الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفلبين: انتخابات إلكترونية

11 مايو 2010 22:46
ينتظر الفلبينيون نتائج الانتخابات بعد أن تقاطروا بأعداد كبيرة على مكاتب الاقتراع أول من أمس الاثنين من أجل انتخاب رئيس جديد وكونجرس جديد وحكومات محلية جديدة، في ما يبدو أنه اختبار لنضج ديمقراطية البلاد. غير أن الانتخابات تمثل اختباراً ليس فقط للكيفية التي يرغب الفلبينيون في رؤية بلدهم محكوماً بها، وإنما أيضاً لآلية اختيار حكومتهم. ذلك أنه لأول مرة، يتم استعمال نظام اقتراع إلكتروني في مسعى لتلافي أعمال الغش أو التزوير التي أدت إلى فوضى واضطرابات في الماضي. وقد قدرت لجنة الانتخابات أن 85 في المئة من الناخبين المسجلين الذين يبلغ عددهم حوالي 50 مليون ناخب شاركوا في هذه الانتخابات، مما يعكس جزئياً اهتمام الجمهور بنظام التصويت الإلكتروني الجديد. كما أعلنت اللجنة الانتخابية أن حوالي 400 فقط من أزيد من 80 ألف جهاز تعطلت أو لم تشتغل على النحو الصحيح خلال عملية الاقتراع؛ غير أنه كان ثمة عدد من التقارير حول تعطل أجهزة عد الأصوات في العديد من الدوائر الانتخابية، ما أدى في بعض الحالات إلى انتشار مشاعر الغضب والاحتجاج. وإضافة إلى ذلك، فقد اشتكى العديد من الناخبين من الوقوف في طوابير انتظار طويلة تحت الشمس الحارقة، في وقت كان يكافح فيه الناخبون الذين قبلهم لفهم استمارات التصويت الجديدة المتوافقة مع أجهزة الكمبيوتر. ونتيجة لذلك، قررت اللجنة الانتخابية الإبقاء على مكاتب الاقتراع مفتوحة لساعة إضافية من أجل استيعاب الحشود التي لم تدل بأصواتها بعد. ومن بين الأشخاص الذين لم يستطيعوا في البداية الإدلاء بأصواتهم بسب عطل في جهاز التصويت الإلكتروني المرشح الرئاسي البارز "بنينيو أكينو". ومما يذكر في هذا السياق أن عملية فرز مبكرة وغير رسمية لنسبة صغيرة من مجموع الأصوات منحت التقدم لأكينو. وكان هذا الأخير، الذي يستفيد من الرصيد الكبير الذي تمتعت به والدته الراحلة من النزاهة والاستقامة -الرئيسة السابقة كورازون أكينو، التي أطاحت بالديكتاتور فرديناند ماركوس في 1986 - قد خاض الحملة الانتخابية ببرنامج يرفع شعار محاربة الفساد، وذلك في وقت تلاحق فيه إدارةَ الرئيسة المنتهية ولايتها جلوريا أرويو عدد من فضائح الفساد. خصوم "أكينو" الرئيسيون هما الرئيس السابق جوزيف استرادا، الذي أطيح به في 2001 بسبب تفشي الفساد، ورجل الأعمال المشتغل في مجال العقارات "ماني فيلر". والجدير بالذكر هنا أن "أرويو" لا تستطيع الترشح لمنصب الرئيس مرة أخرى، غير أن ثمة اعتقادا بين بعض صفوف المعارضة بأنه سيكون من مصلحتها أن تؤول انتخابات هذا العام إلى الفشل، على اعتبار أن ذلك قد يسمح لها بالتشبث بالسلطة على نحو ما، ولذلك، فإن نظام التصويت الإلكتروني يخضع لمراقبة وتدقيق كبيرين. غير أن الاختبار الحقيقي لم يبدأ إلا عندما أغلقت مكاتب الاقتراع، وذلك لأن تلك هي اللحظة التي بدأت فيها الأجهزة نقل النتائج إلى الحاسوب المركزي. وتتوقع اللجنة الانتخابية ظهور النتائج الكاملة لهذه لانتخابات في غضون اثنتين وسبعين ساعة؛ غير أن أي تأخير سيثير الشكوك ويدفع البعض إلى الذهاب إلى أنه يجري التلاعب بالنظام الإلكتروني على نحو ما، على أن أي شكوك من هذا القبيل من المحتمل أن تشكل اختبارا آخر لنضج الديمقراطية في الفلبين. على أن مصدر القلق الآخر في هذه الانتخابات هو العنف؛ حيث أعلنت قوات الأمن أن تسعة أشخاص قُتلوا في أعمال عنف مرتبطة بالانتخابات يوم الاقتراع. وفي هذا السياق، حذر "أكينو" من انتفاضة أخرى لـ"قوة الشعب، على غرار الانتفاضتين اللتين أطاحتا بماركوس واسترادا، في حال انتزاع الفوز منه عبر الغش والتزوير. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
المصدر: مانيلا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©