الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هادي يطلق الحوار اليمني محذراً من «النفق المظلم»

هادي يطلق الحوار اليمني محذراً من «النفق المظلم»
19 مارس 2013 00:36
صنعاء (الاتحاد) - انطلق أمس قطار الحوار الوطني في صنعاء أمس بهدف وضع دستور جديد لليمن وحل مشكلاته الكبرى، وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما اعتبر الرئيس عبدربه منصور هادي أن مفتاح النجاح يكمن في معالجة قضية الجنوب، محذراً من “العودة إلى النفق المظلم” إذا ما فشل الحوار الذي قال انه يشكل “لحظة فارقة تتطلب منا إرادة قوية، ولن يكون اليمن بعدها كما كان قبلها”، وأثنى هادي على المبادرة الخليجية، قائلاً: لقد رسمت لنا خارطة طريق واضحة لخروج اليمن من عنق الزجاجة. وحثّ الرئيس اليمني الحضور على تنحية المكائد السياسية خارج قاعات الحوار، وأضاف: “من لم يعجبه الحوار الباب مفتوح أمامه”، وقال ذلك بعد أن قطع أحد الحضور الكلمة الافتتاحية للمؤتمر. ودعا هادي إلى “التوافق على رؤية عقلانية حول القضية الجنوبية”، معتبراً أن ذلك “سيقودنا حتماً عقد اجتماعي جديد من خلال دستور جديد، بعيداً على العصيبات الأسرية والقبيلة والمناطقية”. ودعا هادي إلى تجاوز “تعقيدات الماضي” ووضع “اللبنات الأساسية لبناء يمن جديد موحد وآمن مستقر”، مشددا على أن هدف المؤتمر بناء “دولة مدنية حديثة تقوم على أسس الحكم الرشيد، تحكمها الأنظمة والقوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية الغراء” التي قال إنها “ترفض الغلو والتطرف” وتواكب تطورات العصر. وقال إن قضايا المطروحة للنقاش في مؤتمر الحوار “تتطلب من جميع الأطراف تقديم تنازلات” لإنجاح المؤتمر الوطني، داعياً أعضاء المؤتمر إلى “الاستفادة من المساندة غير المسبوقة التي تحظى بها بلادنا سياسيا واقتصاديا من المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي”. وأضاف: “الإرادتان الدولية والإقليمية قد توافرت لإنجاح المؤتمر وتبقى الإرادة الوطنية بأيدكم”، مؤكداً ضرورة الانتصار للمشروع الوطني الكبير على حساب المشاريع الصغيرة الانتهازية”. وأضاف: “نريد منكم دستوراً يخرجنا من ذلك يكفل لأبنائنا ولأحفادنا أسس حياة كريمة سوية ترتقي بنا إلى مستوى الإنسانية”. من جانبه، أكد أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، حرص قادة دول المجلس على دعم اليمن “والوقوف إلى جانبه” حتى إخراجه من أزمته الراهنة. ونقل الزياني، الذي وصل إلى قاعة الاحتفال متأخراً ساعتين، تهاني وتبريكات “قادة دول المجلس” لانعقاد مؤتمر الحوار اليمني من مختلف الأطراف المتصارعة، متمنياً نجاح المؤتمر واتفاق المتحاورين على القضايا المطروحة كافة. وكان مدير مكتب دول مجلس التعاون الخليجي في صنعاء، المهندس سعد العريفي، ألقى كلمة نيابة عن الزياني، أشاد فيها بما تحقق منذ توقيع اتفاقية نقل السلطة في 23 نوفمبر 2011 بالعاصمة السعودية الرياض، مؤكدا تفاؤل قادة دول مجلس التعاون بنجاح مؤتمر الحوار الوطني، الذي سيستمر ستة شهور. واعتبر مشاركة القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية اليمنية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل ودعمه “يدل على وعي الشعب اليمني وإدراكه لأهمية هذا المؤتمر الذي سيبحث قضايا أساسية ترسم مستقبل اليمن السياسي”. وقال: “نتطلع بعد هذا الحوار إلى دستور عصري يتناسب مع طموحات الشعب اليمني وتضحياته وانتخابات برلمانية ورئاسية” في فبراير 2014. من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، إن اليمن أمام “فرصة تاريخية مواتية” لحل جميع الملفات العالقة في ظل “الدعم الدولي والإقليمي المستمر” لهذا البلد، مشيراً إلى الزيارة التي قام بها أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى صنعاء في نوفمبر الماضي بمناسبة مرور عام على توقيع اتفاقية نقل السلطة، والزيارة الاستثنائية لأعضاء مجلس الأمن الدولي منتصف يناير الفائت، فضلاً عن الدعم المستمر لليمن من قبل دول مجلس التعاون الخليجي ومجموعة المانحين الدوليين. وعبر ابن عمر عن تفاؤله بأن تكلل جهود أعضاء مؤتمر الحوار الوطني بالنجاح “مادام الجميع يعملون بروح جماعية ووطنية صادقة”. وقال، إن “أي تغيير حقيقي في المجتمع لا يمكن تحقيقه إلا من خلال توافق واسع وعملية شفافة وشاملة”، مؤكداً ضرورة احترام “تنوع الآراء”، و”أن يكون الحوار شفافاً ومفتوحاً أمام المواطنين خارج قاعات المؤتمر، ليتمكنوا من فهم مجرياته والمساهمة في مخرجاته”. وشدد على احترام نتائج الحوار والعمل على تنفيذها ليتسنى لليمنيين الخروج من أزماتهم الراهنة. وتشارك فصائل جنوبية في مؤتمر الحوار الوطني بالرغم من مقاطعة أغلب القوى الجنوبية الانفصالية، المنضوية في لواء “الحراك الجنوبي” لهذا المؤتمر، الذي نصف أعضائه من الجنوب، فيما 85 شخصاً ينوبون عن الحراك الانفصالي. ويفترض أن يؤدي الحوار الوطني إلى وضع دستور جديدة للبلاد، وصولاً إلى تنظيم انتخابات رئاسية ونيابية في غضون سنة. وينعقد الحوار برئاسة هادي وبرعاية الأمم المتحدة الممثلة بمبعوثها الخاص جمال بن عمر، ومجلس التعاون الخليجي الذي حضر أمينه العام عبداللطيف الزياني. من جانبه، قال بن عمر للصحفيين قبيل افتتاح الحوار، إنها “لحظة تاريخية واليمن هو نموذج للانتقال الديموقراطي في المنطقة”، مشدداً على أن “المجتمع اليمني متضامن ويساعد اليمنيين، ومجلس التعاون الخليجحي قدم الكثير، هذه الفرصة يجب أن يقطفها اليمنيون”. ودعا ابن عمر في كلمة في افتتاح الحوار الذي يفترض أن يستمر ستة اشهر إلى معالجة “المطالب المشروعة” للجنوبيين، وتداعيات الحروب مع التمرد الحوثي الشيعي في صعدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©