بيشاور، باكستان (أ ف ب) - قُتل أربعة أشخاص على الأقل أمس في هجوم انتحاري تلاه تبادل لإطلاق النار أمام قصر العدل في بيشاور كبرى مدن جنوب غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الباكستانية أمس أنها أوقفت أمس الأول متشددا يشتبه بتورطه في قتل الصحفي الأميركي دانيال بيرل في 2002.
وهاجم مسلحون قبيل ظهر أمس قصر العدل الواقع قرب فندق كبير في قلب عاصمة ولاية خيبر بختونخوا التي تشهد سلسلة من الهجمات التي تنفذها حركة طالبان. وقال مسؤول كبير في الشرطة المحلية محمد فيصل مراد إن “رجلا فجر نفسه ثم ألقى رجل آخر قنبلة يدوية” وجرى تبادل لإطلاق النار بين مسلحين وقوات الأمن في الموقع المزدحم. وروى حارس لفرانس برس كيف أُصيب عندما حاول رجلان اقتحام نقطة التفتيش التي يتمركز فيها.
وقال طاهر خان (36 عاما) في المستشفى إنهما “قدما نفسيهما على أنهما من أعضاء المحكمة ورفضا الخضوع للتفتيش.. أشهر أحدهما مسدسا وأطلق النار علي لأني أصررت على تفتيشهما”. وتابع “أُصبت في ذراعي اليمنى.. صرخت ووصل رجال الأمن وبدأ تبادل اطلاق النار.. سمعت بعد ذلك دوي انفجار.. كنت انزف ونقلت إلى المستشفى”.
وكان وزير الإعلام في الولاية ميان افتخار حسين أعلن أن “مسلحين هاجموا قصر العدل وقام أحدهم بتفجير نفسه، ما أدى إلى مقتل شخصين وجرح 23 آخرين”. لكن مصادر طبية أكدت أن الحصيلة أكبر من ذلك.
وقال سيد جميل شاه الناطق باسم مستشفى ليدي ريدينج وهو الأكبر في بيشاور “تسلمنا جثث أربعة قتلى و25 جريحا”. وصرح مسؤول حكومي أن المهاجمين احتجزوا عددا من الأشخاص الذين كانوا في قصر العدل رهائن. لكن مصادر في الشرطة نفت هذا النبأ بعد ذلك.
وقال مسعود خان افريدي المسؤول الكبير في الشرطة المحلية “ليس هناك رهائن حاليا. هدف الهجوم هو قصر العدل والشرطة تطارد المتمردين في المكان”. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون قطعا من الزجاج متناثرة على الأرض في مبنى المحكمة المتضرر.
ولم تتبن أي جهة هجوم بيشاور لكنه يحمل بصمات حركة طالبان باكستان الجماعة المسلحة التي تضاعف منذ 2007 هجماتها على قوات الأمن ورموز الحكومة. ويأتي هذا الهجوم غداة انتهاء الولاية التشريعية للبرلمان الباكستاني في عطلة نهاية الأسبوع، للمرة الأولى في تاريخ البلاد قبل انتخابات تشريعية يتوقع أن تجرى حوالى منتصف مايو لكن لم يعلن موعدها الدقيق.
وقال وزير الإعلام في الولاية إن “الإرهابيين شنوا هجومهم مع اقتراب الانتخابات العامة .. قد يكون الأمر محاولة لزعزعة المناخ السلمي لكن ذلك لن يؤدي الى تأجيل الاقتراع”. وميان افتكار حسين من اشد المعارضين لحركة طالبان وقتل المتمردون ابنه في 2010.
كما يأتي الهجوم يوم وصول الرئيس المصري محمد مرسي الى باكستان في اول زيارة لرئيس مصري الى هذا البلد منذ حوالى أربعين عاما. وقد ألغى مرسي في نوفمبر في اخر لحظة ومن اجل محادثات بالغة الأهمية حول قطاع غزة زيارة كانت مقررة الى اسلام اباد للمشاركة في قمة مجموعة الثماني للتنمية. وشهدت باكستان سلسلة من الهجمات خلال انعقاد هذا المنتدى الرامي الى تعزيز التعاون الاقتصادي بين ثماني دول إسلامية هي إندونيسيا وماليزيا وبنجلادش وباكستان وايران وتركيا ومصر ونيجيريا.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الباكستانية أمس أن قوات الأمن أوقفت أمس الأول متشددا يشتبه بتورطه في قتل الصحفي الأميركي دانيال بيرل في 2002.
وأكدت القوات الخاصة (رانجرز) أنها أوقفت قاري عبد الحي الملقب بأسد الله أمس الأول خلال مداهمة في أحد الأحياء الساخنة من كراتشي كبرى مدن الجنوب، حيث خطف بيرل وقتل بقطع رأسه.
وأكد مسؤول في القوات الخاصة أن “اسد الله كان زعيم عسكر جنقوي في ولاية السند الجنوبية (وعاصمتها كراتشي) وشارك في عدد كبير من الهجمات الإرهابية.. إنه مرتبط بقتل الصحفي الاميركي دانيال بيرل”.
وكان بيرل (38 عاما) مدير مكتب صحيفة وول ستريت جرنال لجنوب اسيا عندما خطف في كراتشي في 23 يناير 2002 أثناء قيامه بتحقيق حول المتشددين. وسلم الخاطفون القنصلية الاميركية في كراتشي شريط فيديو يصور عملية قطع رأس بيرل بعد ذلك بشهر.
وافاد تحقيق أجرته زميلة سابقة لبيرل أن خالد الشيخ محمد المتهم بأنه مدبر اعتداءات 11 سبتمبر 2001 والمعتقل في الولايات المتحدة، هو من أعدم الصحفي الأميركي.
عدد اليوم
