتليه في محافظة أبين، المجاورة لعدن، منذ منتصف يوليو الماضي.ومنذ 25 فبراير الفائت، قُتل ما يزيد عن 200 جندي يمني في هجمات انتحارية بسيارات مفخخة استهدفت مواقع عسكرية، كان أعنفها الهجوم، في الرابع من الشهر الجاري، على ثكنتين عسكريتين، جنوب مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين. ودان البرلمان اليمني “بشدة”، أمس السبت، “الأعمال الإرهابية لتنظيم القاعدة في بعض المحافظات”، حسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. وأقر البرلمان استدعاء الحكومة الانتقالية، التي يرأسها محمد سالم باسندوة، لمساءلتها عن “الاختلالات الأمنية” والمعارك الدائرة ضد تنظيم القاعدة في أبين، التي تخضع لسيطرة المتشددين منذ أواخر مايو من العام الماضي. واقترح نواب يمنيون أمس السبت، إجراء حوار مع “القاعدة” لإطلاق سراح 73 جنديا يحتجزهم التنظيم منذ أسبوعين. وقال النائب عن حزب “المؤتمر”، نبيل باشا، إن “الحكومة فشلت في حربها على تنظيم القاعدة”، وأنها “عاجزة في القضاء عليه”، داعيا الحكومة الانتقالية، المكلفة بتسيير شؤون البلاد خلال عامين بموجب اتفاق “المبادرة الخليجية” لنقل السلطة في اليمن، إلى التحاور مع تنظيم القاعدة من أجل “إطلاق سراح الجنود الذين تم أسرهم في أبين”، مطلع الشهر الجاري. وقد أيده في ذلك النائب عن حزب “الإصلاح” منصور الزنداني، الذي انتقد بشدة مشاركة مقاتلات أميركية في عمليات قصف مواقع تنظيم القاعدة في جنوب اليمن. وقال الزنداني، إن اليمن “يمر بحالة استثنائية، حيث تنتهك سيادة البلد من خلال قصف البوارج الأميركية والطيران الأميركي لمحافظة أبين”، مطالبا باستجواب الرئيس الانتقالي، عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة الانتقالية محمد سالم باسندوة. لكن نوابا آخرين اعترضوا على طلب استجواب هادي، باعتبار أن منصب الأخير “سيادي”، مؤيدين فقط استجواب الحكومة الانتقالية، المشكلة مطلع أواخر العام الماضي، مناصفة بين “المؤتمر الشعبي العام”، حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وائتلاف “اللقاء المشترك”، وهما الطرفان الرئيسيان الموقعان في الرياض على “المبادرة الخليجية”، أواخر نوفمبر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©