إيران تعلن سحب أرصدتها من الاتحاد الأوروبي رداً على العقوبات

أعلن مهدي سفاري نائب وزير الخارجية الايراني أمس أن إيران ستسحب أرصدتها من الاتحاد الاوروبي ردا على تشديد العقوبات المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي· بينما أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستستمر بالتفاوض بموازاة العقوبات المفروضة على طهران· ونقلت صحيفة دي بريس النمساوية اليومية عن سفاري قوله ''سوف نسحب المال ونستثمر في مكان آخر''، وأضاف ''إذا سحبت أكثر من 100 مليار دولار فهذا بالطبع سيؤدي إلى ندرة المال وسيكون له أثره على الاقتصاد العالمي''· وقال إن الاوروبيين سيخسرون نتيجة للعقوبات الجديدة، مضيفا ''لدينا موارد النفط والغاز التي يريد الجميع شراءها، والآن نتعامل في الاغلب مع دول آسيوية''· واضاف ''في السابق كان شركاؤنا الاساسيون في أوروبا، ألمانيا وايطاليا وفرنسا والنمسا· الآن لدينا شركاء آخرون''· من جهته اعلن الممثل الاعلى للسياسات العليا للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا أمس في جنيف أن الاتحاد الاوروبي سيستمر في استخدام التفاوض والعقوبات في اطار الامم المتحدة ''بالتوازي'' لحمل ايران على تعليق انشطة تخصيب اليورانيوم· وقال سولانا للصحفيين على هامش مؤتمر نزع الاسلحة المنعقد في جنيف ''نعتمد مع ايران آلية مزدوجة التفاوض من جهة وفي الوقت نفسه التحرك في اطار الامم المتحدة''· واضاف ''نقوم بالأمرين بالتوازي، عندما نجد صيغة لبدء التفاوض بجدية سنلجأ الى المفاوضات فقط''· وشدد بالقول ''لم نوافق على فرض عقوبات جديدة، إننا نطبق فقط القرارات الدولية لم يطرأ اي تغير سياسي''· وفي السياق ذاته حذرت بريطانيا إيران أمس من انها ستعاني من عزلة اقتصادية وسياسية متنامية اذا اتخذت ''الاختيار الخاطئ'' وتقاعست عن الالتزام بقرارات الامم المتحدة بشأن تقييد برنامجها النووي· وكتب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في مقال لصحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون أن ''المسار الدبلوماسي يجب أن ينجح، والبدائل مرعبة''· وأكد أن اسلوب ''المسار المزدوج'' الدبلوماسي الذي يجمع زيادة العقوبات والفوز بتعاون اقتصادي وسياسي اذا التزمت إيران مازال امامه فرصة للنجاح· وقال ''توجد جائزة هائلة لإيران معروضة من المجتمع الدولي اذا كانت ايران راغبة في أن تتصرف مثل عضو يشعر بالمسؤولية في ذلك المجتمع، نحن مصممون على موازنة الاجراءات العقابية الصارمة بحوافز سخية''· وقال أيضا ''إيران لديها اختيار فاذا استمرت في اتخاذ الاختيار الخاطئ فإنها لن تكون سياسة المجتمع الدولي هي التي فشلت وانما سياسة النظام الايراني''· من جهة ثانية حذر الحرس الثوري الايراني الولايات المتحدة أمس من أنها ستواجه ''مأساة'' اذا هاجمت ايران· ونقلت وكالة انباء الجمهورية الايرانية عن محمد حجازي وهو من كبار قادة الحرس الثوري قوله ''ننصح المسؤولين الاميركيين بتوخي الحذر وعدم مواجهة مأساة اخرى''· وقال ''كلمتنا الاخيرة هي أنه اذا اردتم التحرك نحو ايران فاحرصوا على إحضار عكازات وسيقان صناعية لأنكم اذا جئتم لن تصبح لديكم أرجل تعودون بها''· وقال رئيس البرلمان علي لاريجاني الذي شغل منصب كبير المفاوضين النوويين الايرانيين سابقا ''اذا اردتم التفاوض مع ايران بشأن الصفقة المقترحة فلماذا تنتهجون طريق المواجهة''· وحذر من مغبة مهاجمة واستفزاز ايران مؤكدا على ضرورة أخذ تحذيرات المدير العام لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي على محمل الجد· إلى ذلك حذر وزير البنى التحتية الاسرائيلي ووزير الدفاع السابق بنيامين بن اليعازر في مقابلة نشرتها صحيفة ''كوميرسانت'' الروسية أمس من أنه سيتم ''القضاء'' على ايران في حال فكرت ''بمهاجمة'' اسرائيل· وقال في موسكو ''فلتحاول طهران مهاجمة اسرائيل، وسيتم القضاء على ايران''، مضيفا ''نحن لا نخطط لاي هجوم على ايران''· وتابع ''لتجنب الكوارث، على العالم اتخاذ اجراءات ملموسة قبل أن يفوت الاوان''، داعيا الى فرض عقوبات على الشركات ''وخصوصا الاوروبية'' التي تتعامل مع إيران·