الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صورة لفتاة شبه عارية ضمن رسائل إلكترونية للأسد?

18 مارس 2012
لندن (رويترز) - ظهرت صورة لفتاة شبه عارية ضمن رسائل إلكترونية أرسلت على ما يبدو للرئيس السوري بشار الأسد تسلل إليها ناشطون من المعارضة وتبادلوها مع وسائل إعلام غربية مما يثير تكهنات. ونشرت صحيفة «الديلي تليجراف» اليومية أمس، نسخة أدخلت عليها تعديلات من الصورة التي اطلعت عليها «رويترز» ضمن رسائل البريد الإلكتروني الأصلية. ?وسواء تسلل معارضون سوريون بأنفسهم إلى البريد الإلكتروني للرئيس الأسد أو بمساعدة من وكالات مخابرات غربية أو متسللين يشير نشر عشرات الرسائل الإلكترونية إلى عهد جديد من حرب المعلومات. وبدأت صحيفة “جارديان” البريطانية الخميس الماضي، نشر تفاصيل من الرسائل التي قالت إن معارضين سوريين اعترضوها سراً بين يونيو وفبراير الماضيين. وتتراوح التفاصيل التي نشرت حتى الآن بين أدلة على دعم إيراني للحملة الأمنية السورية وإنفاق زوجة الرئيس السوري آلاف الدولارات على سلع فاخرة وتفاصيل عن حسابه على “آي تيونز” وعن عادات مشاهدة الفيديوهات على الإنترنت. وقالت الجارديان إنها قامت بمحاولات مكثفة للتحقق من الرسائل الإلكترونية وتعتقد أن أغلبها إن لم يكن كلها، حقيقي. ويبدو أن الحصول على كميات كبيرة من البيانات السرية ونشرها يصبح أسهل يوماً بعد يوم كما ظهر بالفعل من خلال نشر موقع “ويكيليكس” لبرقيات سرية لوزارة الخارجية الأميركية ووثائق سجلات حربية أميركية خاصة بكل من العراق وأفغانستان وكذلك نشر رسائل البريد الإلكتروني الداخلية لشركة ستراتفور الخاصة المعنية بنشر التحليلات المخابراتية والسياسية. وبينما كانت أغلب أمثلة الاستيلاء على هذه المواد الثمينة حتى الآن في دول غربية، يشتبه بعض الخبراء منذ فترة طويلة في أن الأثر الأكبر لها يمكن أن يكون في الدول الشمولية. ويعتقد الخبراء بشكل متزايد أن حروب الإنترنت ستتركز في السنوات المقبلة على محاولة حماية أو نشر معلومات حساسة وكذلك التخطيط لهجمات إلكترونية على البنى التحتية الوطنية الحيوية. ويقول جون باسيت المسؤول الرفيع السابق في وكالة “جي.سي.اتش.كيو” البريطانية ويعمل حالياً في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية بلندن، “هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها متمردون إلى مراسلات رفيعة المستوى لنظام حاكم خلال انتفاضة”. وأضاف “ربما تكون تلك نقطة تحول مهمة في تطور حرب الفضاء الإلكتروني”. ويشك بعض الخبراء الأمنيين في امتلاك المعارضة السورية المفككة القدرة على اختراق البريد الإلكتروني دون مساعدة خارجية، لكن آخرين يقولون إن الحكام في دمشق ربما كانوا غير مبالين بتأمينها. وتقول المعارضة السورية إنها حصلت على تفاصيل كلمات المرور السرية من مصدر داخل النظام. ورغم أن من غير المرجح أن يكون لنشر الرسائل أي أثر فوري على الوضع الدموي والفوضوي على الأرض، إلا أنه ينظر إليه على أنه يقوض شرعية الأسد المترنحة بالفعل. إنها وسيلة من الممكن أن تصبح أكثر شعبية في المستقبل. وذكر انطوني ديهاوس خبير الأمن الإلكتروني في شركة كينيتيك الدفاعية البريطانية، “أي قضية يمكن أن تجد لها مناصراً من المتسللين..وسيكون مدركاً جيداً أن بإمكانه استخدام مهاراته في دعم قضيته”. وحروب المعلومات والحروب النفسية ليست شيئاً جديداً حيث يستخدم الخصوم أي وسيلة متاحة للسيطرة على المعلومات ونشر المعلومات المضللة منذ قرون. لكن عصر المعلومات يتيح إمكانيات جديدة كثيرة. ويعتقد على نطاق واسع أن نشر ويكيليكس لوقائع فساد وقمع في تونس كان عاملاً ساهم في إشعال التظاهرات هناك قبل نحو عام مما أجج الثورة التي ساهمت في بدء موجة أوسع من الاحتجاجات في الشرق الأوسط. ويشير البعض في دوائر المخابرات الغربية منذ فترة طويلة، إلى أن النشر المنظم لتفاصيل محرجة عن الموارد المالية أو غيرها من جوانب حياة زعماء مستبدين، من الممكن أن يكون سلاحاً ضد خصوم محتملين مثل روسيا والصين. لكن بعض الحكومات المستبدة ترد على الهجوم بالمثل. ويعتقد على نطاق واسع أن بعض الدول حاولت بالفعل اللجوء للهجمات الإلكترونية للحد من مناقشات غير مرغوبة على الإنترنت. وكثيراً ما تعرضت مواقع إلكترونية لمعارضين روس على وجه التحديد لهجمات من متسللين يعتقد أنهم على صلة بالكرملين بينما قالت الخدمة الفارسية بهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) هذا الأسبوع، إنها تعتقد أن إيران تقف وراء هجوم على موقعها على الإنترنت. لكن مثل هذه المحاولات لم تحقق نجاحاً كبيراً. ولم تتمكن تونس التي كانت تستخدم بعضاً من أكثر وسائل الرقابة على الإنترنت وأساليب حجب المواقع تطوراً في العالم، من خنق الاحتجاجات أو منع المستخدمين من الوصول إلى مواقع رئيسية بينها مواقع تحمل ما نشرته ويكيليكس عن تفاصيل الفساد والقمع الحكومي. ويعتقد البعض أن الحكومات ربما تكون مشاركة بالفعل في عمليات “هندسة اجتماعية” متطورة على مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت من أجل جمع معلومات بشأن أعداء في الداخل والخارج. وفي وقت سابق الشهر الحالي، تم الكشف عن قيام من يشتبه في أنهم متسللون صينيون، بإنشاء حساب باسم القائد الأعلى لحلف شمال الأطلسي الآميرال جيمس ستافريديس على موقع فيسبوك على أمل فيما يبدو أن يقوم رفاقه بالاتصال به وتبادل معلومات سرية معه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©