معتز الشامي (المنامة)
تترقب أنظار العالم اجتماع كونجرس الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ67، الذي تستضيفه العاصمة البحرينية المنامة، صباح اليوم، بحضور اتحادات 211 دولة تشكل الجمعية العمومية للفيفا،
ويعد هذا الكونجرس محطة مهمة في تاريخ كرة القدم حيث يشهد مناقشة العديد من الملفات أبرزها الميزانية الختامية للعام الماضي والإعلان عن فائض في الميزانية وتوقعات بأرباح صافية تتجاوز 3 مليارات دولار العام المقبل وحده، بما يعزز من وعد رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو، بزيادة المساعدات المالية للاتحادات الوطنية في العالم إلى 5 ملايين دولار لكل اتحاد خلال الدورة الواحدة بواقع مليون و250 ألف دولار في العام.
وعلى الجانب الآخر، شهدت أروقة «أسبوع الكونجرس» الذي تستضيفه البحرين، تحركات متسارعة للثعلب السويسري جياني إنفانتينو لتعميق حضوره القوي، وملء الفراغ الذي تركه الداهية بلاتر، بعد رحيله بتهم فساد لا حصر لها، ما عكس مؤشرات أكثر من إيجابية عن نجاح جياني إنفانتينو في التأسيس وبقوة لإطلاق امبراطوريته القوية في رئاسة فيفا، بعدما بات أكثر تأثيراً ونفوذاً وسيطرة، على اتحادات قارية عدة، ضمنت له أن يحظى بالثقة والتأييد والولاء مما يقارب 150 دولة بالعالم، تتوزع على قارات أوروبا، أفريقيا، كونكاكاف، كونميبول، أوقيانوسيا ونصف الاتحادات الآسيوية على الأقل.
وحرص إنفانتينو على حضور كل اجتماع، عقد على مدار أيام الأسبوع الجاري في البحرين، للاتحادات القارية الـ6 التي حضرت بكامل تشكيلاتها للمشاركة في كونجرس الفيفا، واستضافها الاتحاد الدولي خلال 5 أيام متتالية، وقد ظهر جلياً، استغلال الثعلب السويسري لخروج الشيخ أحمد الفهد عن المشهد وإعلانه الانسحاب من مناصبه، بالإضافة لسقوط عيسى حياتو في انتخابات رئاسة الاتحاد الأفريقي.
كما استغل جياني ورقة رفع الحظر بصورة أكثر من إيجابية، بدأها بالموافقة على «رفع جزئي» للحظر على الكرة العراقية في 3 ملاعب هي أربيل، البصرة، كربلاء، وفي الطريق يتم اللعب بورقة رفع الحظر عن الكويت، لضمان عدم عودة أبناء الفهد للمشهد، عبر تقوية صورة الاتحاد الكويتي المؤقت وقبوله بديلاً لمجلس طلال الفهد.
سيطرة كاملة
وفي آسيا حضر إنفانتينو كونجرس آسيا، الذي شهد وجود الشيخ سلمان بن إبراهيم وقيادات القارية الآسيوية، ووضح التناغم الإيجابي بينه وبين سلمان، لا سيما برحيل أحمد الفهد الذي كان سبباً في إثارة التوتر في العلاقة بين الاتحادين الآسيوي والدولي، ولو لم يعلن ذلك في فترات سابقة، وهو ما حدث في أفريقيا حيث حرص إنفانتينو على الاجتماع بأحمد أحمد الرئيس الجديد للقارة السمراء، قبل أن يحضر كونجرس أفريقيا، ويلقي خطبة عصماء، ويرد عليه رئيس الاتحاد الأفريقي بإعلان بدء مرحلة جديدة من العلاقات مع «الفيفا» قائمة على التواؤم التام والتنسيق المستمر، وتكرر المشهد في حضور جياني لاجتماعات مغلقة لكل من اتحادات أوقيانوسيا، كونيمبول، كونكاكاف، وحرص على عقد اجتماعات تشاورية ثنائية مع رؤساء تلك الاتحادات، فضلاً عن أعضاء مكاتبها التنفيذية، للترتيب للمرحلة المقبلة، ومن ثم حدوث المواءمات المطلوبة، خاصة أن الاتحادات الأخيرة المذكورة، حصلت بالفعل على دعم هائل من جياني، قبل وبعد فوزه بمقعد رئاسة الفيفا، لا سيما أنها كانت أول الاتحادات التي حصلت على الدعم المالي من الاتحاد الدولي، فضلاً عن زيادة حصتها في مقاعد المونديال بعد قرار زيادة منتخباته إلى 48 فريقاً.
وفي أوروبا لم يختلف الحال كثيراً، حيث زاد التواصل بين السويسري والاتحادات الأوروبية، وهو ما وضع بوجوده المستمر مع رئيس اليويفا في أغلب أوقاته مساء بعد انتهاء جولاته الصباحية، بصحبة الحرس القديم، من أعضاء المكتب التنفيذي لليويفا الذين قدموا له رئاسة الفيفا على طبق من ذهب.
ووفق تلك التحركات، بات واضحاً وجود ما لا يقل عن 150 دولة تعلن دعمها وتأييدها لجياني، الذي وضح استغلاله لكونجرس اليوم، للتأكيد على سطوته وبسط نفوذه، قبل عامين من انتخابات رئاسة الفيفا، وحتى يضمن عدم تسلل منافس له خلال الأشهر الـ24 القادمة، ما يفسره المراقبون على أنه بدايات بناء محكم لإمبراطورية جديدة يقودها إنفانتينو لسنوات كما حدث لسابقيه.
قرارات جديدة
أما عن أبرز بنود اجتماع كونجرس الفيفا اليوم، فيتوقع ألا تخرج عن البنود التي تمت مناقشتها بالفعل في اجتماع مجلس الاتحاد الدولي الذي اكتمل بإجراء انتخابات آسيا وأفريقيا وكونكاكاف، وأولها تأجيل مناقشة طلب أميركا وكندا والمكسيك للتنظيم المشترك لمونديال 2026.
وتفيد المتابعات أن «مناورة» التأجيل، تكشف لحد بعيد الضغوط التي تمارس من أميركا، لحسم هذا الملف لصالح ملفها المشترك مع الجيران، حيث أراد إنفانتينو حفظ ماء الوجه، والسماح لباقي الاتحادات القارية بتقديم ملفات مشتركة لاستضافة الحدث، ومن ثم التنافس فيما بينها قبل اتخاذ القرار في الجمعية العمومية المقبلة في موسكو 2018. وتشير المتابعات إلى أن رئيس الاتحاد الأميركي، بات أكثر الأعضاء سيطرة داخل الفيفا، من واقع الدور الكبير الذي لعبه لدعم جياني وجلب أصوات الكونكاكاف والكاريبي وأوقيانوسيا.
ويتوقع أن يعلن اليوم في الكونجرس مجموعة من المبادئ الجديدة لعملية اختيار البلد المضيف لكأس العالم 2026 بما في ذلك استعراض للمحتوى الذي سيُطلب من الاتحادات الأعضاء المتقدمة بطلب الاستضافة ومتطلبات التنظيم التي تتضمن الملاعب والبنية التحتية، كما سيطرح بالكونجرس اليوم دعوة الاتحادات القارية وهي «أفريقيا، كونكاكاف، كونميبول، أوقيانوسيا، للتقدم بطلبات استضافة مونديال 2026، لمنافسة الملف المشترك لأميركا وكندا والمكسيك في موعد أقصاه 11 أغسطس المقبل، وسيحدد كونجرس الفيفا الـ68 المرشحين للاستضافة، وإذا لم يقرر كونجرس فيفا المقبل اختيار أحد الاتحادات المرشحة للاستضافة، ستتولى إدارة الفيفا دعوة المزيد من الاتحادات الأعضاء من آسيا وأوروبا، للتقدم بطلبات استضافة على أن يتخذ القرار النهائي في كونجرس 2020.
كما تم اعتماد التقسيمة النهائية لمقاعد القارات في المونديال بعد المقبل الذي يشهد وجود 48 منتخباً، بواقع 16 مقعداً لأوروبا، 9.5 مقعد لأفريقيا، 8.5 مقعد لآسيا، 6.5 مقعد لكونكاكاف، 6.5 مقعد لأميركا الجنوبية «كونميبول»، مقعد ونصف لأوقيانوسيا، كما تم اقتراح إقامة دورة مجمعة من 6 فرق للمنافسة على آخر مقعدين، وستكون الفرق الـ6 من الفرق الخاسرة للملحق القاري المؤهل للمونديال، حيث تتاح لها فرصة ثانية للتنافس على مقعدين.
المقترحات في اجتماع اليوم
المنامة (الاتحاد)
يتوقع أن يشهد الكونجرس، اليوم، مناقشة مقترحات قائمة أولية بأعضاء غرفتي لجنة الأخلاقيات المستقلة، ولجنة الانضباط، ولجنة الاستئناف، ولجنة التدقيق والامتثال، ولجنة الحوكمة، سيتم تقديم كل قائمة مرشحين للانتخاب كاملة أمام كونجرس، على أن ينتخب كل منها لفترة تستمر أربع سنوات، والتي ستدخل حيز التنفيذ على الفور. كما قرر مجلس الفيفا تشكيل مجموعة عمل مخصصة لإجراء مراجعة عامة وتعزيز لقوانين الفيفا قبل تسليم أي تعديلات للكونجرس المقبل وبناءً عليه، لن يتم التصويت على أي تعديلات على القوانين اليوم، وسيتم تحديد أعضاء مجموعة العمل من قبل مكتب مجلس الفيفا، ويتم الإعلان عنها في حينه.
استمرار معاناة فلسطين
المنامة (الاتحاد)
تم رفع مناقشة أزمة الكرة الفلسطينية وما تعانيه من اضطهاد وعنصرية على يد الكيان الصهيوني، وذلك بعد مناقشة صدور تقرير رئيس لجنة المراقبة المعنية بفلسطين والكيان، طوكيو سكسويل، حيث رأى مجلس الفيفا أنه من السابق لأوانه في هذه المرحلة قيام الكونجرس بطرح الأمر للتصويت واتخاذ أي قرار، وبالتالي تم تأجيل مطلب فلسطين بمنع أندية الكيان من اللعب بأسماء المستوطنات بالأراضي المحتلة، لحين انتهاء سكسويل من تقريره بشكل نهائي وكامل.
توزيع مقاعد مونديال 2026
الاتحاد الأوروبي: 16 مقعدا
الاتحاد الأفريقي: 9.5 مقعد
الاتحاد الآسيوي: 8.5 مقعد
اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي: 6.5 مقعد
اتحاد أميركا الجنوبية: 6.5 مقعد
اتحاد أوقيانوسيا: 1.5 مقعد
مقعدان مفتوحان لمنافسة سداسية
عدد اليوم
