الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذهاب بلا عودة.. ولكن يبقى الحلم

18 مارس 2015 23:44
كَانَ حُلُمَاً فَخَاطِرَاً فَاحْتِمَالَاً ثُمَّ أَضْحَى حَقِيقَةً لَا خَيَالَاً عملٌ من روائعِ العقلِ جِئناهُ بعلمٍ.. وَلم نَجِئْهُ ارْتِجالا في ليلة الخميس 26 نوفمبر من عام 1959 وفي قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة غنت أم كلثوم من أشعار عزيز أباظة قصة بناء السد العالي في مصر للمرة الأولى، في ظل تحديات كبيرة حتى تحول الحلم إلى واقع وحقيقة. تذكرت هذه الكلمات مع انطلاق أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية من أبوظبي دون استعمال قطرة وقود واحدة، حيث تعبر «سولار امبلس 2» المحيطين الهادي والأطلسي في رحلتها حول العالم، لتعود بعدها إلى العاصمة نهاية يوليو أو أوائل أغسطس المقبلين. العمل في هذا المشروع بدأ حلماً منذ نحو 13 عاماً، من أجل نشر رسالة الابتكار وتعزيز الوعي بأهمية الطاقة النظيفة وإمكاناتها الكبيرة. وهذه هي القيم التي تعمل «مصدر» على نشرها وتعزيزها، تماشياً مع رؤية القيادة الحكيمة في الإمارات، وعمل به نحو 250 شخصاً، ينتمون لأكثر من 10 جنسيات، وتحول إلى واقع وحقيقة بدعم من « مصدر» وعدد كبير من الدول والشركاء، وتستغرق الرحلة 600 ساعة طيران، بمشاركة الشاب الإماراتي حسن الرديني، ويتم تنفيذها خلال 5 أشهر تقريباً، حيث ستقطع الطائرة نحو 40 ألف كيلو متر حول العالم، بسرعة تساوي سرعة السيارة، أو ما بين 50 و100 كيلو متر في الساعة. وقبل أيام اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي برحلة إقامة الإنسان إلى كوكب المريخ، ضمن مشروع خاص تتبناه شركة مريخ واحد «مارس وان» ويملكها رجل أعمال هولندي، في واقعة لا تمثل سوى واحدة من أمنيات أو محاكاة أفلام الخيال العلمي، حيث لا تتبناه وكالة من وكالات الفضاء الكبرى في العالم مثل وكالة ناسا الأميركية التي أرسلت الإنسان إلى القمر وإعادته سالماً إلى الأرض عام 1969، أو وكالة الفضاء الأوروبية. فالمشروع الهولندي يهدف إلى إقامة مستعمرة بشرية على كوكب المريخ على مدى عدة مراحل وسميت الشركة بهذا الاسم لان الرحلة إلى المريخ هي رحلة ذهاب فقط بلا عودة، على اعتبار أن من سيشاركون فيها سيهاجرون للمريخ مكونين الخلية الأولى لمجتمع بشرى فوقه بحلول عام 2024، وأن كل من سيشارك فيها هو متطوع، ويمكن تسميته مجازاً «فدائي»، وكانت المرحلة الأولى من المشروع بدأت في يونيو عام 2002 بإعلان الشركة عن متطوعين للهجرة للمريخ يتم تدريبهم في صحراء أريزونا للتأقلم على بيئة شبيهة ببيئة هذا الكوكب. هذه الفكرة المثيرة والحالمة جعلت الشركة تتلقى أكثر من 220 ألف طلب من أشخاص حول العالم للاشتراك في هذه الرحلة، وتم تصفيتهم إلى 100 شخص من بينهم محمد سلام «المصري الجنسية»، حيث سيتم تصفيتهم مرة أخرى إلى 24 شخصاً فقط، ووفقاً للجدول الزمني سيتم إرسال آل 24 متطوعا على 6 دفعات «4 في كل رحلة» بواقع رحلة كل سنتين. وستكون المرحلة التالية من المشروع «كما هو مخطط»، في عام 2016، حيث سيتم إرسال بيوت أشبه بالصوب النباتية المعزولة، والمجهزة بكميات كبيرة من الطعام بالإضافة إلى الآلات والمعدات اللازمة لتصنيع المياه والأكسجين، وفي عام 2022 سيكون كل شيء جاهزا لإرسال أول رحلة مأهولة إلى الكوكب الأحمر وعلى متنها 4 أشخاص - اثنان من النساء واثنان من الرجال - وسيقوم الأربعة ببناء أول مجتمع بشري فوق المريخ. وهكذا نرصد من المشروعين «سولار امبلس 2»، وإقامة أول «مستعمرة بشرية» على كوكب المريخ معاني ذات دلالات كثيرة يمكن تلخيصها في دعوة مجتمعاتنا العربية، وخاصة الشباب إلى مواصلة الحلم دوما ونقول لكل أبناء الأمة إياك أن تتخلى عنه، هكذا تتحول الأحلام إلى فكرة وواقع معاش وحقائق، خاصة إذا وجدت من يخطط، ويصبر ويمتلك الإرادة والقدرة على تحقيقها. عمر أحمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©