الطبيعة الصامتة والمتحركة في معرض لأعمال حسان علم الدين

افتتح مساء أمس الأول في غاليري كورت يارد بدبي معرض استعادي لأعمال الفنان اللبناني الراحل حسان علم الدين (1933- 2007)، حيث اشتمل المعرض على عدد كبير من أعمال الفنان، وذلك بحضور زوجته جنان علم الدين التي تتابع عرض أعماله في سلسلة من المعارض تهدف للتعريف بهذه الأعمال، ويستمر هذا المعرض حتى الخامس من يونيو القادم. كان الفنان علم الدين قد أصيب بشلل نصفي حرمه من استخدام يده اليمنى لفترة، لكنه أنجز أعمالاً بديعة تتناول الطبيعة والبيوت والإنسان والكائنات، فقد استخدم ألوانه الزيتية على القماش في تصوير الأمكنة المتنوعة، مركزاً على البيوت الجبلية ذات القرميد الأحمر، وجاءت ألوانه هادئة لكنها حارة ويتمازج فيها الأخضر للطبيعة والأزرق للبحر، والبني للبيوت، والأحمر للأزهار المتناثرة في السهول. كما تميزت بعض أعمال الفنان بالتركيز على الإنسان، وتحديداً المرأة التي تبدو في صور مختلفة، ويكثر علم الدين من حضور المرأة الريفية في أوضاع متعددة، سواء كانت تحمل جرة الماء أو الحطب والسنابل على رأسها، فهناك حضور مميز للنساء يعكس رؤية لوجود الأنثى وطبيعة دورها في الحياة، وهنا يستخدم الفنان أسلوباً بسيطاً في تجسيد هذا الحضور وتلوينه بألوان يغلب عليها الهدوء. أما البيوت فهي تحيل إلى علاقة مع المكان، فيخصص لها الفنان حيزاً كبيراً في عمله، ويمزج بين البيوت والطبيعة في عمل يوحد بينهما لوناً وتصويراً، فيستعيد بذلك صور البيوت القديمة ذات الأبواب والشبابيك الخشبية أو الحديدية المهترئة، مؤكداً مفهوم مرور الزمن. كما تحضر في أعمال المعرض صورة الكتاب والقنديل القديم أيضاً، فالكتب القديمة كما البيوت القديمة تحيل على الإنسان القديم، لذلك تحضر هنا الألوان التي تعبر عن هذا القدم. وفي جانب آخر تحضر أشكال وصور من الطبيعتين الصامتة والمتحركة، حيث نجد سهولاً فسيحة أو تلالاً خضراء أو باللون الترابي المائل للأصفر، ونجد في المقابل الفازات بأزهارها المختلفة اللون كما لو كانت حقيقية لشدة واقعيتها.